معذرةً يا غزة

معذرة يا غزة
يا عِزّة هذا الوطن المنفى
على أرض الأوجاع

معذرة ....
إن كنا ضقنا ذرعاً بملابسنا
فخلعناها طوعاً فوق موائد الاستجداء
وَوقفنا نتباهى بالعورات

كم كنا نتستر من ورق التوت
ونحارب من فوق أسرتنا
من تحت أسرتنا
بصواريخ الكلمات

والآن ... حتى من ورق التوت تجردنا
وَوقفنا في أندية العري نُغني ... للأمجاد
(أمجاد يا وجع أمجاد)
(أوجاع يا عرب أوجاع)

معذرة ...
يا عِزّة هذا الوطن المنفي
على أرض الأوجاع

معذرة ...
إن كُنّا قد صِرنا خارج
دائرة الإحساس

معذرة ...
إن كُنّا لا نملك إلا دمكم كي نسكر به
كي نسكر فيه

حتى صرنا أرقاماً تهذي في لغة الإفلاس

معذرة ...
إن كنا ضقنا ذرعا بملابسنا
فخلعناها طوعا تحت موائد الاستجداء
وَوقفنا نتباهى بالعورات

وتركنا (شافيز) يعلمنا معنى النخوة
وتركنا (بوليفيا) تطلب رأس الجامعة العربية

جاؤوكم ... من آخر أوجاع الدنيا
وتركناكم قربانا من أجل غرائزنا

جاؤوكم من آخر أصقاع الدنيا
وَوضعناكم كشرائح لحم ناضجة
فوق موائدهم

جاؤوكم ....
وجلسنا نتلذّذ في مصِّ أصابعنا

ومساء ...
نتباكى فوق صدور الخزي البارد
وننام على أنغام الأطفال الموتى

معذرة ...
معذرة يا غزة


رفعت عبد الوهاب المرصفي