غلق المساجد وإحراق قاعات السجون محاولات يائسة للمالكي للقضاء على المطالب السنية
نشأت فرقة الرافضة عندما ظهر رجل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ، كان يهودياً أظهر اعتناق الإسلام ثم أخذ يَكيد للإسلام فلم يجد له أحداً يعينه على ذلك فهو أصلاً جاء من اليمن، ثم بعد ذلك جاء إلى الكوفة فلم يجد أحداً يتعاون معه، فذهب إلى مصر فوجد بها أعواناً، ثم جاء بعد ذلك إلى مقر الخلافة الإسلامية، وأخذ يبث الفتنة، ويعلن عن آرائه التي أخذها عن الديانة اليهودية، وبث فيهم بعض هذه الأشياء التي اعتنقها من الديانة اليهودية، وزعم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً، وأن وصيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم زعم أنه أولى بالخلافة، ثم قال بعقيدة الرجعة والغيبة وغيرها من الأشياء وتناسخ الأرواح وغير ذلك، وأشياء من البدع كثيرة جداً بثها، واعتنقها أُناسٍ معه أظهروا التشيّع لتغطية هذه المذهب الكُفري الذي جاءوا به، وسُمُّوا بالسبئية.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
على الرغم من محاولات كثيرة يائسة بذلها المالكي وأعوانه في ثني المكون السني العراقي عن مطالبهم في استرداد حقوقهم، والمطالبة بعدم التهميش وإطلاق سرح المعتقلات والمعتقلين، إلا أن المالكي لم يستطع أن يجاري سنة العراق ويوقفهم، ولهذا راح يضيق عليهم أكثر وأكثر، تارة في زيادة التفجيرات، وتارة في إغلاق المساجد، وأخرى في زيادة الاعتقالات، وآخر ما قام به هو غلق عدة مساجد في محافظة بغداد يوم الجمعة، لكي لا تقام فيها صلاة موحدة يعقبها خروج المصلين للمطالبة بتنفيذ مطالبهم، وقد قام المالكي بإصدار أوامره إلى قواته بمحاصرة مسجد أبي حنيفة النعمان، ومنع المصلين من دخوله وأداء الصلاة فيه، حيث قامت قواته بمنع المواطنين من أداء الصلوات الموحدة أيام الجمع في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، يرافق ذلك إطلاق شتائم وسباب بذيء ضد صحابة الرسول الأعظم وخلفاءه وزوجاته وأئمة الإسلام، من قبل ضباط وأفراد قوات الجيش والشرطة، لاستفزاز سكان الأعظمية، ودفعهم إلى الاحتجاج تمهيداً لاعتقالهم..
كما حصل يوم الجمعة الماضي، عندما تم اعتقال واحتجاز العشرات من المواطنين كانوا في طريقهم إلى الجامع لأداء صلاة الجمعة فيه، ويرى البعض من أهالي مدينة الأعظمية أن لرئيس ديوان الوقف السني (عبد الغفور السامرائي) يدا في إغلاق المسجد، حيث أصدر تعليماته إلى إدارة جامع أبي حنيفة في الأسبوع الماضي، منع بموجبها إقامة صلاة الجمعة فيه، وحظر على خطيب وإمام الجامع الشيخ أحمد حسن الطه إلقاء خطبة الجمعة، مما اضطر الأخير إلى الاحتجاج على هذه التعليمات المخالفة للشرع والقانون، والتوجه إلى كركوك، وإلقاء خطبته هناك أمام الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين، وهذا ما أكده قائم مقام قضاء الأعظمية هادي الجبوري (أحد أعضاء حزب الدعوة) بصدور أوامر حكومية وتعليمات من رئاسة الوقف السني، بمنع إقامة صلاة جماعية موحدة في أيام الجمع بمسجد أبي حنيفة، مدعياً أن أشخاصا يستغلون المسجد لإبداء آراء سياسية، ينتقدون فيها رئيس الحكومة نوري المالكي ويحرضون على إسقاطه.
الشيخ عبد الستار عبد الجبار إمام وخطيب جمعة الجامع، قال: "إن قوة من الشرطة الاتحادية والجيش أغلقت جامع أبو حنيفة النعمان، ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه، وطالبت المصلين بالعودة إلى منازلهم"، وأضاف: "أن الفرقة 11 من الجيش العراقي، منعت أيضا من دخول أي مواطن إلى مدينة الأعظمية.
اللجان الشعبية في بغداد أصدرت بيانا أكدت فيه أنه للمرة الأولى في التاريخ الحديث، ومنذ أن قام الصفويون باحتلال بغداد، وتحويل جامع الإمام الأعظم إلى إسطبل، فإن جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (رضي الله عنه) شهد إغلاقه، ولم تقام فيه صلاة الجمعة بعد المضايقات الشديدة التي تعرضت لها إدارة المسجد، والاعتداء بالضرب والشتم والسب على المصلين.
وأضاف البيان أن هذا الأمر اضطر المصلين إلى إقامة الصلاة وخطبة الجمعة، ثم التظاهر في الشارع، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤشر تصاعد المضايقات الأمنية والإجراءات التعسفية، على الرغم من سلمية الصلوات والوقفات التي تشهد بها الأجهزة الأمنية قبل غيرها، وأوضح البيان أن الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان لم تنقطع أبدا، حتى عندما تعرض العراق للاحتلال، وبعد ساعات من ضرب ساعته الشهيرة، الأمر الذي يجعل ذلك سابقة خطيرة، واستمرارا لمسلسل القمع التي تقوم بها هذه الحكومة ورئيسها، الذي يثبت يوما بعد يوم أنه لا يصلح لقيادة البلد، بل ينبغي محاكمته هو وقادة أجهزته القمعية ومليشياته الطائفية.
حرق قاعات سجن أبو غريب..
تضييق المالكي على سنة العراق لم يقتصر على غلق المساجد، بل راحت قوات تابعة له -وهي قوات سوات- بدخول سجن أبو غريب -سيء الصيت- والقيام بحرق بعض قاعات السجن، خاصة القاعات التي تحوي معتقلين سنة، والقيام بتعذيبهم قبل عملية الحرق، والتنكيل بهم إضافة إلى السباب والشتائم الطائفية، والتطاول على صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، والادعاء بأن المعتقلين هم من قاموا بإضرام النار في قاعات السجن تمهيدا للهروب، لكن الحقيقة أن قوات سوات هي من قامت بذلك، للضغط على سنة العراق، وإيقاف التظاهرات والاحتجاجات ضد المالكي وحكومته.
مشاركة المالكي في قمع سنة سورية..
وعلى الرغم من الضغوط الداخلية من قبل السنة على المالكي، لكنه لم يتوقف عن قمع السنة في الداخل والخارج من خلال دعمه لحكومة بشار في قتال ثوار سورية، فقد شهدت بغداد الأسبوع الماضي وصول أكثر من عشرين نعشا لمقاتلين شيعة منضوين في مليشيات تدعم نظام الأسد، قتلوا خلال المعارك الأخيرة في ريف دمشق، وأن معظم القتلى من بغداد، وخاصة من مناطق مدينة الصدر والشعلة والحرية ذات الأغلبية الشيعية، وأقيمت مجالس عزاء في مناطقهم، حيث تم الإعلان عن أن استشهادهم جرى في مهمات جهادية! علما أن تعبير المهمات الجهادية يعني: اشتراكهم في المعارك الدائرة ضد الجيش السوري الحر، أو المساهمة بحماية مرقد السيدة زينب والمراقد الشيعية الأخرى في سوريا، لأن تعبئة العراقيين الشيعة تقوم على أساس أن الجيش الحر وثوار سورية يريدون هدم المراقد الشيعية في سورية، وخاصة مرقد السيدة زينب، فقد أطلقت (كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق) قبل أيام حملة جديدة للتطوع في مناطق عدة من بغداد ومحافظات الجنوب الشيعي للانضمام إلى ميليشيا كتيبة (أبو الفضل العباس)، وميليشيات أخرى تتواجد في دمشق لإسناد قوات النظام السوري في مواجهة الجيش الحر، مشيرة إلى أن مئات العراقيين الشيعة أبدوا استعدادهم للسفر إلى سوريا، لحماية مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، والمساهمة بأي مهام قتالية يتم تكليفهم بها، وكل ذلك يتم من خلال دعم لوجستي يقدمه المالكي إلى بشار ونظامه..
حيث وصل في هذه الأيام إلى سورية أكثر من 500 عنصر من ميليشيات (كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق)، وصلوا إلى مطار بيروت قادمين من مطارات البصرة والنجف وبغداد، وتم نقلهم إلى الأراضي السورية برا، تحت عنوان حماية مرقد السيدة زينب، بينما غايتهم الأساسية تتركز على تطويق حمص من جهة الزبداني وسرغايا، ومن بين من وصلوا إلى سوريا قيادات مهمة في الميليشيات الموالية لإيران، ومن أبرزهم أركان محمد علي الحسناوي، وشقيقاه بشار وحازم، فضلاً عن كل من حسين الأسدي وحميد ابن سنية، والذين سيتولون قيادة الميليشيات في سورية.
إن مصير بشار والمالكي مرتبط ببعض، لأن كلاهما تابع لإيران، ويأخذ أوامره منها، لذا يقوم الأخير بتسخير موارد العراق للقضاء على الثورة السورية، لكي لا تمتد للقضاء عليه في العراق.
سارة علي -10/5/1434 هـ