محنة الفلسطينيين في لبنان.. حفلة سقوط الأقنعة!!
أفلم يُسْقِطوا حق العودة ومستقبل ستة ملايين فلسطيني مشردين في أصقاع الأرض؟
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بعد ستين عاماً من الظلم الواقع على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، شعر نفر من اللبنانيين بشيء من الخجل، فاقترحوا تعديل قوانين الجور اللبنانية لتنصف الشعب الشقيق نسبياً، بمنحهم بعض الحقوق المدنية البديهية. غير أن صحوة الضمير البليد التي انتظرت ستة عقود وعشرات المجازر ضد ضيوف لبنان، استفزت الأكثرية الساحقة من تجار السياسة في هذا البلد العجيب الغريب، وقامت قيامتهم ولم تقعد بعد. نادوا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وارتدى الذئاب جلود الخراف زاعمين أن أي مسعى لإخراج الفلسطينيين من المعيشة اللا إنسانية-بحسب تقارير الأونروا ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين-إنما يؤدي حتماً إلى توطين الفلسطينيين في لبنان، وبذلك تختلّ موازين الطوائف!! وكان أهل السنة والجماعة هم الاستثناء الوحيد من هوجة الرفض المطلق لمعاملة الفلسطيني مثلما يعامِل عنصريو لبنان عمالهم القادمين من سيرلانكا والهند مثلاً. فقد عاد النصارى المتناحرون إلى صليبيتهم الدفينة:إذ انضم إلى كل من أمين الجميّل وسمير جعجع"الجنرال" ميشيل عون المتشبع بثوب عروبي زائف ألقاه عليه حسن نصر الله ليلتقيا في الزي الكاذب والقلب الأسود!!
ولم ينبس حزب اللات بهمسة عتب، وهو الذي عوّدنا على طبول تخوينه لخصومه لأسباب تافهة أحياناً، ومكذوبة غالباً!! وكيف يعترض وكيل خامنئي على شريكه عون في أمر يثلج صدرهما ويعبر عن قناعاتهما معاً ويفسر تحالفهما، لكن عباءة المقاومة تمنع نصر الله من الجهر بكرهه المكنون للفلسطينيين بعكس عون الذي لا يحرجه الصدع بحقده على الفلسطينيين، ولا أن يكون التقاؤه الأول مع أعدائه السابقين في الكيد ل300ألف لاجئ فلسطيني يعيشون حياة سيئة لا يجاريها سوى البطش اليهودي في فلسطين المحتلة. لكن حزب الشيطان لم يقف عند صمته على عون، بل إنه سكت عن القضية برمتها، فلم يرفع صوته لينصر الشعب الفلسطيني بتحسين ظروف حياته لتصبح إنسانية كريمة في أدنى حدودها، هذا الشعب الذي يتاجر نصر الله وسيده في قم بدمائه وقضيته ليل نهار. وهذه النصرة التي سبقه إليها نصارى أحرار ويهود أجانب، لا تتطلب إطلاق صواريخ لم يأذن بها المختفي بالسرداب ولا لص الخمس في قم!!
إن القاسم المشترك بين الطرفين هو الحقد الرهيب على أهل السنة والجماعة في كل زمان ومكان وبخاصة في لبنان، ولذلك فهما يبغضان الفلسطينيين هناك بغضاً شديداً لكونهم من أهل السنة!! هذا البغض ليس طارئاً كما قد يظن غير المطلعين على عقائد القوم ولا على التاريخ القريب لهما!!
فموارنة لبنان تآمروا مع الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني من قبل قيام كيان الغصب والعدوان فوق أرض فلسطين العزيزة، فالوثائق المنشورة ومذكرات عدد من قادة العصابات اليهودية فضحت خيانة هؤلاء ومؤازرتهم المبكرة لأبشع ظلم عرفه التاريخ المعاصر!!
وخلال الحرب الأهلية اللبنانية ارتكبت فرق الموت الصليبية فظائع يندى لها الجبين ضد الفلسطينيين العزل، فلم يأنِ للناس أن ينسوا مجزرة صبرا وشاتيلا!! كما تجدد التعاون اليهودي الصليبي ضد شعب الرباط الذي يعطي دروساً لأمم الأرض في التمسك بهويته وبقضيته!!
وعندما انخدع ياسر عرفات بشعارات الخميني وصدّق أباطيله عن تأييد قضية فلسطين وكراهية الصهاينة، قام المغفل بتدريب عصابات حركة أمل، التي اقترفت أقذر المذابح ضد المدنيين الفلسطينيين في ما بات يسمى(حرب المخيمات)!! !ولعل من المفيد التذكير بأن مسيرة حسن نصر الله المشبوهة بدأت في حركة أمل في تلك الفترة السوداء!!
فما أقصر ذاكرة بعض المسلمين، ويا لسذاجة بعض أدعياء الثقافة والفكر والإعلام منهم!!
أما الشريك الآخر في محنة شعب الجهاد والرباط من اللاجئين في لبنان، فيتمثل في عصابة رام الله التي لا تكترث لتصفية الفلسطينيين في العراق، ولا تبالي بمعاناة "شعبها"في لبنان!! فقد اختصر جماعة أوسلو فلسطين كلها في الضفة وغزة، ثم تقلصت إلى المعازل المفتتة في الضفة المحتلة، ولا يعنيهم سوى السرقة والفساد بكل أصنافه وأردأ دركاته!!
أفلم يُسْقِطوا حق العودة ومستقبل ستة ملايين فلسطيني مشردين في أصقاع الأرض؟
25/7/1431 هـ