بيان من (الدعوة السلفية) حول الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية يوم 22-11-2012

تمر الأمة بمرحلة من أصعب مراحلها وسط محاولات مستمرة من قلة من الأفراد والقوى السياسية والهيئات -لا تعبِّر عن جماهير الشعب- لهدم كل مؤسسات الدولة، وإهدار رأي الأمة الذي أظهرته نتائج الانتخابات التي لم تشهد مصر مثيلاً لها في النزاهة..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتمر الأمة بمرحلة من أصعب مراحلها وسط محاولات مستمرة من قلة من الأفراد والقوى السياسية والهيئات -لا تعبِّر عن جماهير الشعب- لهدم كل مؤسسات الدولة، وإهدار رأي الأمة الذي أظهرته نتائج الانتخابات التي لم تشهد مصر مثيلاً لها في النزاهة.

بدأ ذلك بحل مجلس الشعب المنتخب مع كون هذا تجاوزًا للإعلان الدستوري، وتغولاً من المحكمة الدستورية على السلطة التشريعية، ثم الإعلان الدستوري المتعسف الذي أصدره المجلس العسكري "والذي تم إلغاؤه"، ثم فشل الجهات القضائية في تحقيق المطالب الشعبية بمعاقبة مرتكبي الجرائم في النظام السابق بسبب عدم تقديم الأدلة الكافية من جهات التحقيق والنيابة. وزادت الأمور خطورة بمحاولات هدم الجمعية التأسيسية المنتخبة بالتوافق -رغم كل الجهد المبذول في إعداد الدستور- وحل مجلس الشورى، وآخر ذلك وأشده سوءًا المطالبة بعزل رئيس الجمهورية المنتخب.


كل هذا اقتضى تدخلاً من السيد رئيس الجمهورية بالإعلان الدستوري الصادر في 22/11/2012م، والذي نؤيد عامة بنوده، إلا أننا نتحفظ على ما جاء في المادتين الثانية والسادسة التزامًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (رواه مسلم)، فنحن نعتقد أن لا عصمة لبشر بعد الأنبياء -صلوات الله عليهم-، ولا يجوز لأحد أن تكون قراراته كلها غير قابلة للطعن بأي طريق وأمام أية جهة أو التعرض لها بوقف التنفيذ أو الإلغاء؛ فإن ما خالف الشرع لابد من إبطاله وإلغائه.

ومما أمر به الشرع الوفاء بالعقود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، ومن ضمن ذلك العقد بين السيد الرئيس والأمة حيث التزم باحترام الدستور والقانون، فيجب الوفاء بذلك إلا ما خالف الشرع من الدستور والقانون فإنه لا يجوز التزامه، فندعو السيد الرئيس لمواجهة هذه المادة.

كما أن المادة السادسة قد منحت الرئيس صلاحية اتخاذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة الخطر دون تحديد أي ضوابط لهذه الإجراءات، ومع ثقتنا الكاملة في السيد الرئيس أنه لا يتخذ إجراءات استثنائية إلا عند الضرورة القصوى؛ إلا أن فتح الباب دون ضوابط يمثل خطرًا على مكتسبات الثورة.


ونؤكد تأييدنا التام لتحصين مجلس الشورى المنتخب والجمعية التأسيسية المختارة بالتوافق من مجلس الشعب المنتخب ومد فترة عملها وإقالة النائب العام وإعادة التحقيقات والمحاكمات، ونرفض رفضًا باتًا محاولات البعض المطالبة بعزل الرئيس؛ لأن في ذلك هدم الدولة المصرية وإدخال البلاد في حالة الفوضى وعدم الاستقرار الذي لا نقبله ولا نسمح به أبدًا.

ولذلك ندعو جميع المواطنين: للنزول إلى ميدان الاتحادية وميادين المحافظات تأييدًا وحماية لوجود الدولة المصرية ورئيسها ومؤسساتها ومستقبلها مع التأكيد على سلمية الوقفة وعدم السماح بأي صدام، وندعو لفتح قنوات الحوار الرسمية والشعبية مع كل القوى الفاعلة للخروج من الأزمة.

حفظ الله مصر من كل سوء.


الدعوة السلفية

9 من المحرم 1434 هـ
23 من نوفمبر 2012 م