قال المحقق للسجين ...

محمد الحسن الددو الشنقيطي

شعر الشيخ محمد الحسن الددو كتبه في السجن قبل أن يطلق سراحه

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -


قال المحقق للسجين: من أين نعلك ذا الثمين؟

ومــن أين ثوبك لا تكن كالمفســدين الخائنين؟

الآخــذين مـن الخليج من اليسـار من اليمين

يأتيهم التمويل من كل البلاد مــدى السنـيـن

حتى من الأفغان أرض البؤس، وكر البائسين

فـهـنــاك للإرهـاب قــاعــدة تـعـيـن القاعدين

جعلوا المسـاجــد كالبنوك تعج بالمستثمرين

قــل مـا تشاء ولا تحر، فعنــدنا الخبر اليقين

جلباب زوجتك الذي تـدنـيـه خيـر الشاهدين

من أين جاء ألم يكن مستغربا في القاطنين


قال السجين مبادراً ومن أين لي ذا الأكسجين

خـيــرات أرضــي أنـتـم أنهـبـتـمـوها الناهبين

ومـنـعتـمـوها أهلها الفـقـرا والـمـستضعـفـين

وأردتــم أن تـمـنـعـوا خـيـرات رب العــالمين

هلا ســألت ذوي الغلـول النـاهبين السالبين

هلا سألت ذوي الفجور الفاسدين المفسدين

هلا سألت ذوي البنوك المترفين المســرفين

هلا سألت الطامحيــن الطامعيـــن الخائفين

هلا ســألـت الكـاسيـات العاريات وما يعـين

أنا لست أسرق أو أغل من الخزينة والخزين

أنا لست أنهب من مشاريع الضعاف الجائعين

أنا ما أخذت سوى الذي قد نلت من عرق الجبين

أنا مـنـكـر لـلـظلم أكــره مـوبـقـات الظالمين


قال المحقـق: لا، فــإن لـنا رجــالاً آخــــرين

مـن أهــل ديـنـك قـابـلـيــن لكل ذا ومـؤيدين

وبنـص مـذهب مـالـك والأشـعـري مؤصلين


قال السجين: بمذهب الــعنقا ومالكٌ الحزين

ما مـالــك والأشـعـري وصـحـبـهم بمنافقـين

أتـريـد مـنــي أن أكـون كـهـؤلاء الطـائعين

البائـعـيــن الدين بالــدنــيا لكل المشتريــن

الـمـعــلـنـيـن ولاءهم لـلـظــالميـن المعتدين

العـارفـيـن بـعـزف كـل العـازفـيـن الزافنين

الجاهلـيـن المنكريــن لقـول خير المرسلين

من يسبقون الظلم بالتـســويغ عنه مدافعين

جبناء عن تـبـيـيــن حق الله والحــق المبين

جرءاء في سب الدعاة المخلصين الصادقين

رحمــاء بـالكـفـار والـفـجـــار لا بـالـمسلمين

ولكــل مـا قــال الـزعيــم وما يـريد مروّجين

ولكــل قـانــون يخــالف شرعة الهادي الأمين

وعلى المساجد والمعاهد والمحاضر هاجمين

ساعين للتخـريــب للتــعليـم فـيها مـانـعـيـن

وتـراهــم في كــل حقــل للطغـاة مصفـقـيـن

في الكافرين مسارعيــن مع اليهود مطبعين

ومن التعفـف والحجاب والاحتشـــام منفرين

وبشــاشة التلفاز مـن أهل التسنن ساخريـن

ولقولهم تـنـفـك تســمع في الإذاعة سامرين

هل أنكروا نكــراً وهـل كـانوا بـعــرف آمرين

أف لهم مــن ما جنيــن فما أولاء بمـصلحين

ما أصلحوا من أمر دنــيا لا ولا من أمر دين

فعليهـم غـضـب المهيــمن إنهم حزب اللعين

المصدر: مجلة العصر