اليوم العالمي لظلم الرجال.. وصدّقتِ أيتها الغبية
كلما جاء يوم 8 مارس رنت صفارات الإنذار في كل العالم ترقبا لما سيصدر من هيئة الظلم العالمية، فالمرأة هي هاجس هذه الهيئة ففي كل يوم نرى لوحة تحطيم وقتل لفطرتها في مسلسل طويل لم تنتهي حلقاته...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كلما جاء يوم 8 مارس رنت صفارات الإنذار في كل العالم ترقبا لما سيصدر من هيئة الظلم العالمية، فالمرأة هي هاجس هذه الهيئة ففي كل يوم نرى لوحة تحطيم وقتل لفطرتها في مسلسل طويل لم تنتهي حلقاته، ومن مسلسلها طويل النفس: المناداة المستمرة لجرها لحلبات الرياضة بدأت باسم المحافظة على الجسم والصحة، وصدّقت الغبية فدخلت حلبات الرياضة بكل أنواعها بالتدريج لتصل إلى صور مُبكية مضحكة، فرأينا المرأة في رياضة المصارعة والجودو والكارتيه وحمل الأثقال والجري لمسافات طويلة جدا، ورمي الجلة وكرة القدم والسلة والهوكي، وكل رياضة حالية أو مستقبلية؛ حتى غدت عضلاتها تنافس عضلات الذكور، واختلت هرمونات الأنوثة لديها فما عادت أنثى ولا ذكرا. وصارت عارضة للحمها في المسابح ومضمار الجري وحلبات المصارعة وملاعب بقية الرياضة، وظهرت لنا المرأة الرياضية عنيفة جدا في ألعابها ودفاعها عن نفسها. وجنت أخيرا قتل فطرتها فلا زواج، وإن تمّ فلا إنجاب، وإن تم فهو محدود وعلاقتها مع زوجها علاقة الند لنده.
ولو تأملنا أجسام من يتزعمن لوثة رياضة المرأة لوجدنا الشحوم والدهون المتجمعة، فكيف صدقت أيتها المرأة الذكية؟! وإليك هذه الدراسة الغربية: 31% من النساء الرياضيات يعانين من الاضطراب في الدورة الشهرية، و44% من النساء الرياضيات يعانين من انقطاع الدورة الشهرية، وقلبي نظرك يا ذكية ستجدين أن مقولة العقل السليم في الجسم السليم خاطئة، والصحيح العقل السليم في المعتقد السليم. فكم ممن أبتلي بأمراض مزمنة أدت إلى توقف بعض جوارحه بل أكثر بدنه هو من أنبه العلماء، والتاريخ يشهد بذلك على مر العصور. والبدن مطية لما في القلوب والعقول فمتى كانت النفوس طموحة وثابة همامة حارثة تعبت في مرادها الأجساد، ولتمرير كذبة الرياضة النسائية كان الإعلام هو سيد الموقف مع الضغوط الداخلية والخارجية، إعلام المسيح الدجال الذي يصور في أعين من أمامه الجنة نارا والنار جنة وأنه بيده كل شيء للسعادة أو التعاسة.
ومن مسلسلهم طويل النفس: المناداة بحقوقك المزعومة، وما هي حقوقك التي تريدينها! قولي هذه الحقوق بفطرتك التي يحترمها الدين الصحيح والعقل الصريح، أخذوا الرجال للحروب التي أشعلها الحكام من أجل كراسي حكمهم وتركوك لقمة سائغة أنت ومن ترعين من أم وأب وأطفال لقمة يلوكها الجوع والخوف والترمل واليتم، والأغنياء مغموسين في ترفهم، وحركوك بأصابع خفية لتطالبين بأكل وشرب ورجل، فأيدوك بشرط واحد هو: اخرجي للعمل. وقاد هذه الحملة الشيوعيون والرأسماليون الذين يأكلون حقوق الآخرين باسم العدالة الاقتصادية، وقالوا لكِ هذا من خلال هذا الباب الوحيد فدخلتيه مرغمة وهنا استأسد عليك الرجال بأصوات نساء بعن أنفسهن فجعلوك تعملين كل شيء لتحصلي على الفتات والقصة تعرفينها.
إنه إعلام الدجال الذي نفخ في منخريك كالشيطان: أنت قوية وتعملين وتكسبين والرجال يأخذون أعلى منك اصرخي. طالبي، مزقي حياءك واخرجي لتحطمي كل شيء فأنت الأقوى، ماذا حدث بعد ذلك؟ جعلوك تعملين فيما اشتهت أنفسهم فقط، تأملي التاريخ: كم رضي الرجال بحكم النساء؟ كم عدد النساء اللاتي حكمن؟ كم عدد النساء اللاتي يملكن حقائب وزارية في بلادهم هم؟ كم عدد مديرات الجامعات؟ كم عدد من يكرمن لاختراعاتهن المفيدة؟ وأعيدي النظر: كم عدد السكرتيرات؟ كم عدد موظفات الاستقبال في كل الأماكن؟ كم عدد المترجمات المرافقات للمسؤولين؟ كم عدد الراقصات؟ كم عدد الممثلات في أفلام يندى لها الجبين؟ كم عدد الخادمات والعاملات في البيوت والشوارع وغيرها؟ وكم وكم..؟ يا ذكية جدا أين حقوقكِ الحقيقة؟ أين فطرتك؟
ولما أجهزوا عليكِ تماما في دول الغرب الكافر اتجهوا للشرق المسلم وغير المسلم، لقد وجدوه أرضا غنية بالخيرات البشرية والصناعية والدينية والعادات والتقاليد، فزرعوا أشواكهم بيننا باسم الاستشراق واكتشاف الشرق وفعلوا نفس الفعل: الحرب المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس فعاثوا فسادا في اليابان والفلبين والهند وغيرها وبلاد المسلمين، ولم ننتبه للخطة رغم أنها مكررة بكل تفاصيلها، وبدأت سهام الحرب ترسل تباعا عبر رجالهم ورجالنا وللأسف وجدوا ممن يدعي العلم الشرعي ممن اتبع خطى اليهود من باع دينه بعرض من الدنيا زائل. فأفتى لهم بجواز كل فعل فعلوه ومنه وجوب خروج المرأة سافرة؛ فلما سقط الحياء دخلت كل ميادين العمل وهي تصرخ متوجعة كنساء الغرب، وأرادت العودة فوقفوا لها بالمرصاد يقفلون كل باب لأعمال الرجال وفتحوا كل باب على مصراعيه للنساء فتلفتت الذكية جدا وكان لها أن تخرج في مظاهرات عارمة تطالب بحق الرجال في العمل حق أبيها وابنها وأخيها وعمها وخالها وكل أقاربها وجيرانها، لكنها كما وَصفتُ (ذكية جدا) ظنت الأبواب المشرعة لها طريق جنة الدنيا بل والآخرة، فلما أفاقت وجدت كل شيء قد انتهى: لا عودة إما العمل أو الموت جوعا عاطفيا؛ فلا زوج ولا أطفال فمن هو الرجل الذي سيتزوجك وهو بلا عمل؟! وإن وُجِد فراتبه دراهم معدودة! أو الموت جوعا حقيقيا فولي أمرك أيضا كذلك إما بلا عمل أو راتبه لا يكفي.
إذًا: قومي للعمل وتمردي عليه فأنت من تعملين وتحملين وتنجبين وتقودين السيارة وتأخذين الأولاد للحضانة وتحضرين مربية وأغراض المنزل والرجل غدا (ذكرا) فقط.
وانفض السامر فلا أنت امرأة ولا أنت رجل، والرجل ظلمك بقوة لما رضي لك بالعمل، ولما لم يتحرك لوقف كل هذا العنف ضدك، عنف يؤدي إلى الموت البطيء.
وهيا تعالي معي: لما نوحت وبكيت وهذا حقك فأنت إنسانة لك مشاعر وضع الرجال الخطط من جديد، ما هي؟ المؤتمرات النسائية ومن هناك من الشرق؛ من بكين، ونيروبي، ومصر وغيرها، ثم الملتقى التوجيهي من هناك من هيئة الظلم سنويا، وبدأوا يضعون الملح على الجرح حتى فقدتِ الإحساس، إنه جرح أنوثتك إنه جرح فطرتك، كيف؟ لقد هجرك الرجال الأوفياء الصادقون لأنهم يريدون الزوجة الصالحة العاقلة فماذا حدث؟
البديل! الشذوذ الجنسي، الزنا باسم العشيقة والصديقة، إباحة الإجهاض، الإجبار على تدريس الحياة الجنسية للصغار، توزيع العوازل وحبوب منع الحمل في كل مكان، إنتاج أفلام ودعاية وتغطية إعلامية لكل حالات الزنا والشذوذ على أنها حقوق طبيعية، سن قوانين لمنع الزواج دون الثامنة عشر بل لا يعاقب من اقترف فاحشة في هذا العمر، وقالوا لك حريتك في أن تلبسي ما شئتِ وتخرجي وتسافري متى شئتِ والرجل هو تابع لك فقط، وإلا فارميه فهو سيلهث وراءك لشهوته، ولما رأوا أن بعض الفطرة تتحرك لدى بعض النساء ثار الرجال الظالمون وقالوا لكِ: حتى في الحقوق الزوجية إن لم ترغبي فيها فارفعي عليه شكوى في المحكمة، أهينه أمام الرجال.. الطلاق اجعليه بيدك وأهينه أمام الرجال، الطلاق إن تم بيدك وكل شيء اشتراه الرجل لكِ الحق في نصفه وأهينه أمام الرجال، الخلاصة دوسي عليه ونحن من سنضع لك الحقوق القانونية وإن ثار أحد فالردع المتعدد القُوى جاهز تماما.
وحتى تطمئني يا ذكية جدا جعلوا كل عام في مارس لك يوما يراجعون فيه كل ما تم تنفيذه وما سيتم مستقبلا، وصار هذا اليوم اليوم العالمي الذي تدفنين فيه نفسك أكثر في قبر حفرتيه أنت بيديك، والآن كم سعة قبرك؟! وتأملي المناداة بقيادة السيارة جعلوها لك مقود السعادة نحو عالم السعادة نحو التحرر من الرجل، فماذا حدث لك يا ذكية جدا لقد صرت تقودين كل أنواع السيارات الصغيرة والشاحنات والمراكب وسيارات القمامة، وقدت السيارة لتقومي بعملك الخارجي وعمل المنزل والأولاد بل حتى عمل الزوج فلا بأس أن تأخذيه في سيارتك لعمله وإلا فالويل لك، فاعملي في النهاية سائقة تاكسي له ولأهله ولبيتك! والسيارة تحتاج مصاريف باهظة فزيدي من العمل صباح مساء.
وإن لم تكن هناك حروب حقيقية فلا مانع من افتعال حروب وهمية إنها حروب الأزمة الاقتصادية، حروب الوهم الإعلامي المبني على قاعدة ظالمة هي: "كل من درس رجلا كان أو امرأة لا بد أن يعمل وإلا فهو ليس مواطنا صالحا"، وقاعدة أخرى: "شخصيتك يا أنثى في تحقيقك لذاتك، وتحقيقك لذاتك لن يتم إلا بالعمل خارج المنزل، فقرارك في بيتك قتل لشخصيتك"، وإن بدأ العلماء المعتبرين يردون ويدافعون عنك صنعوا من يتكلم باسم الدين ويقدم لك الأدلة الملوية العنق ليقولوا لك أنت تعملين في ضوء الشريعة الإسلامية فلا تخافي غضب الله.
القصة طويلة جدا لكن فصولها مكررة في كل زمان ومكان. تأملي الآيات والأحاديث الصحيحة؛ تأملي قصص الأنبياء مع أممهم.
تأملي حياة العلماء والدعاة، تأملي صعود وهبوط الأمم، تأملي العقيدة الثابتة التي علمنا الله إياها: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].
يا مسلمة؛ يا غالية في ميزان الإسلام: أنت كل المجتمع، أنت قلبه النابض، أنت المربية؛ أنت الأم؛ أنت كل شيء في مجتمعنا فكوني اليد التي تبني وليس اليد التي تهدم.
أعلم أنك ما قصدتِ الهدم بل ظننتِ أنك تبنين لكنك الآن تيقنت أنك تهدمين، فماذا ستفعلين؟ الجميع في انتظارك والوقت يمضي.
وختامًا:
أقصد من عبارة ظلم الرجل: ذاك الرجل الظالم الذي يقتل المرأة باسم حقوق يوقن أنها كاذبة عبر كل وسيلة ممكنة له، وذاك الرجل المظلوم الذي استولوا على مصدر رزقه فأعطوا أعماله للنساء واستولوا على راحة بيته فأخذوا زوجته وأمه للعمل، وأخذوا أولاده وأخوانه وإخوته للحضانة وتحت رحمة الخادمات، وأخذوا منه حقه في القوامة الشرعية وحقه في أن يعيش رجلا فصار هو والمرأة ليسوا رجالا وليسوا نساء حتى الأطفال لا يعلم الرجل والمرأة من هم؛ فقد تربوا تربية المصانع التي تصنع مئات المنتجات بتصميم واحد فالحضانة فيها العشرات كلهم بنفس تربية المعلمة. وإن ناهض وعارض الرجل العاقل عوقب واتُهِم بأنه متخلف.أليس هو مظلوم كالمرأة؟!
كتبته د. حياة بنت سعيد با أخضر - 1434 هـ