مسلمو ألمانيا بين الخديعة والتحديات !
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
رغم مضي نحو خمسة قرون على خروج الإسلام من أوروبا وسقوط الأندلس..
فقد عاد الإسلام من جديد في أوروبا, وخاصة منذ منتصف القرن العشرين, ولقد اختلفت العودة الجديدة للإسلام إلى أوروبا عن قدوم الإسلام في المرة الأولى في منهجها وأسلوبها وأهدافها، وفي أوضاع أوروبا والدول الإسلامية ومن ثم أصبح المسلمون في دول المهجر خاصة الدول الإسلامية عامة، وكذلك الدول الأوروبية والأمريكية يواجهون تحدياً خطيراً يستدعي مواجهته بأسلوب بنّاء، ولعل من أبرز العوامل التي تساعد على حفظ الدين هو العلم بتعاليم الإسلام وشريعته، ويعتبر التدريس أفضل وسائل نشر العلم لما يتميز به من التنظيم والتدرج في توصيل المعلومة، ولكن الجدير بالملاحظة هو إقرار بعض الحكومات مثل ألمانيا تدريس الدين الإسلامي كمادة لأبناء الجاليات الإسلامية، فهل هو نوع من إبراز حرية الأديان؟
أم أنه وسيلة لإخراج جيل مسلم على شاكلة غربية غير النموذج الذي لا يقبله الغرب ـ المتشدّد ـ أي نموذج للإسلام حسب الطلب الغربي.
اتجاه جديد
يُعدّ تعليم الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية اتجاهاً جديداً؛ إذ لم يكن متوافراً في الماضي سوى الدروس الخصوصية لتدريس الدين الإسلامي والتي وُجدت منذ أن بدأت أول جماعة من المهاجرين الأتراك بالوصول لألمانيا في الستينيات.
ولكن مع بداية العام الدراسي في عام 2003 أعلنت بعض المدارس في ولايتي سكسونيا السفلى وبافاريا وفي مدينة برلين، في سابقة هي الأولى من نوعها عن تدريس مادة جديدة للطلاب المسلمين بهذه المناطق، ألا وهي الدين الإسلامي.
إذ أعلنت وزارة التعليم التابعة لولاية سكسونيا السفلى: إن هذا النموذج الجديد بتدريس الدين الإسلامي باللغة الألمانية للطلاب والطالبات المسلمين بالولاية التي يعيش بها حوالي (40) ألف طالب مسلم، تم اختباره في (8) مدارس للتعليم الابتدائي بالولاية بالتعاون مع بعض المنظمات الإسلامية بألمانيا.. مؤكداً أن الأبوين سيقرّران بمحض اختيارهما ما إذا كانا يرغبان في إدخال أولادهم لفصول تعليم الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن تلك الفصول تهدف إلى دعم التآلف والاندماج والتسامح وفهم الدين الإسلامي بصورة صحيحة.
ضغط المسلمين
ونتيجة للطلبات التي تقدمت بها جمعيات إسلامية، وبعد سنوات عديدة من مماطلة وزارت التربية المحلية لم يقتصر النجاح في تدريس الدين الإسلامي على ولايتي بادن- فيرتمبرج وهيسن فقد حققت الجمعيات الإسلامية في العديد من الولايات نجاحاً نسبياً على مدى العقد الماضي في دفع وزارات التربية المحلية بها لاتخاذ خطوات نحو تدريس الإسلام.
ففي ولاية ساكسونيا السفلى، يشرف مجلس الشورى الذي يضم التجمعات الإسلامية بالولاية على تدريس حصص للدين الإسلامي في (8) مدارس بالولاية، وفي برلين، يتولى الاتحاد الإسلامي في الولاية -المكون من (25) مؤسسة دينية- مسؤولية تدريس حصص للدين الإسلامي في (37) مدرسة حكومية يدرس بها (3200) تلميذ مسلم، وذلك تطبيقاً لقرار أصدرته المحكمة الإدارية العليا في برلين عام 2000. وفي ولاية شمال الراين -التي تصل فيها نسبة التلاميذ ذوي الأصول الأجنبية في سن الخامسة عشرة إلى 32% من إجمالي عدد التلاميذ في نفس السن- أقرت المحكمة الإدارية الاتحادية في مدينة ليبزج عام 2005 بأحقّية المنظمتين الإسلاميتين؛ "مجلس الإسلام في ألمانيا" و"المجلس المركزي الإسلامي"، في التنظيم والإشراف على دروس التربية الدينية في المدارس الحكومية في الولاية.
وكانت وزارة التعليم في ولاية شمال الراين قد أبدت تفهّماً نسبياً إزاء التعامل مع قضية تدريس الدين الإسلامي في مدارسها، وبدأت الوزارة منذ عام 1999 في تجربة تدريس مادّة الدين الإسلامي كمادّة مقررة باللغة الألمانية على (5) آلاف تلميذ مسلم في (110) مدارس حكومية بالولاية. أما ولاية هامبورج فيتم تدريس الدين الإسلامي بالمدارس منذ نحو عام .
الهدف دمج المسلمين
وتؤكد الوزارة أن تعليم الدين الإسلامي بألمانيا لا يُعدّ فكرة جديدة حيث إنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، يسعى صنّاع القرار السياسي بألمانيا لإيجاد حالات حقيقية من اندماج الجالية الإسلامية التي تقدر بـ(3.5) ملايين نسمة بألمانيا التي يبلغ إجمالي عدد سكانها (82) مليوناً.. مشيراً إلى أن فصول تعليم الدين الإسلامي ستهدف إلى تعليم أساسيات الدين وتعاليمه.
ولم يقتصر الأمر على المدارس فقد قامت جامعة مونستر بإنشاء قسم جديد بمركز الدراسات الدينية التابع للجامعة يتخصص في تقديم دورات تدريبية ودراسات لتأهيل معلمين يدرّسون الإسلام.
ويقول الدكتور محمد سفين كاليش المسؤول عن القسم الجديد بالجامعة: إن المعلمين المؤهلين سيتمكنون فقط من تدريس الإسلام في المدارس الإسلامية المتخصصة في تعليم القرآن في ألمانيا.
وبرّر كاليش إنشاء هذا القسم بزعم"عدم توافر كفاءات مناسبة لتدريس الإسلام في المدارس الألمانية حتى الآن"، مشيراً إلى أن تأهيل هؤلاء المدرسين سيتم بصورة علمية لتخريج علماء يتناسبون مع الصورة التي ترغب فيها الحكومة الألمانية.
وتتضمن شروط الالتحاق بالقسم الجديد -بحسب كاليش- أن يكون الشخص المتقدم "مسلماً، وأن يكون مؤهلاً من قبل كمعلم، أو على الأقل قد بدأ في دراسة كيف يكون معلماً".
وأوضح قائلاً: "التدريس في القسم سيكون باللغة الألمانية؛ لأننا نرغب في أن يصبح الدين الإسلامي جزءاً من المجتمع الألماني؛ ولذلك فعلى المسلمين في هذه الحالة تعلم دينهم باللغة الألمانية وجميع المصطلحات المتعلقة بذلك حتى يستطيعوا أن يجدوا مكاناً لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه".
مسلمو ألمانيا يتحفظون
رغم إعلان بعض الولايات الألمانية البدء في تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين إلا الأمر ليس على ظاهره فقد عبر د. "أحمد خليفة" الأمين العام للجماعة الإسلامية عن تحفظه على مشروع تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس بولاية بافاريا، والمزمع تنفيذه، مشيراً إلى أن المشروع بصورته المعلنة لن يلبي احتياجات المسلمين التعليمية.
وبرّر "خليفة" ذلك بأنه لم يتم تحديد الجهة المخولة بالإشراف على وضع المناهج، كما أنه لم يوضّح محتوى هذه المناهج، ولا الصفات المطلوبة في المعلمين المرشحين للتدريس كقدوة أمام التلاميذ المسلمين.. وشدّد الأمين العام للجماعة -التي تدير عدداً كبيراً من المؤسّسات الإسلامية والمساجد في ألمانيا- على رفض معظم الهيئات الإسلامية الألمانية إشراف وزارة التعليم التركية على وضع المناهج؛ لأن عملية تدريس الدين الإسلامي هي عبارة عن توصيل المعلومة الدينية للتلاميذ المسلمين الموجودين في ألمانيا، وهو حق كفله الدستور الألماني للمؤسسات الإسلامية الألمانية وليس لسلطات خارجيّة.
ولعل هذا التحفظ جاء عقب إعلان وزيرة الثقافة في ولاية بافاريا السيدة "هول ماير" عزم الوزارة البدء في تخصيص حصص للدين الإسلامي باللغة الألمانية للتلاميذ المسلمين في خمس من المدارس الابتدائية الرسمية بالولاية.
مؤكدة أنها اتفقت مع وزارة التعليم التركية على خطة التدريس التي ستساعد على اندماج التلاميذ المسلمين في المجتمع الألماني وتكريس هويتهم الدينية.
عنصريّة أوروبيّة
ورغم أن المسؤولين رحبّوا بإدراج حصص التربية الإسلامية ضمن البرامج الدراسية، إلا أنهم اشترطوا وجود شريك في الحوار من الجانب الإسلامي ليكون مسؤولاً أمام السلطات عن إدارة برامج ومحتوى المواد التي ستدرس.
وكانت وزارة التربية المحلية في مدارس ولاية هيسن قد خصصت حصصاً رسمية للتربية الدينية للكاثوليك والبروتستانت واليهود والسريان الأرثوذكس والأرمن، وعدد آخر من الجمعيات الممثلة للطوائف الدينية في الولاية.
على النقيض من الموقف مع المسلمين رفضت الوزارة في هذه الولاية منذ سنوات تخصيص حصة مماثلة للدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في مدارس الولاية، رغم أن عدد هؤلاء التلاميذ يزيد في هذه الولاية عن (70) ألف نسمة؛ وهو ما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة دينية من التلاميذ بعد التلاميذ النصارى، ورفضت وزارة التربية في هيسن أوائل التسعينيات طلبات تقدمت بها إليها منظمات إسلامية مختلفة لمنحها الحق في الإشراف على تدريس الدين الإسلامي في مدارس الولاية، وبررت الوزارة -حينذاك- رفضها بعدم اتحاد المنظمات الإسلامية في جمعية واحدة تمثل المسلمين أمامها.
لكن بعد اتحاد المنظمات الإسلامية في منظمة واحدة عام 1997 رفضت الوزارة طلباً جديداً بتدريس الدين الإسلامي متذرعة هذه المرة بأن تنوع المنظمات الإسلامية المنضوية في الهيئة الجديدة لا يعكس وحدة حقيقية بين المسلمين، كما أبدت الوزارة تشككها في تمثيل الهيئة الجديدة المكونة من (11500) عضو لجميع مسلمي هيسن المقدرين بنحو (300) ألف نسمة.
وتدخل وزير داخلية هيسن السابق "بوكل" في القضية، معتبراً أن رفض مؤسسة ديانات التركية -ذات الاتجاهات العلمانية- الاعتراف بتمثيل الهيئة الجديدة للمسلمين مبرر كافٍ لرفض طلب الهيئة.
كما انتقد المسلمون في ولاية شمال الراين المقدر عددهم بمليون نسمة قيام وزارة التربية بإعداد مناهج الدين الإسلامي في معهد المعلمين التابع لها، ولم تترك إعدادها للمسلمين مثلما فعلت مع المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت ومع اليهود.
فقد عاد الإسلام من جديد في أوروبا, وخاصة منذ منتصف القرن العشرين, ولقد اختلفت العودة الجديدة للإسلام إلى أوروبا عن قدوم الإسلام في المرة الأولى في منهجها وأسلوبها وأهدافها، وفي أوضاع أوروبا والدول الإسلامية ومن ثم أصبح المسلمون في دول المهجر خاصة الدول الإسلامية عامة، وكذلك الدول الأوروبية والأمريكية يواجهون تحدياً خطيراً يستدعي مواجهته بأسلوب بنّاء، ولعل من أبرز العوامل التي تساعد على حفظ الدين هو العلم بتعاليم الإسلام وشريعته، ويعتبر التدريس أفضل وسائل نشر العلم لما يتميز به من التنظيم والتدرج في توصيل المعلومة، ولكن الجدير بالملاحظة هو إقرار بعض الحكومات مثل ألمانيا تدريس الدين الإسلامي كمادة لأبناء الجاليات الإسلامية، فهل هو نوع من إبراز حرية الأديان؟
أم أنه وسيلة لإخراج جيل مسلم على شاكلة غربية غير النموذج الذي لا يقبله الغرب ـ المتشدّد ـ أي نموذج للإسلام حسب الطلب الغربي.
اتجاه جديد
يُعدّ تعليم الدين الإسلامي بالمدارس الحكومية الألمانية اتجاهاً جديداً؛ إذ لم يكن متوافراً في الماضي سوى الدروس الخصوصية لتدريس الدين الإسلامي والتي وُجدت منذ أن بدأت أول جماعة من المهاجرين الأتراك بالوصول لألمانيا في الستينيات.
ولكن مع بداية العام الدراسي في عام 2003 أعلنت بعض المدارس في ولايتي سكسونيا السفلى وبافاريا وفي مدينة برلين، في سابقة هي الأولى من نوعها عن تدريس مادة جديدة للطلاب المسلمين بهذه المناطق، ألا وهي الدين الإسلامي.
إذ أعلنت وزارة التعليم التابعة لولاية سكسونيا السفلى: إن هذا النموذج الجديد بتدريس الدين الإسلامي باللغة الألمانية للطلاب والطالبات المسلمين بالولاية التي يعيش بها حوالي (40) ألف طالب مسلم، تم اختباره في (8) مدارس للتعليم الابتدائي بالولاية بالتعاون مع بعض المنظمات الإسلامية بألمانيا.. مؤكداً أن الأبوين سيقرّران بمحض اختيارهما ما إذا كانا يرغبان في إدخال أولادهم لفصول تعليم الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن تلك الفصول تهدف إلى دعم التآلف والاندماج والتسامح وفهم الدين الإسلامي بصورة صحيحة.
ضغط المسلمين
ونتيجة للطلبات التي تقدمت بها جمعيات إسلامية، وبعد سنوات عديدة من مماطلة وزارت التربية المحلية لم يقتصر النجاح في تدريس الدين الإسلامي على ولايتي بادن- فيرتمبرج وهيسن فقد حققت الجمعيات الإسلامية في العديد من الولايات نجاحاً نسبياً على مدى العقد الماضي في دفع وزارات التربية المحلية بها لاتخاذ خطوات نحو تدريس الإسلام.
ففي ولاية ساكسونيا السفلى، يشرف مجلس الشورى الذي يضم التجمعات الإسلامية بالولاية على تدريس حصص للدين الإسلامي في (8) مدارس بالولاية، وفي برلين، يتولى الاتحاد الإسلامي في الولاية -المكون من (25) مؤسسة دينية- مسؤولية تدريس حصص للدين الإسلامي في (37) مدرسة حكومية يدرس بها (3200) تلميذ مسلم، وذلك تطبيقاً لقرار أصدرته المحكمة الإدارية العليا في برلين عام 2000. وفي ولاية شمال الراين -التي تصل فيها نسبة التلاميذ ذوي الأصول الأجنبية في سن الخامسة عشرة إلى 32% من إجمالي عدد التلاميذ في نفس السن- أقرت المحكمة الإدارية الاتحادية في مدينة ليبزج عام 2005 بأحقّية المنظمتين الإسلاميتين؛ "مجلس الإسلام في ألمانيا" و"المجلس المركزي الإسلامي"، في التنظيم والإشراف على دروس التربية الدينية في المدارس الحكومية في الولاية.
وكانت وزارة التعليم في ولاية شمال الراين قد أبدت تفهّماً نسبياً إزاء التعامل مع قضية تدريس الدين الإسلامي في مدارسها، وبدأت الوزارة منذ عام 1999 في تجربة تدريس مادّة الدين الإسلامي كمادّة مقررة باللغة الألمانية على (5) آلاف تلميذ مسلم في (110) مدارس حكومية بالولاية. أما ولاية هامبورج فيتم تدريس الدين الإسلامي بالمدارس منذ نحو عام .
الهدف دمج المسلمين
وتؤكد الوزارة أن تعليم الدين الإسلامي بألمانيا لا يُعدّ فكرة جديدة حيث إنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، يسعى صنّاع القرار السياسي بألمانيا لإيجاد حالات حقيقية من اندماج الجالية الإسلامية التي تقدر بـ(3.5) ملايين نسمة بألمانيا التي يبلغ إجمالي عدد سكانها (82) مليوناً.. مشيراً إلى أن فصول تعليم الدين الإسلامي ستهدف إلى تعليم أساسيات الدين وتعاليمه.
ولم يقتصر الأمر على المدارس فقد قامت جامعة مونستر بإنشاء قسم جديد بمركز الدراسات الدينية التابع للجامعة يتخصص في تقديم دورات تدريبية ودراسات لتأهيل معلمين يدرّسون الإسلام.
ويقول الدكتور محمد سفين كاليش المسؤول عن القسم الجديد بالجامعة: إن المعلمين المؤهلين سيتمكنون فقط من تدريس الإسلام في المدارس الإسلامية المتخصصة في تعليم القرآن في ألمانيا.
وبرّر كاليش إنشاء هذا القسم بزعم"عدم توافر كفاءات مناسبة لتدريس الإسلام في المدارس الألمانية حتى الآن"، مشيراً إلى أن تأهيل هؤلاء المدرسين سيتم بصورة علمية لتخريج علماء يتناسبون مع الصورة التي ترغب فيها الحكومة الألمانية.
وتتضمن شروط الالتحاق بالقسم الجديد -بحسب كاليش- أن يكون الشخص المتقدم "مسلماً، وأن يكون مؤهلاً من قبل كمعلم، أو على الأقل قد بدأ في دراسة كيف يكون معلماً".
وأوضح قائلاً: "التدريس في القسم سيكون باللغة الألمانية؛ لأننا نرغب في أن يصبح الدين الإسلامي جزءاً من المجتمع الألماني؛ ولذلك فعلى المسلمين في هذه الحالة تعلم دينهم باللغة الألمانية وجميع المصطلحات المتعلقة بذلك حتى يستطيعوا أن يجدوا مكاناً لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه".
مسلمو ألمانيا يتحفظون
رغم إعلان بعض الولايات الألمانية البدء في تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين إلا الأمر ليس على ظاهره فقد عبر د. "أحمد خليفة" الأمين العام للجماعة الإسلامية عن تحفظه على مشروع تدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس بولاية بافاريا، والمزمع تنفيذه، مشيراً إلى أن المشروع بصورته المعلنة لن يلبي احتياجات المسلمين التعليمية.
وبرّر "خليفة" ذلك بأنه لم يتم تحديد الجهة المخولة بالإشراف على وضع المناهج، كما أنه لم يوضّح محتوى هذه المناهج، ولا الصفات المطلوبة في المعلمين المرشحين للتدريس كقدوة أمام التلاميذ المسلمين.. وشدّد الأمين العام للجماعة -التي تدير عدداً كبيراً من المؤسّسات الإسلامية والمساجد في ألمانيا- على رفض معظم الهيئات الإسلامية الألمانية إشراف وزارة التعليم التركية على وضع المناهج؛ لأن عملية تدريس الدين الإسلامي هي عبارة عن توصيل المعلومة الدينية للتلاميذ المسلمين الموجودين في ألمانيا، وهو حق كفله الدستور الألماني للمؤسسات الإسلامية الألمانية وليس لسلطات خارجيّة.
ولعل هذا التحفظ جاء عقب إعلان وزيرة الثقافة في ولاية بافاريا السيدة "هول ماير" عزم الوزارة البدء في تخصيص حصص للدين الإسلامي باللغة الألمانية للتلاميذ المسلمين في خمس من المدارس الابتدائية الرسمية بالولاية.
مؤكدة أنها اتفقت مع وزارة التعليم التركية على خطة التدريس التي ستساعد على اندماج التلاميذ المسلمين في المجتمع الألماني وتكريس هويتهم الدينية.
عنصريّة أوروبيّة
ورغم أن المسؤولين رحبّوا بإدراج حصص التربية الإسلامية ضمن البرامج الدراسية، إلا أنهم اشترطوا وجود شريك في الحوار من الجانب الإسلامي ليكون مسؤولاً أمام السلطات عن إدارة برامج ومحتوى المواد التي ستدرس.
وكانت وزارة التربية المحلية في مدارس ولاية هيسن قد خصصت حصصاً رسمية للتربية الدينية للكاثوليك والبروتستانت واليهود والسريان الأرثوذكس والأرمن، وعدد آخر من الجمعيات الممثلة للطوائف الدينية في الولاية.
على النقيض من الموقف مع المسلمين رفضت الوزارة في هذه الولاية منذ سنوات تخصيص حصة مماثلة للدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في مدارس الولاية، رغم أن عدد هؤلاء التلاميذ يزيد في هذه الولاية عن (70) ألف نسمة؛ وهو ما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة دينية من التلاميذ بعد التلاميذ النصارى، ورفضت وزارة التربية في هيسن أوائل التسعينيات طلبات تقدمت بها إليها منظمات إسلامية مختلفة لمنحها الحق في الإشراف على تدريس الدين الإسلامي في مدارس الولاية، وبررت الوزارة -حينذاك- رفضها بعدم اتحاد المنظمات الإسلامية في جمعية واحدة تمثل المسلمين أمامها.
لكن بعد اتحاد المنظمات الإسلامية في منظمة واحدة عام 1997 رفضت الوزارة طلباً جديداً بتدريس الدين الإسلامي متذرعة هذه المرة بأن تنوع المنظمات الإسلامية المنضوية في الهيئة الجديدة لا يعكس وحدة حقيقية بين المسلمين، كما أبدت الوزارة تشككها في تمثيل الهيئة الجديدة المكونة من (11500) عضو لجميع مسلمي هيسن المقدرين بنحو (300) ألف نسمة.
وتدخل وزير داخلية هيسن السابق "بوكل" في القضية، معتبراً أن رفض مؤسسة ديانات التركية -ذات الاتجاهات العلمانية- الاعتراف بتمثيل الهيئة الجديدة للمسلمين مبرر كافٍ لرفض طلب الهيئة.
كما انتقد المسلمون في ولاية شمال الراين المقدر عددهم بمليون نسمة قيام وزارة التربية بإعداد مناهج الدين الإسلامي في معهد المعلمين التابع لها، ولم تترك إعدادها للمسلمين مثلما فعلت مع المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت ومع اليهود.
المصدر: موقع الإسلام اليوم