مقولات في العلم والتعلم
خالد سعد النجار
رغم اتساع روضة الإشادة بالعلم في كل زمان ومكان إلا أن الكاتب أحب أن يقتطف من هذه المقولات الرائعة بعض أزهارها، ورصد من أقوال الشعراء خير ترانيمها، راجيا شحذ الهمم وتذكير أهل العلم والفضل بشرف مقاماتهم وعلو غاياتهم.
- التصنيفات: طلب العلم -
العلم روضة يكتنفها التعب، ولذة مشوبة بالمعاناة، وخشية تزين حقيقته، وبهاء يعلو سادته.. اتفقت الشرائع على حسنه، وأجمع العقلاء على مدحه، ولا يكاد يذمه إلا أحمق مغبون في عقله.. كم كتبت في فضله أشعار، وسطرت في تمجيده أسفار، ورغم اتساع روضة الإشادة به في كل زمان ومكان إلا أني أحببت أن أقتطف من هذه المقولات الرائعة بعض أزهارها، وأرصد من أقوال الشعراء خير ترانيمها، راجيا شحذ الهمم وتذكير أهل العلم والفضل بشرف مقاماتهم وعلو غاياتهم.
• قدم هارون الرشيد الرقة؛ فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، فقالت أُمُ ولدٍ لهارون كانت مشرفة على ذلك: من هذا؟ فقالوا لها: عالم أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك، فقالت: هذا والله الملك! لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان. (الحديقة لمحب الدين الخطيب).
• يقال أن الخضر قال لنبي الله موسى -عليه السلام-: يا موسى، تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له.
• إن الوقوف عند حد مُعيَّن من العلم ما هو إلاَّ ضمور في العقل وقصور في الهمَّة! ولقد نعى الله تعالى على قوم وقفوا عند حد معين من العلم فكان وقوفهم سبباً لضلالهم! فقال تعالى: {ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 30] لكنَّ طالب العلم الجاد مع إطلالة كل صباح، يستذكر قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] فتراه يسأل ربَّه متواضعاً: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]، اعترافاً بقلَّة ما تعلَّمه ضمن دوائر المعرفة والعلم المتسعة.
• من خدم المحابر خدمته المنابر.
• الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الجماعات. (أحمد شوقي).
• طلبت العلم فوجدته صعب المراد، لا يصاد بالأزلام، ولا يورث عن الأخوال والأعمام، فاستعنت عليه بطول السهر، وإعمال الفكر، وافتراش المدر، حتى لانت لي قناته. (بديع الزمان الهمذاني).
• الأفكار كالطائرات تحتاج إلى ممر طويل كي تكتسب سرعتها قبل أن تحلق في السماء، وكلما كانت الفكرة كبيرة وثقيلة زاد طول الممر اللازم للإقلاع.
• الذكاء كالشرارة الكامنة في الزناد لا تظهر إلا بالقدح، فإذا لم تحتك الأفكار بالعلوم مات ذلك النشاط والذكاء في مكامنه، وانزوى في زوايا الصدور. (القاسمي).
• قال يحيى بن خالد لابنه: عليك بكل نوع من العلم فخذ منه، فإن المرء عدو ما جهل، وأنا أكره أن تكون عدو شيء من العلم.
• يا بني تعلموا العلم، فإن كنتم وسطا سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم. (الخليفة عبد الملك بن مروان).
• كيف يدعي رجل أنه أكثر علما، وهو أقل خوفا وزهدا؟! (عبد الله بن المبارك).
• لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره؟! (ابن حزم).
• ما أتى الله تعالى عالماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه، وما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلّموا. (علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-).
• ما مات من أحيا علما، ولا افتقر من ملك فهما. (علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-).
• لابد لي في درب الحياة أن أجد بين كل اثنين معلماَ. (كونفشيوس).
• من كان لي معلماً يوماً، غدا لى صديقاً دوماً. (حكمة صينية).
• جمال الطير فى ريشه، وجمال الرجل في علمه. (حكمة صينية).
• إذا علمت ولدا فقد علمت فرداً، وإذا علمت بنتاً فقد علمت أمة. (الإمام ابن باديس).
• العلم أرفع النسب، العمل أرفع الحسب. (شامفور).
• ذوو العلم الواسع هم من يرصفون هيكل المجد. (شامفور).
• الروح عماد الدين، والعلم عماد الروح، والبيان عماد العلم. (ابن التوءم).
• أعز الأشياء في زماننا شيئان: عالم يعمل بعلمه، وعارف ينطق عن حقيقة. (أبو الحسن الثوري).
• يا جاهل العلم تعلم العلم؛ فإن قلباً ليس فيه شوق للعلم كالبيت الخراب الذى لا عامر فيه. (أبو ذر الغفارى -رضي الله عنه-).
• الجاهل صغير وإن كان شيخاً، والعالم كبير ولو كان حدثاً. (علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-).
• من لم يصبر على تعلم العلم، صبر على شقاء الجهل. (سقراط).
• كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع. (علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-).
• كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة. (عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-).
• العلم بغير إيمان ضرب من النقص المعيب، أما الإيمان بغير علم فمهزلة لا تطاق. (ديستوفسكي).
• إن استطعت فكن عالماً، فإن لم تستطع فكن متعلماً، فإن لم تستطع فأحبهم (العلماء)، فإن لم تستطع فلا تبغضهم. (الخليفة عمر بن عبد العزيز).
• تعلموا العلم؛ فإنه زين للفتى، وعون للفقير، لا أقول إنه يطلب به، ولكنه يدعو إلى القناعة. (الخليفة عمر بن عبد العزيز).
• إن العلم والعمل قريبان، لكن كن عالما بالله عاملاً له، فإن أقواماً علموا ولم يعملوا فكان علمهم عليهم وبالاً. (الخليفة عمر بن عبد العزيز).
• إن المعلم طبيب لمجتمعه، يقيه أدواءه وشروره، ويعالجه من أمراضه وأوبئته، وهو مهندس، يبني ويقيم.
• اللذات كلها بين حسي وعقلي، فنهاية اللذات الحسية وأعلاها النكاح ونهاية اللذات العقلية وأعلاها العلم، فمن حصلت له الغايتان فقد نال النهاية. (ابن الجوزي).
• نار الصبر على العلم ولا جنة الجهل.
• العلم ثلاثة أشبار، فمن دخل فى الشبر الأول تكبر، ومن دخل فى الشبر الثانى تواضع، ومن دخل فى الشبر الثالث علم أنه لا يعلم.
• قال (الشافعي):
فلعل يوما إن حضرت بمجلس *** كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
• قال (أحمد شوقي):
وكان لقومه نفعا وفخرا *** ولو تركوه كان أذى وعابا
فعلم ما استطعت لعل جيلا *** سيأتي يحدث العجب العجابا
• قال الشاعر:
والعلم يجلي العمى عن قلب صاحبه *** كما يجلي سواد الظلمة القمر
• قال الشاعر محمد البطليوسي في العلم:
وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى *** يُظَنُّ من الأحياء وهو رميم
• قال الشاعر الأخطل الصغير في العلم:
كفاني ثراء أنني غير جاهـــل *** وأكثر أرباب الغنـــى اليوم جهـــــــال
• وقال الشاعر:
وإذا علمت بأنه متفاضل *** فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل