المؤامرة الصفوية وأبعادها على الأمة
طارق عبد الحليم
لا زال ما كتبت عن الخطر الصفويّ، في مايو 2008، تحت عنوان: (الذئاب الصفوية الناهشة في نحر الأمة الإسلامية) يتأكد وتتوالى مؤشراته، وآخرها ما يحدث من محاولاتهم المستميتة للتوغل في أرض الجزيرة، وهي ما نراه في أنحاء العالم الإسلامي السنيّ، وهاك ما نراه بلا غبش ولا تشويش..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لا زال ما كتبت عن الخطر الصفويّ، في مايو 2008، تحت عنوان: (الذئاب الصفوية الناهشة في نحر الأمة الإسلامية) يتأكد وتتوالى مؤشراته، وآخرها ما يحدث من محاولاتهم المستميتة للتوغل في أرض الجزيرة، وهي ما نراه في أنحاء العالم الإسلامي السنيّ، وهاك ما نراه بلا غبش ولا تشويش..
العراق:
المتعصبون الشيعة قد وضعوا أيديهم بالفعل على بلاد (الرافدين) وحوّلوها إلى بلاد (الرافضين)! بعونٍ من أسوأ حكومة عرفتها الولايات المتحدة وبتأييد مادي وعسكريّ من صهاينة إسرائيل، ولا يغرنّك ذلك التناوش السخيف على موضوع (النووي الإيراني) فهو خبل لا وجود له على أرض الواقع، وإنما هو كارت يلعب به الرافضة ليستمر العالم الإسلامي المخدوع على ظنه بأنهم هم من يقاوم الصليبيين والصهاينة الذين يريدون بالمسلمين السوء.
كيف والصليبيون والصهاينة هم من قضى على أعداء الرافضة في الشرق والغرب بالقضاء على طالبان وعلى حكم صدام الذي كان على عداء للرافضة والسنّة على السواء، وتركوا الباب مفتوحًا أمام مجوس إيران لتحقيق حلم الإمبراطورية الصفوية الجديدة الذي قد يكون وشيكًا لا قدر الله.
لبنان:
والوضع في لبنان لا يخفى على أحد من أنّ الحزب الذي يطلق على نفسه (حزب الله) هو يد إيران في هذه البلاد، وما مسرحية الصراع بين هذا الحزب وبين إسرائيل إلا مسرحية أخرى لاستغفال الشعب المسلم السنيّ الذي أكل الطعم، وخرجت جماهيره تحمل صورة الرافضيّ نصر الله في يوم من الأيام!
وحزب نصر الله هو الذي يوجّه الأمور في لبنان رغم ما تحاوله تلك الدمية السياسية -الجامعة العربية- وما يحاوله بعض الحكام العرب من التعامل مع القضية على أنها قضية مصالح عادية يمكن أن تنتهى بشكل من أشكال اقتسام المصالح! وهو غباءٌ سياسيّ وعقيديّ مقزز، فهؤلاء لن يرضوا إلا بتخضيع لبنان للحكم الصفويّ على رقاب السنة والمارون على حدّ سواء.
سوريا:
والوضع في سوريا يختلف بعض الشيء عن السابقتين، إذ إن أسرة الأسد المالكة هم من العلوية أصلاً، ولهم صلة نسب بالإثنيّ عشرية إذ خرجوا جميعاً من تحت عباءة الرفــض المجوسيّ. والأسرة المالكة السورية لن تتنازل عن سلطانها لملالي فارس، وإنما هو تعاون وثيق بين الجانبين ضد مسلمي السنة.
اليمن:
والحركة الحوثية التي هي امتداد للنفوذ المجوسي، وتجرؤها على التمدد داخل الأراضي العربية بالجزيرة، لم يعد مجرد دلالة بل دليل ماديّ على أرض الواقع على ما يبغونه من تطويق جزيرة العرب وأرض الحرمين من كلّ جانب، فهؤلاء الحوثيون إنما هم صنعة الفرس تمويلاً وتدريباً وعتاداً وفكراً، وهم على الباب الجنوبيّ للسعودية، يهددونها ويترصدون بها الدوائر، وهو ما لا يمكن قبوله، بل يجب ضربه بيد من حديد.
دول الخليج:
والنفوذ الفارسي في دول الخليج (الإمارات، الكويت، البحرين، عُمَان) لا ينكره إلا أعمى أو متعامي عن الحقيقة، فهم يمثلون نسبة لا بأس بها من السكان، وهم -وإن كانت دعواهم الولاء لوطنهم- من الرافضة أولا وأخيراً بشكل أو بآخر، ولن يظهر هذا إلا عند المحكّ وحين تتميز الصفوف.
والعجب لمن يقول: "أنضرِب على يد المتعصبين الشيعة وهم أولا وأخيرا من المسلمين، بدلا من الضرب على يد إسرائيل وهم اليهود الصهاينة؟" فنقول للقائل: هون عليك، فإن ضرب إسرائيل لا يختلف عليه مسلمان، ولكن أمره بيد الحكام الذين لا يريدونه ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن هذا الخطر الصليبي أهون فيما نرى من خطر الصفوية الطائفي، عند من يعرف حقائق أقوالهم وعقائدهم ومخططاتهم، لا عند من يتكلم بجهل وغفلة.
والصهيونية عدو دائم مقيم يعرفه العالم والجاهل من المسلمين، فهو كفر ظاهر بيّن، أما هؤلاء الطائفيون، فهم مندسون يتخفون في ثياب الإسلام، ويرتدون رداءه وهم يغيرون معالمه وأسسه لتناسب مجوسيتهم وشعوبيتهم التي لم يتنازلوا عنها عبر القرون، بل حولوها من تأليه كسرى إلى تأليه علي رضي الله عنه وأهل البيت كذباً وخداعاً، وكفّروا تحت غطاء هذا الحب المردي الصحابةَ الأبرار، وزوجاتِ النبي أمهاتِ المسلمين، غير ما انتشر في دينهم من بلاء يعرفه من درس أقوالهم وقرأ كتبهم.
وإخوان سوريا بلا شك، أعرفُ بالرافضة قلبًا وقالبًا من إخوان مصر، فإدانتهم القوية الصريحة للحركة الحوثية الصفوية يدعمها معرفة بمدى الخطر الصفوي على الأمة، أما إخوان مصر هداهم الله للصواب علمًا وعملاً، فهم لا يزالون يلعبون بأوراق السياسة، بالتقارب مع الصفويين لكسب دعمهم، وما هم لهم بداعمين لو كانوا يعلمون، غير مدركين أنّ السياسة ليست إلا كما وصفها أبي العلاء في قوله:
فأفٍ للحياة وأف منــي *** ومن زمنٍ رئاستُه خساسة