الإعلام الليبرالي .. خلطة من الإسفاف والترهيب!!
سنغض الطرف عن دمويتهم نحو مخالفيهم ونهجهم التخريبي ضد المؤسسات العامة والخاصة، وحتى عن عدوانيتهم على وسائل الإعلام التي لا تنحاز إليهم-الاعتداء مرات على مكاتب ومراسلين لقنوات فضائية-. ولنتكلم عن الممارسة الإعلامية لهذه الفئة القبيحة جملة وتفصيلاً.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
لم أكن في يوم من الأيام حزبياً في أي جماعة إسلامية منظمة، وتحديداً: لستُ من الإخوان المسلمين، بل إنني في فترة المراهقة انتسبت إلى حزب علماني سرعان ما انسحبتُ منه لما فيه من قمع وكذب وستر للهيمنة الطائفية وراء قشرة من الشعارات العلمانية والقومية التي ليس لها رصيد في واقعه!! ومن يتابع مسيرة قلمي المتواضع يلحظ أن مخالفتي لخيارات الجماعة في الفكر وفي السياسة تكاد تكون قاعدة ثابتة.
لكن ذلك لن يجعلني أعيش الرهاب الذي يفرضه تجار الليبرالية العرب على كل من يخالفهم، فأضطر إلى السكوت عن شهادة الحق رهبة وخوفاً من سلاطة هؤلاء الذين مردوا على النفاق، وتمرسوا على الدجل حتى بات بصمة تميزهم بكل أسف.
وبيني وبين من يخالفني في هذا الرأي الواقع الملموس على مدى زمني يربو على قرن كامل: فالتغريبي العربي لا يمكنه أن يعيش وينتعش إلا في مستنقع القهر، الذي يهيئه له محتل أجنبي أو طاغية محلي ليس أكثر من عميل للعدو الأجنبي!
ولذلك فالأشد صراحة-وهي هنا مجرد تخفيف لوقع كلمة وقاحة!!- يصرح دائماً أنه ضد التصويت الشعبي قبل تغيير المجتمع ليصبح متغرباً يلائم هواه، وهذا أمر فشلوا فيه في مراحل الغزو الصليبي وفي مرحلة أدواته المحلية المنسلخة عن جذورها، بالرغم من وسائل القهر والقمع والبطش الرهيبة.
وها هو المشهد المصري الراهن يغني عن إيراد شواهد سابقة، فهو نموذج حي على طبيعة القوم، الذين وضعتهم صناديق الاقتراع الشعبي الحر في موضعهم الصحيح، على هامش الفائزين في الانتخابات، بعد زوال ولي نعمتهم المستبد المخلوع حسني مبارك الذي جعلهم يحتكرون تصدر الساحة سياسياً وإعلامياً بالقوة المحضة. ولذلك تراهم اليوم يستنجدون بالعسكر المطاح بهم -طنطاوي وعنان- وبسادتهم في عواصم الغرب المتربصة بمصر!!
سنغض الطرف عن دمويتهم نحو مخالفيهم ونهجهم التخريبي ضد المؤسسات العامة والخاصة، وحتى عن عدوانيتهم على وسائل الإعلام التي لا تنحاز إليهم-الاعتداء مرات على مكاتب ومراسلين لقنوات فضائية-. ولنتكلم عن الممارسة الإعلامية لهذه الفئة القبيحة جملة وتفصيلاً.
هل الرئيس الذي زعموا أنه يتفرعن يطرح على شعبه مسودة دستور تقلص من صلاحياته بصورة لا سابق لها؟ أو يتغاضى عن الشتائم الوضيعة التي يرددها السفهاء في مظاهراتهم؟ أو يسمح لصبيانهم المأجورين بالوصول إلى قصر الرئاسة والتطاول عليه وعلى رجال الأمن، ثم يتيح لهم نصب خيام "يعتصمون" فيها احتجاجاً على سياساته وقراراته. بل يطلق لهم العنان للتعبير عن بذاءاتهم بالكتابة والرسم على جدران القصر؟ هل كان وغد منهم يستطيع الاقتراب من القصر في عهود الطغاة البائدين منذ عبد الناصر حتى مبارك؟!
مع كل ذلك فإن الإعلام الذي شب على الكذب وغُذّي بالكذب يتهم الرئيس محمد مرسي بالديكتاتورية!!
ولأن سيرة القوم الشائنة لا يمكن تلخيصها في عجالة كهذه، سوف أكتفي بموقفين يستحقان التأمل!!أولهما: شهادات الإعلام الغربي الذي يستحيل اتهامه بالانحياز إلى الإسلاميين أو بمحاباتهم!! وإليكم العناوين فحسب:
صحيفة كندية: علمانيو مصر يرفضون الالتزام بقواعد الديمقراطية
صحيفة ألمانية: قضاة مبارك هم سبب الأزمة فى مصر
"نيوريوك تايمز": قضاة "الدستورية" هم رجال "المخلوع "
البرادعى يهدد: قد نتجه إلى العنف إذا لم يتراجع الإسلاميون
البرادعى: إنكار الهولوكوست سبب انسحابنا من التأسيسية
نيويورك تايمز: تآكل المعارضة يشكك فى قدرتها على الاستمرار
نيويورك تايمز: إعلام الدولة الرسمى يقود الحملة ضد مرسى
ومن رغب في مطالعة الموضوع بالتفصيل الموثق فهذا هو الرابط في صحيفة ( المصريون) الإلكترونية:
http: //www.almesryoon.com/permalink/62004.html
الموقف الثاني الذي لا يقل دلالة عن سابقه، يتمثل في قرار وقف المذيعتين بالتلفزيون الحكومي المصري: بثينة كامل وهالة فهمي مؤقتاً عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات بشأن المخالفات المهنية الفظيعة التي اقترفتاها في برنامجي: 24( ساعة)، و(الضمير) فالأولى أضافت من عندها رأياً شخصياً شديد الفجاجة إلى النشرة الإخبارية الرسمية، في خيانة فاضحة لأبجديات المهنة الإعلامية، فنشرة الأخبار لا يجوز أن تحتوي ولو في نصها المقرر على رأي من أي نوع فكيف إذا جاء الشذوذ من مذيعة لا يتجاوز واجبها هنا قراءة النشرة كما هي!! فقد قالت المذيعة المنحرفة عن أخلاقيات المهنة في ختام النشرة: هذه كانت نشرة الصوت الواحد!!
أما هالة فهمي فقد قدمت حلقة من برنامجها: ( الضمير) ولم يكن في الحلقة ذرة من الضمير، فهي حلقة تعبر عن رأي واحد يلائم هوى المذيعة غير المهنية البتة، فقد أكدت اللجنة المهنية المكونة من أساتذة إعلام متمرسين أن المذكورة خرجت عن الأداء المهني واتصف أداؤها بعدم الحياد وأن القضية المطروحة سارت في اتجاه واحد.
ولاحظت اللجنة في تقديم البرنامج عدم ترابط الأفكار والجمل وتداخل الكلمات وافتقارها إلى التركيز والاتزان النفسي وقد ظهر ذلك من ملامح وجه مقدمة البرنامج.
وجاء في التقرير أن مقدمة البرنامج حرصت على الإثارة والتهييج باستخدام جمل وألفاظ غير لائقة ووجهت اتهامات للجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية ولاحظت اللجنة التحيز والانتقائية في اختيار الضيوف بما يدعم وجهة نظر مقدمة البرنامج التي تقوم بإعداده دون النظر إلى الرأي الآخر.
ولاحظت اللجنة حرص مقدمة البرنامج على السخرية والاستهزاء بالمسؤولين واستضافة ثلاثة من الضيوف من اتجاه واحد، وقامت إحداهن بالتطاول على شيوخ الأزهر وبمخاطبة رئيس الجمهورية قائلة "يا حاج مرسي" أكثر من مرة وتوجيه الاتهامات بالسب والقذف للمسؤولين بمن فيهم شخص الرئيس. وذكرت اللجنة أن مقدمة البرنامج روجت لأخبار ومعلومات كاذبة مثل ادعائها أن نسبة الإلحاد في مصر قد زادت.
وأكدت اللجنة في ختام التقرير أن المذيعة استخدمت ألفاظا معيبة غير لائقة وافتقدت إلى المهنية وبالغت في توظيف الجمل وتحميل الموقف العديد من الدلالات مما يعكس افتقارا إلى الثقة والمصداقية فضلا عن التحيز والانتقائية في اختيار الضيوف.
والعبد الفقير إلى الله تعالى يتحدى التغريبيين كافة، أن يأتوا بحالة مشابهة لحالة المذيعتين التافهتين والوقحتين من أي إعلام رسمي محترم في العالم. كما أتحداهم أن يدلونا على وغد منهم اجترأ على واحد في الألف من هذه الصفاقة في عهد المخلوع مبارك، ومن باب أَوْلى في عهد الطاغية الأكبر جمال عبد الناصر كبيرهم الذي علمهم السحر وحشر مئات الألوف في غياهب المعتقلات وأذل المصريين وأذاقهم صنوفاً من التنكيل والتعذيب لم يعرفوها حتى في عصور الفراعنة. فضلاً عما جره على مصر والعرب من هزائم مخزية.ويريد أذياله اليوم تزوير تاريخ ما زال شهوده أحياء ليصوروا ذلك الطاغية المتجبر في صورة الديموقراطي وصانع الانتصارات!!
مهند الخليل - 22/1/1434 هـ