ما يحدث في أفريقيا لا يقل خطورة
محمد جلال القصاص
ما يحدث في (الأزواد) لا يقل خطورة عن الخروج المحتمل لمصر من السيطرة الغربية، ولا عما يحدث على أرض الأفغان، فهو يفسد مشروع (خليج غينيا) -بترول وسط وغرب أفريقيا، وخطوط الأنابيب الواردة من الخليج ومن جنوب السودان ودارفور مستقبلا- على الأمريكان.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
ما يحدث في (الأزواد) لا يقل خطورة عن الخروج المحتمل لمصر من السيطرة الغربية، ولا عما يحدث على أرض الأفغان، فهو يفسد مشروع (خليج غينيا) -بترول وسط وغرب أفريقيا، وخطوط الأنابيب الواردة من الخليج ومن جنوب السودان ودارفور مستقبلا- على الأمريكان، ويفسد الشمال الأفريقي وخاصة الجزائر وجنوب المغرب الإسلامي، موريتانيا والسنغال، وقد يبشر بدولة إسلامية تمتد عبر الصحراء وتطال -بيسرـ أجزاء من (ليبيا، وتشاد، والجزائر، ومالي، والنيجر، وبروكينا فاسو) فضلا عن مالي والسنغال ومنطقة الريف في جنوب دولة المغرب، ويتصل بجاهد أهل نيجيرا (بوكو حرام)، ويعيد للمنطقة ذكرى الولايات الإسلامية السابقة
إن نجاح هذا المشروع وارد جدًاً، فسياسة الأمريكان أنهم لا يقاتلون بأنفسهم إلا مضطرين، ويأتون تحت مظلة أممية مقبولة، وليس عندهم من يدفعون به أمامهم إلا الأفارقة، والأفارقة لا يستطيعون قتال المجاهدين في الأزواد أو في الصومال، وقد فشل الأحباش وهم أمة شرسة استعمارية إبادية انتهازية، وفشل أفارقة الصحراء في التصدي للأزواد، و(أفريكوم) لا زالت في ألمانيا تبحث عن مكانٍ آمن تضع فيه قدمها، وإن سلحت أمريكا الأفارقة وقاتلت معهم بالطيران فغاية ما ترجوه هو إسقاط المدن، والدخول في حرب عصابات، مع (القاعدة) وهي أجرأ الناس وأخبرهم بالأمريكان وحلفهائهم، واستمرار حرب العصابات يعني بداهة قطع خطوط الوقود المارة بالصحراء الغربية وتهديد المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة واليورانيوم (دارفور ووسط الصحراء والصومال)
ويدعم ذلك الحراك الإسلامي الجهادي في القرن الإفريقي (الصومال بأجزائه كلها)، فإن سيطر المجاهدون هناك، أو حافظوا على وضعٍ غير مستقر، اضطربت الملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وقطع الطريق على الأمريكان ومصادر الطاقة، وهذا وارد فأمريكا لا تقاتلهم بنفسها وتعجز عن ذلك، ودوابهم التي يقاتلون بها (الأحباش) كلت أيديهم ولم تعد لهم حيلة لم يعد باستطاعتهم إبادة القوات الإسلامية في القرن الأفريقي، وقد تصالحوا مع (الصومال الغربي، أو جادين).
وفي الشام تباشير تدعم هذا الأمر، وهو تمرد سوريا، واضطراب الحدود الصهيونية السورية، وكذا أهل العزة في غزة، وهذا يعني أن إسرائيل ستشغل بنفسها، وتنعكس عليها سياسة (شد الأطراف) التي تتبناها مع الدول العربية، وتخرج من أفريقيا وأسيا، أو تنشغل عنهم، وإن فعلت هلكت وتآكلت سريعًا، وفك الله الضيق عن أهل أفريقيا، فعامة الشرور القادمة من أفريقيا مصدرها يهود وأمريكا، أو أمريكا باليهود، أو اليهود بأمريكا كله سواء.
وظهور حكومات قوية في الدول العربية سيجعل القوى الأسيوية الطامعة اقتصادياً -الصين، والهند، وماليزيا، وكوريا- تتعامل مع العرب وتترك يهود وأمريكا، فهمهم الأول هو (الطاقة وأمن الطاقة)، وبالتالي يحدث انهيار سريع للإمبراطورية الأمريكية.
قد بدأ المخاض والأمور مبشرة جداً..
إننا في ساعة السحر، وإن الظلام اشتد يقاوم الرحيل، وإن الفجر على مد البصر يلملم الظلام بيديه، أراه.. وأبتسم له فرحا به، أقبل النور، تراه؟ قد بدأت التباشير والله من ورائهم محيط.