تعليقاً على المشاركة الإعلامية للمشاركين في ستار أكاديمي
ملفات متنوعة
مقالة مزدوجة للشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان - عضو مجلس الشورى
والشيخ مهدي القاضي
- التصنيفات: قضايا الشباب -
بناء الأوطان قائم على كواهل الجادين وليس بسفاسف الأمور
الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان - عضو مجلس الشورى
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اطلعت على ما نشرته بعض الصحف المحلية يوم الأحد 8/3/1426هـ، وفي الأيام الماضية أيضاً فيما يتصل باستقبال أحد الشباب السعوديين، ومتابعة مشاركته في البرنامج المسمى "ستار أكاديمي"، حيث يجتمع مجموعة من الشباب والفتيات في منزل يمارسون فيه التعامل البيتي مختلطين بعضهم مع بعض، يطعمون بعضهم مع بعض وينامون في مكان واحد، ويمارسون الغناء ويدرَّبون عليه، إلى آخر ما هو معلوم لدى كثير من الناس، وتتم متابعة ذلك من المشاهدين ليصوّتوا على من يرونه الأفضل.
وقد صوّت عدد من الناس لصالح هذا الشاب السعودي حتى نال ما نال، وكان استقباله على غرار ما نقلته بعض الصحف.
وحيث إن تلك الأعمال مشتملة على مآخذ شرعية عديدة، فقد رأيت أن الواجب عليَّ وعلى غيري من أهل العلم التنبيه إلى تلك المآخذ فأقول:
أولاً: قد صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى تحرم برنامج ستار أكاديمي وما ماثله (رقمها 22895 في 8/2/1425ه) ووضح فيها أصحاب الفضيلة ما في ذلك البرنامج من المحاذير الشرعية، من دعوة للاختلاط المحرم وإشاعة الفاحشة وإماتة الحياء، وما يجلبه ذلك من المصائب على الناس، وذلك يقتضي تحريم المشاركة فيه أو تمويله أو متابعته أو التصويت لمن شارك فيه.
ثانياً: إني أنبّه أبنائي الشباب الذين قد يغترون ببريق الشهرة فتدفعهم أنفسهم إلى المشاركة في ذلك البرنامج وما ماثله، أن يعلموا أن تلك الأعمال فوق ما تشتمل عليه من المحرمات من الاختلاط والخلوة بالنساء، وتعاطي الأمور المنكرة معهن، فإنها أيضاً من خوارم المروءة، وليس ما يشرف به المرء، أو يرفع رأسه بين أهله ومجتمعه، فوجب الحذر من ذلك.
ثالثاً: إن الأوطان والمجتمعات لا ترتفع ولا تعتز بأن يكون أفرادها على غرار ما يتعاطاه الشباب في ذلك البرنامج وما ماثله، والقبح يكون أشدّ ولا ريب في حق الفتيات، فالأوطان بحاجة إلى الشباب العامل المنتج في شتى ميادين الحياة، مع تحلّيهم بالأخلاق الإسلامية والشيم العربية. وقد روى ابن ماجة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ لكل دين خُلقاً، وخُلق الإسلام الحياء ».
رابعاً: ينبغي على وسائل الإعلام الجادة والصحفيين العارفين بشرف مهنتهم أن يترفّعوا عن سفاسف الأخلاق، فإن الانحراف ليس له حد، وإذا أرادوا مجاراة الآخرين فليس لذلك منتهى، ولذا ينبغي أن يلاحظوا شرف مهنتهم، وأن يقدموا للناس ما ينتفعون به في دينهم ودنياهم. وقد عجبت كثيراً من بعض الصحفيين الذين راحوا يمجّدون هذ الأعمال والمشاركين فيها، وما علموا أن أخلاقيات مهنتهم تحتّم عليهم تجنّب هذه السقطات الأخلاقية، بل وتلزمهم بتوعية الناس حيالها، والتحذير من التأثر بها.
خامساً: مما يُشكر لشركة الاتصالات السعودية والقائمين عليها أنهم لم يتيحوا الاتصال عبر شبكتها بهذا البرنامج، وهذه خطوة تدل على مدى وعي مسؤوليها، ورعايتهم لأخلاق الناس، مهما كانت الإغراءات والمكاسب المالية، فجزاهم الله خيراً وضاعف مثوبتهم.
سادساً: لاحظ الناس أن الشاب المشارك في هذا البرنامج، وكذلك مشجّعيه كانوا يحملون علم المملكة العربية السعودية، بما فيه من الكلمة العظيمة كلمة التوحيد، ولا يرتاب أي مسلم أن هذه الراية ليست تلك ميادين رفعها، فهي أنزه وأجل من هذا العبث، والنظام الخاص بالعلم في وطننا يمنع من هذا العبث لأنه استخدام للعلم في غير موضعه.
وينبغي أن يعلم الناس أن هذا العمل الذي قدم في برنامج ستار أكاديمي لا يمثل المملكة العربية السعودية ولا شعبها، وإنما هو اندفاع غير مسؤول من بعض المراهقين، كما أن هذا الشاب وغيره ممن اندفعوا نحو البرنامج المذكور لا يمثلون أسرهم الكريمة، ولكنه خروج عن آداب أسرهم وشعبهم وأخلاقهم.
سابعاً: ينبغي أن يعلم الشباب والفتيات الذين تأثروا بإيقاع برنامج "ستار أكاديمي" إن هو إلا تقليد لبرامج غربية، ينطلق فيها أصحابها من عاداتهم وتقاليدهم التي لا تمت إلى دين ولا خُلق، وإنما هي الشهوات والأهواء.
وفي هذا السياق يحسن أن نسجل كلمة جليلة للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، حيث يقول فيها: "فهذه النزعة التي تقود الشبيبة إلى الضلال هي نزعة شيطان، وصدمة للدين وللعرب ولجميع من تمسك بالسمت ومكارم الأخلاق، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »، فما من أمر فيه خيرٌ وحفظٌ للسمت والشرف، سواء أتى من عربي أو أعجمي، ولا يخالف الكتاب والسنة إلا وقد جاء فيما أمر به صاحب الرسالة، صلوات الله وسلامه عليه، وزاد عليه بتعليم الخير، كما عمل ذلك مع بعض الوفود الذين وفدوا عليه، وسألهم عن بعض ما هم وزادهم عليه.
والآن: فأيّ مسلم يعرف الإسلام وينتسب إليه ويقرُّ ما أقرّه هؤلاء الغواة من لزوم الرجوع عن الدين، وإبداله بما رأوه موافقاً للشهوات الدنيئة، التي لا يقرّها دينٌ ولا مذهب، ولا يقرها أصحاب مكارم الأخلاق في الجاهلية، ولا صلحاء أي ملة تعرف الشرف والعقل، فهو ضال عن طريق الصواب.
وغير خافٍ أنه صار في آخر الزمان دعوة للتمدّن، وهي بلا شك رقصة من رقصات الشيطان، وذلك قول: إنني مسلمٌ بلا عمل ولا اعتقاد، مع اتباع أقوال الملحدين وأهل الفساد، وارتكاب المحرمات في الأقوال والأفعال، مبرراً عمله في ذلك بأنه من أعمال البلاد المتمدنة.
فلا والله، ليس هذا التمدّن في شرعنا وعرفنا وعاداتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أو إسلام أو من مروءة، أن يرى زوجته، أو أحداً من عائلته، أو من المنتسبين للخير في هذا الموقف المخزي، هذه طريق شائكة تدفع بالأمة الى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج من دينه، خارج من عقله، خارج من عربيته، فالعائلة هي الركن الركين في بناء الأمم، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها.
إني لأعجب أكبر العجب ممن يدّعي النور والعلم وحب الرقي من هذه الشبيبة، التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ما نوّهنا به من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل امر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية العريقة، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة وهدى لنا ولسائر البشر.
فالواجب على كل مسلم وعربي فخور بدينه، معتز بعربيته ألا يخالف مبادئه الدينية، وما أمره الله تعالى بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه.
فالرقيّ الحقيقي هو بصدق العزيمة، والعمل الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين والسمت العربي والمروءة، وليس بالتقليد الأعمى. وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، ومعنى ما جاء به نبينا، ذلك البطل العظيم صلى الله عليه وسلم، من التعاليم القيّمة التي تسعد الإنسان في الدارين، وتعلمه أن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن يقوّم أود عائلته ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف. فإذا عمل هذا فقد قام بواجبه، وخدم وطنه وبلاده". انتهى كلام الملك عبدالعزيز رحمه الله، من الدرر السنية (11 - 156).
ولأهمية هذه المسألة وما أوجبه الله من البيان على أهل العلم في قوله سبحانه: { وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } [آل عمران: 187]، فقد حررت ما تقدم براءة للذمة ونصحاً للأمة، وأسأله سبحانه أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، وأن يحفظ علينا أمننا وإيماننا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد..
حرر في 8/3/1426هـ .
هشام.. رغم سوء ما قام به -هداه الله- إلا أنه أحد ضحايا الإعلام العربي
د.مهدي القاضي
أما سوء ما قام به هشام وغيره -هداهم الله- فقد أفاض الإخوة مشكورين بالحديث عنه , وإن كنت أتمنى لو كان في بعض الطروحات -بالإضافة إلى الشدة التي نحتاجها في الإنكار على مثل هذا العمل- دعوة وتذكير لهم بالتوبة والرجوع من هذا الفحش الذي رضوا به بكل مجاهرة وسوء أدب مع الله قبل ان يكون مع الناس.
نعم، إن شباباً وشابات يتربون على أغاني الحب والغرام بل وأغان غايه في الإنحلال(وقلة الأدب).. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً وشابات ربّاهم الإعلام العربي يشتى وسائله على تمجيد الساقطين والساقطات -هداهم الله- من الفنانين والفنانات الذين يجاهرون الله في تمثيلياتهم وأفلاهم بالتبرّج الذي لا يرضاه الشرع وبالإختلاط المحرم, بل وبتبادل الحب والهوى علناً جهاراً بدون خوف من الله ولا حياء. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن أجيالاً تتربّى على قنوات فاجرة فاسقة مفسدة، تجرّ الشباب خطوة خطوة إلى الهوى والحب المحرم، بل إلى الزنى وشتى أنواع الفجور. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً يرى الإعلام مَجَّد ولا يزال يُمَجِد من سُموا أبطال!!
ستار أكاديمي 1، وستار أكاديمي 2, ويظهرهم على صفحاته مُبجّلين ومحاطين بإعجاب المعجبين وثنائهم!! ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً يرى إعلاناً في الصحف بكل وقاحة يشجّع!! -لا ينهى- وينشر دعايات مدعومة بالصور قليلة الأدب المختلطة عن فيلم!! إسمه "حب البنات"!!.. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً تطالعه بعض الصحف إعلانات يومية، وفي أكثر الصفحات التي يتوجه الشباب لها (الرياضية وغيرها) تشجعه على وضع نغمات لجواله لأغاني البرتقالة!!! وما يسمونه آه ونص!!! واحببني بلا عقد.. وخذني معاك!!! وأغاني المسمّاة اليسا ونانسي عجرم! وغيرهم.. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً ربّاهم الإعلام العربي وشجّعهم على رؤية -ليس اليسير من الحرام وكانه حلال!- بل ربّاهم على رؤية ما يشيب له شعر الرأس من طوام، أفلام الحب وفيديوكليبات العري والفسق وكأنها حلال !!.. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً ربّاهم الإعلام العربي الذي يُصدر ويوزع مجلات وصحف غاية في السوء وحرب الفضيلة، وتدكّ قيم الستر والعفاف والحجاب والحشمة دكاً رهيباً، مثل جريدة "الهدف" ومجلة" لها".. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
إن شباباً ربّاهم الإعلام العربي الماجن المميع لأحكام الشرع، الذي جعل حتى الآباء -فضلاً عن الأبناء- يستمرؤون ويتساهلون في إدخال قنوات الفساد إلى بيوتهم واستراحاتهم، ويستمرؤون النظر والإعجاب بأمثال المسمّيات نانسي عجرم واليسا وروبي وكأنه حلال!!.. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
وإن شباباً يشجّعهم الإعلام بالدعايات وغيرها على رؤية قنوات فاجرة مفسدة، مثل الشوتايم والmbc2 والأوربت وباقة!!! الأوائل.. ليس غريباً أن يحصل من بعضهم مثل هذا.
نعم لا يُنكر دور الآباء، ولكن الإعلام العربي منذ عشرات السنين أثر على الملايين من الآباء بل وحتى الأجداد, حتى أن العديد من الأسر العربية التي ذوَّب الإعلام قيمها وغيرتها ونخوتها كانت ممن شجع ودعم وفرح بمشاركة أبناءهم في مثل هذا العهر.
ويا مسؤولي الإعلام العربي وأصحاب وسائل الإعلام بشتى أنواعها، من صحيفة إلى مجلة إلى شركات توزيع إلى قناة...
إتقوا العظيم.. إتقوا العظيم..
ويا مسؤولي الإعلام العربي نخاطبكم مذكرين لا معنفين..
أنسيتم الموت؟!
أنسيتم القبر ووحدتكم فيه؟!
أنسيتم الوقوف أمام الله؟!
أنسيتم النار وعذابها؟!
أنسيتم أن الله وهو الرحيم، لكنه الجبار شديد العقاب يغضب من الإصرار على عصيانه ومجاهرته.
أتصرّون على هذه الأمور وأمتنا تذبح في مشارق الأرض ومغاربها، والأخطار تتهدّدنا حتى أقصانا الشريف؟ ولا حلّ لنا ولا عزّ إلا بنصرنا الله كي ينصرنا.
كلنا سنموت ولا شك أن من عصى العظيم سيندم..
كلنا سنموت ولا شك أن من عصى العظيم سيندم..
كلنا سنموت ولا شك أن من عصى العظيم سيندم..
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }