أحسنوا استقبال إخوانكم السوريين
أبو الهيثم محمد درويش
اللاجئون السوريون يمثلون اختباراً حقيقياً للأمة الإسلامية بأسرها بعدما فروا من ديارهم خوفاً على الأنفس والأعراض.... فروا بأنفسهم وأهليهم... يمموا وجوههم شطر إخوانهم من الدول المجاورة طمعاً في القليل من الإيواء والأمن على الأنفس والأعراض.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - الأدب مع الآخرين -
اللاجئون السوريون يمثلون اختباراً حقيقياً للأمة الإسلامية بأسرها بعدما فروا من ديارهم خوفاً على الأنفس والأعراض.... فروا بأنفسهم وأهليهم... يمموا وجوههم شطر إخوانهم من الدول المجاورة طمعاً في القليل من الإيواء والأمن على الأنفس والأعراض.
للأسف الشديد سمعنا منهم بعض الأهوال التي تعرضوا لها من ضعاف الأنفس والديانة ممن حاولوا استغلال النساء والبنات والعبث بالأعراض طمعاً في شهوة رخيصة أو كسب حرام من خلال استغلال الأزمة وحاجة النساء والفتيات إلى القوت الضروري. سمعنا عن دول سلطت عليهم الرعاع لتخويفهم وانتهاك أعراضهم حتى لا يستقروا فيها ويبحثوا عن بديل. لا أدري ماذا أصابنا.... أصبحنا أمام مرآة الحقيقة العارية عن أي تجميل. بالفعل هذه مجتمعاتنا و سوء استقبال إخواننا المبتلين هو النتاج الحقيقي لأخلاق بعض أفراد هذه المجتمعات وهم ليسوا بالقليل.
لابد من وقفة جادة لتصحيح السلوك ولابد من حملة موسعة لدعوة الشعوب إلى تعلم روح التعاون والمواساة دون استغلال حاجة المحتاج أو فاقته أو استغلال ظرفه الطارئ، فوالله ما ندري متى قد يحل بنا ما حل بنا ونقع في مثل ما وقعوا فيه.
العافية بيد الله وحده وهو سبحانه قدر علينا جميعاً الابتلاء والاختبار. يختبر سبحانه الإخوة السوريين حفظهم الله اختباراً شديداً فروا معه من ديارهم طلباً للأمن.. كما يختبر نخوة الشعوب المستقرة ودينها في حسن استقبال إخوانهم وحسن التعاون والتكافل بين أبناء الدين الواحد واللغة الواحدة والأوطان المتجاورة.
ضرورة التعاون الإسلامي:
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .....} [المائدة: 2].
وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103].
يقول الشاعر:
فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يميل للاجتماع بغيره لقضاء مصالحه ونيل مطالبه التي لا تتم إلا بالتعاون مع غيره ومصلحة النفس والأمة.. لا تتم إلا بالتعاون على البر والتقوى. المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، وفي الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه» (رواه البخاري ومسلم).
ومن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم ولا تنتظم مصالحهم ولا تجتمع كلمتهم ولا يهابهم عدوهم إلا بالتضامن الإسلامي الذي حقيقته التعاون على البر والتقوى والتكامل والتناصر والتعاطف والتناصح والتواصي بالحق والصبر ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية والفرائض اللازمة.
أبو الهيثم