هل هناك فرقٌ بين الإساءةِ للرسولِ صلى الله عليه وسلم وتهويد الأقصى؟
ثمّة أسئلة مُوجّهة للخطاب العربي؛ ماذا سيكتُب التاريخ عن عروبتنا -نحن العرب- وخبر تهويد القدس أصبح ثقيلاً على مسامعنا؟
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - الأدب مع الله وكتابه ورسوله - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -
بعيداً عن أدبيات مظفر النواب حينما قال: "القدس عروس عروبتكم"، نقفُ أمام هَبّة نصرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي اندلعت أحداثها رفضاً للفيلم الأميركي المسيء للإسلام والمسلمين، لنقول: ألا تستحقّ أُولى القبلتين وثالثَ الحرمينِ الشريفين هَبّة مماثلة للذود عن مدينة تتعرض لهجمة إسرائيلية تهويدية.
أمام تلك الهَبّةِ الجماهيرية، نطرح سؤالاً يراودنا دائماً، بل يسكن في وجدان قبلتنا الأولى؛ هل هناك فرقٌ بين تهويّدِ القدس والمسجد الأقصى وبين الفيلم المسيء لرسولنا الأعظم صلواتُ الله وسلامه عليه؟
من يقول إن هناك فرق بين الحالتين، فمن المؤكد انه كمن يقرأ الآية الكريمة: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} [النِّساء:43] ناسياً الجزء الآخر، لأدلجة النسيان كـ"تبرير" أمام العجزِ العربي.
قال هيتر لويس: "إن بناء قُبّة الصخرة في القدس هي أجملُ المباني التي خلّدها التاريخ"، وقال غوستاف لوبون: "إن بناء قُبّة الصخرة أعظمُ بناء يَستوقفُ الناظر، وإن جمالها وروعتها لا يصلان إلى خيالِ بني البشر"، وقال ماكس فان باشم: "لعل عظمة قُبّة الصخرة وجمالها يعودان لما نُشاهده في مُخططها من البساطة والتنسيق، حقاً إنها مَفخرة العِمارة الإسلامية".
مقولات تستدعي التوقُّف عندها، لكي يَكتب عنّا التاريخ كمِثل ما كُتب عن مدينة القدس، ولكن!
ما فائدة قراءة تلك العبارات، والقدس بعيدة عن صولاتِ وجولاتِ أُمّة الضّاد!؟
وكذلك ما فائدة التمسُّك بقرارات مجلسِ الأمن والأُمم المُتحدة وحقوقِ الإنسان وغيرها في ظلِّ التهويد المستمرّ الذي تتعرّض له مدينة القدسِ والأقصى، ولعلّ القارئ لهذه القرارات يعجزُ عن الضحك والبكاء مفضِلاً الصمت وهو يردّد قصيدة شاعرنا النواب:
والناس خريف يمطر *** والأيام على الذل سموم
ثمّة أسئلة مُوجّهة للخطاب العربي؛ ماذا سيكتُب التاريخ عن عروبتنا -نحن العرب- وخبر تهويد القدس أصبح ثقيلاً على مسامعنا؟
وهل نجرؤ على قراءة ما سَيكتُبه التاريخ المُعاصر مستقبلاً؟ أم أننا سنتلاعبُ في الحاضر لنكتُب إيماءاتٍ تتمَاهى فيها الأجيال القادمة؟
مأمون شحادة