المقاومة تهين قوات الاحتلال ومعادلة جديدة في غزة

لقد نجح الاحتلال في استهداف حماس ولكن أعتقد بأن الاحتلال لن يكون بوسعه فرض قواعد جديدة على الأرض، والحديث عن عملية برية أو الاستمرار بالعملية الجوية أيضاً لن يتحقق الهدف منها، نحن أمام جولة جديدة من التصعيد، أعتقد بأن الكلمة الأخيرة فيها ستكون للمقاومة.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


لقد نجح الاحتلال في تصفية أحمد الجعبري ضمن الإستراتيجية المرحلية في قطاع غزة، الصيد الثمين هو القائد العسكري البارز في الجناح العسكري وعضو مكتبها السياسي وأبرز مفاوضي صفقة التبادل مع الاحتلال التي بموجبها تم الإفراج على أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الصهيونية وهذه خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني.


عملية الاستهداف من قبل الاحتلال وموجة التصعيد الحالية التي يشهدها القطاع والتي قرر الاحتلال أن يخوضها ضد المقاومة ليست ناتجة عن حسابات انتخابية كما يحاول البعض تصنيفها، وأن الدماء الفلسطينية هي ثمنها، ولكن الاحتلال خلال الأسابيع القليلة السابقة عانى كثيراً وشعر جيشه بالإهانة الكبرى على حدود قطاع غزة جراء الاستهدافات المباشرة لقواته، حيث اعتبرت الصحف أن شهر أكتوبر كان الشهر الأصعب على وحدات الجيش على حدود قطاع غزة.

وبعد عملية الرصاص المصبوب في بداية عام 2009 تمكن الاحتلال من فرض منطقة فاصلة على حدود قطاع غزة بعمق(300 – 500) م داخل قطاع غزة وقام بتجريف كافة الأراضي الزراعية والبيوت في هذه المنطقة، وسماها المنطقة العازلة حيث كان كل مزارع أو مواطن يدخل هذه المنطقة يتعرض للقتل والاستهداف من قبل الاحتلال، وكان الاحتلال قد سيطر على هذه المنطقة ويتحرك داخل هذه المنطقة بكل حرية.


هذه المنطقة شكلت إزعاجاً للمقاومة مما حذا بها إلى التفكير في تغيير قواعد اللعبة فيها وتغيير الموازين الصهيونية فيها، وفرض فيها معادلة أن هذه المنطقة كما هي محرمة على الفلسطينيين يجب أن تكون محرمة على الاحتلال، لذلك نجحت المقاومة في هذه المعادلة من خلال استخدام الوسائل القتالية المتطورة والأنفاق، حيث يسيطر الاحتلال فوق الأرض والمقاومة تحت الأرض، وخلال الأسابيع الماضية نجحت المقاومة باستهداف العدو، فكلما دخل متراً واحداً تم تفجير عبوة ناسفة في قواته أو استهدافها بصواريخ مطورة، مما جعل الاحتلال يقف عاجزاً أمام هذه الإهانة التي يتعرض لها الجيش، حيث الاستهداف المتواصل فأصيب عدد من ضباطه ونجحت المقاومة في فرض المعادلة الجديدة على الأرض، فالمنطقة محرمة على الاحتلال كما هي على الفلسطينيين، لذلك لجأ الاحتلال إلى محاولة الانتقام وتغيير قواعد اللعبة.

مما لا شك فيه أن المقاومة لم تكن تريد الدخول في معركة مع الاحتلال في هذا التوقيت ولكن الاحتلال لم يستطع تحمل حجم الإهانة التي تعرض لها، فبادر باغتيال الجعبري لتغيير قواعد اللعبة في قطاع غزة، ولكن الاحتلال الذي نجح في عملية الاستهداف هذه لن يستطيع أن يفرض معادلته الجديدة.


اعتقاد الاحتلال أن حماس لا تريد مواجهة جديدة شجعها على استهدافها، ولكن كما يبدو فإن الاحتلال لم يقرأ جيداً بأن المقاومة بقيادة حماس لن تقبل بهذه المعادلة وأنها ستفرض عليها قواعد جديدة للعبة ظهرت معالمها على الأرض بإدخال مدينة تل الربيع (تل أبيب) تحت خط النار أي سيصبح استهدافها فيما بعد شيئاً طبيعياً مثل باقي المدن والمناطق التي تعاني من الصواريخ من سنوات.


نجاح المقاومة في هذه المعادلة سيحجز مقعداً لرئيس حكومة الاحتلال في صفوف المعارضة بعد أن يكون قد فشل في تحقيق أهدافه وهي تحقيق قوة الردع، حيث إن الأهداف المبهمة للاحتلال من هذه العملية لا يمكن تحقيق أي منها، لقد نجح الاحتلال في استهداف حماس ولكن أعتقد بأن الاحتلال لن يكون بوسعه فرض قواعد جديدة على الأرض، والحديث عن عملية برية أو الاستمرار بالعملية الجوية أيضاً لن يتحقق الهدف منها، نحن أمام جولة جديدة من التصعيد، أعتقد بأن الكلمة الأخيرة فيها ستكون للمقاومة.


حمزة إسماعيل أبو شنب
30/12/1433 هـ