سيناريو الفوضى والانتقام من الشعوب
رب ضارة نافعة أن ينكشف هؤلاء الآن في هذا الوقت أمام الشعوب جميعها حتى يُنقّى الصف من الأدعياء وراغبي المناصب.. لقد استطاع الشعب أن يسقط أنظمة عسكرية مستبدة وأمامه الآن طابور خامس يعمل في الخفاء يريد تفتيت وحدته وتجهيله واحتقاره ..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
ما يجري الآن في بعض دول الربيع العربي هو "خريف" علماني فاشي ينتقم من الشعوب على اختيارها للإسلام وهي طريقة أخرى للانقلاب على إرادة الشعوب عبر ما يسمى بـ "العصيان المدني" والذي تحول إلى حرب عصابات وبلطجية مأجورين ينفذون خدمات لمن يدفع أكثر...
من نافلة القول أن نقول أننا مع الاحتجاج السلمي بضوابط يحددها القانون كما هو حاصل في جميع بلدان العالم "الديمقراطية" أما ما يحدث الآن من احتلال للميادين وقصرها على فئات معينة والهجوم على المنشآت العامة ومقرات الحكم والأحزاب, وقتل الأبرياء في الشوارع لترهيبهم ومحاولة إسقاط نظم اختارتها شعوبها بحرية كاملة فهي "جزأرة" من نوع جديد يتناسب مع العصر الجديد فقبل سنوات وصل الإسلاميون إلى الحكم في الجزائر بانتخابات حرة نزيهة فما كان من الجيش إلا أن انقلب على اختيار الشعب وأيدته في ذلك القوى العلمانية التي تزعم دفاعها عن "الديمقراطية" وانكشفت عورتها الفكرية أمام العالم كله...
وهاهم العلمانيون يعيدون الكرة مرة أخرى ويريدون إعادة إنتاج الإقصاء والاستئصال ولكن بشكل جديد بعد أن أصبح تدخل العسكر يستفز الشعوب والخارج معا, الشكل الجديد هو حرب الشوارع وادعاء أن أطرافا مؤيدة للنظام أو السلطة نفسها هي المسؤولة..لقد فضحت أحداث قصر الاتحادية في مصر والتي جرت الاربعاء الماضي المخطط العلماني النازي الذي كان يريد إسقاط نظام شرعي وقانوني لحساب أطراف فشلت في الفوز في أية انتخابات حرة دخلتها منذ الثورة, يعني أطراف فاقدة للشعبية والشرعية بجميع معانيها لم تستح أن تتكلم باسم الشعب, وسقط 8 شهداء من جماعة الإخوان بعد أن استخدم عدد من البلطجية والمأجورين الأسلحة النارية ضدهم عندما خرجوا دفاعا عن الشرعية بعد أن تراجعت قوات الأمن عن مواجهة المخطط خوفا من توريطها في الاشتباكات..العجيب هو الكذب والتضليل الذي مارسته هذه القوى عندما خرجت لتعلن أنه تم الاعتداء عليها من الإسلاميين المؤيدين للرئيس وطالبت بإسقاط شرعيته لأنه لم يحمها..ولم تسأل نفسها إذا كان قد تم الاعتداء عليها فلماذا كان القتلى جميعهم من الفريق الآخر؟ ولم تسأل نفسها هل يستحق من يريدون اقتحام القصر الرئاسي وإسقاط الرئيس بالقوة, كما رددوا في هتافاتهم, الحماية ؟! وحسب أي قانون هذا وفي أي دولة؟! لقد كان من الواجب على القوى الأمنية المتكاسلة والمثخنة بالجراح التي لم تشف منها بعد اعتقالهم جميعا وتقديمهم للمحاكمة كما يحدث في الدول المتحضرة..
لقد قدمت الولايات المتحدة أحد المواطنين للمحاكمة لأنه حرض على قتل الرئيس أوباما, فكم من محرض على قتل وإسقاط الرئيس مرسي خلال الأسابيع الماضية وماذا تم تجاهه من قبل القضاء الرشيد الذي انتفض حفاظا على مكانته بعد قرارات الرئيس الأخيرة؟!..البعض يسعى للانتقام من الشعوب عن طريق إشعال نار الفتنة والفرقة لكي يجبرها على تغيير اختيارها وإلا فهي الفوضى, هذا هو المخطط ببساطة..
القضية ليست دفاع عن قانون أو رأي سياسي فهذا كله يأتي قي إطار حضاري آخر, ولكنه غيظ وحقد على التيار الإسلامي ولن يتوقف أبدا مادام هذا التيار في السلطة وعلى الشعب أن يواصل ثورته على النازيين الجدد والفلول والمأجورين...فالمعركة لم تنته بعد وعلى الشعب أن ينحاز بوضوح لحريته ولاختياره وإلا سيسير في ركاب العلمانيين طوال العمر ويذيقونه الويلات كما أذاقوه من قبل...
ثم ماذا يظن سفهاء العلمانيين هل سيسكت ملايين الإسلاميين والمتعاطفين معهم على إسقاط الانظمة المنتخبة دون تحرك أو نزول كثيف في الشوارع ؟ أم هم يريدون ذلك لإشعال حرب وتدخل الغرب أو الجيش؟ هل هذه هي الوطنية الحقيقية؟! أم الوطنية هي ما اعترف به أحد زعمائهم بانضمام فلول مبارك لهم؟! أين الثوار من هذه التصريحات؟! أم أن الثورة الآن أصبحت على الإسلاميين الذين دام اضطهادهم عشرات السنين ووصلوا للحكم بانتخابات نزيهة؟! هل هذه هي مبادئ الثورة التي كانوا يتكلمون عنها أن يتحالفوا مع فلول مبارك الذين سرقوا البلاد وقتلوا الثوار؟! ..
رب ضارة نافعة أن ينكشف هؤلاء الآن في هذا الوقت أمام الشعوب جميعها حتى يُنقّى الصف من الأدعياء وراغبي المناصب.. لقد استطاع الشعب أن يسقط أنظمة عسكرية مستبدة وأمامه الآن طابور خامس يعمل في الخفاء يريد تفتيت وحدته وتجهيله واحتقاره وهو لا يقل في خطورته عن الأنظمة التي أسقطها فليتحد الشعب مع أبنائه المخلصين ليتجاوز المرحلة الثانية والحاسمة من الثورة.
خالد مصطفى - 23/1/1434 هـ