التدخل الإيرانيّ في شؤون الدول الخليجية والعربية

ما يزال النظام الإيرانيّ يمارس سلوكه الاستفزازيّ التسلّطي ضد دول المنطقة العربية، لاسيما دول الخليج العربيّ، التي أعلنت عن رغبتها بتشكيل اتحادٍ خليجيٍّ باسم (اتحاد دول الخليج العربيّ)...

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


ما يزال النظام الإيرانيّ يمارس سلوكه الاستفزازيّ التسلّطي ضد دول المنطقة العربية، لاسيما دول الخليج العربيّ، التي أعلنت عن رغبتها بتشكيل اتحادٍ خليجيٍّ باسم (اتحاد دول الخليج العربيّ)، كما أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين عن اتخاذ خطواتٍ وحدويةٍ خاصةٍ بينهما..

إنّ اعتراض إيران على هذا الاتحاد بين دولٍ عربيةٍ مستقلّةٍ ذات سيادةٍ كاملةٍ على شؤونها وقرارها السياسيّ.. هو تدخّل سافر في الشؤون الداخلية لهذه الدول، يرتقي إلى مرتبة العدوان على الجيران أولًا، وعلى الأصول العالمية التي تنظِّم العلاقات بين دول العالم، ولا تسمح بالوقوف ضد الإرادة السياسية لكل دولة، وضد حقها في إنشاء الاتحاد أو الوحدة مع غيرها من الدول، ضمن رغبة الطرفين.. ثانيًا.

لقد دأب النظام الإيرانيّ، الملتزم بحكم الوليّ الفقيه، الذي يمنح نفسه الحق بالتحرّش بدولٍ ذات سيادة.. على ممارسة سلوكٍ يتناقض مع أسس العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، التي تحترم استقلال هذه الدول وسيادتها.. إلى درجة أنّ هذا النظام يمنح نفسه حق الاستمرار في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وحق احتلال الأحواز العربية وانتهاك أبسط حقوق شعبها العربيّ، وحقّ السيطرة على العراق العربيّ، وحقّ المشاركة في قتل شعبنا السوريّ وانتهاك أعراضه ونهب ممتلكاته وتدمير بلاده وتجييش عملاء الوليّ الفقيه من العراق ولبنان واليمن وغيرها، للعبث بمصير سورية دولةً وشعبًا.. تنفيذًا لمشروعٍ قوميٍّ فارسيٍّ صفويٍّ يتستّر بالدين، ويهدف إلى التمدّد والسيطرة على مقدّرات الأمة العربية والإسلامية، تحت شعار جمهوريةٍ مزعومةٍ أطلق عليها النظام الإيرانيّ اسم: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

نستنكر الاستفزازات الإيرانية، وندعو الحكّام والشعوب، إلى العمل على تحقيق الوحدة العربية والإسلامية، وإلى تسريع إنجاز الوحدة الخليجية العربية، ليس لتحقيق الازدهار وامتلاك عوامل القوة الحقيقية لشعوبنا وأوطاننا فحسب، بل للوقوف بوجه مشروع التمدّد الإيرانيّ العدوانيّ، الذي أسفر عن وجهه الحقيقيّ بشكلٍ بالغ الوضوح، وقدّم الدليل القاطع على أطماعه في مملكة البحرين والعراق وسورية ولبنان.. وسائر الدول المجاورة.

على العرب والمسلمين، أن يعلنوا تضامنهم الكامل مع مملكة البحرين وسائر دول الخليج العربيّ، لتحقيق الوحدة الخليجية والعربية.. وعلى الشعوب العربية والحركات الإسلامية، أن تنحو هذا المنحى، لصدّ العدوان، والوقوف بوجه المشروع الطائفيّ البغيض الذي يتهدّدنا جميعًا، ويقوِّض أركان أوطاننا ويسعى لتفتيتها.


د. محمد بسام يوسف - 30/6/1433 هـ