مُلحِد... لكنه طائفي!

ولم يَدَعْ هذا الملحد لنا فرصة لتحديد ما يعنيه بالإسلام، فهو يحصر كراهيته البشعة في أهل السنة والجماعة، ولديه استعداد للتفاهم -بل التعاون- مع سائر المِلَل والنِّحَل والأهواء والأفكار باستثناء الإسلام الصحيح الذي يمثله أهل السنة.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


ليس في العنوان غلط مطبعي ولا تلاعب بالألفاظ لتشويق القارئ كحيلة صحفية تقليدية!!

أبداً فالعنوان المكون من كلمتين فقط دقيق كل الدقة في التعبير عن محتواه، فنحن هنا نقدم "نموذجاً" على مخازي التغريبيين الذين يُفْرِطون في تقليد الغرب إلى حد التباهي بالإلحاد والسفاهة في تناول معتقدات الأمة بألفاظ نابية، لكنهم عند التمحيص طائفيون موتورون وما دعاوى الكفر المطلق بجميع العقائد سوى ستار لإخفاء مكنونات صدورهم الحاقدة.

ففي يوم الجمعة 26/5/1432هـ الموافق ‏29‏/04‏/2011م استضافت قناة الحوار الزنديق نضال نعيسة الذي لطالما تباهى بإلحاده وإلباسه ثوباً "علمياً" دجالاً، وسبق لصاحب الاتجاه المعاكس أن قام بتلميعه منذ سنوات على أنه "مناضل حقوقي" ومعارض سياسي يشكو من اضطهاد النظام السوري له، ثم فوجئ المشاهدون بأن عدوه الوحيد هو الإسلام ليس غير!!

ولم يَدَعْ هذا الملحد لنا فرصة لتحديد ما يعنيه بالإسلام، فهو يحصر كراهيته البشعة في أهل السنة والجماعة، ولديه استعداد للتفاهم -بل التعاون- مع سائر المِلَل والنِّحَل والأهواء والأفكار باستثناء الإسلام الصحيح الذي يمثله أهل السنة.

وها هو اليوم في قناة يبدو أنها تنطق باِسم جماعة تنتسب إلى الإسلام، ليمضي في بث سمومه ونشر ضغائنه، من خلال فضح نفسه بنفسه، ويقدم لنا هويته الفعلية من غير ظلال ولا رتوش.

فموضوع الحديث ثورة الشعب السوري ضد نظام الجور الطائفي الدموي المتسلط على رقاب السوريين منذ 41 عاماً. والرجل -باختصار شديد- يؤيد  "النظام الجمهوري - الوراثي" العائلي الطائفي، بالرغم من ممارساته القائمة على المزاوجة بين قهر المواطنين ونهب الوطن!!

ولذلك لم يجد نعيسة غضاضة في أن يصدق كل أكاذيب النظام عن المتظاهرين بل يمضي أكثر منه فيتهم جميع المتظاهرين بأنهم عملاء يُحرِّكهم المال السعودي والحريري، وحاول تصوير الثورة على أنها مقصورة على درعا وعلى أهل السنة!!!

ولم يقف عند الافتراء والكذب في ذلك، وإنما أضاف إلى تلفيقاته شتماً مقذعاً لمحافظة درعا وأهلها الذين وصفهم رئيسه بشار -وقد صدق وهو كذوب- بأنهم أهل النخوة والكرامة!!

أي أن رأس النظام الذي يتملقه مُدَّعي المعارضة هذا يعترف -ولو كذباً وتقيةً- بأن أهل درعا أهل المكرمات بينما يرمي نعيسة الوضيع كل ما يتصف به وأشباهه  يرمي به أهل الشرف والمروءة والرجولة!!

ثم يُكشّر الطائفي المتستر بالإلحاد عن أنيابه ليفرغ ضغائنه السوداء على الصلاة بعامة وصلاة الجمعة بخاصة!! فهو يتساءل باشمئزاز: لماذا لا يتظاهرون إلا بعد صلاة الجمعة؟ ولماذا تخرج من المساجد؟

وتناسى الحقير أن نظامه لا يسمح للناس بأي تجمُّع فحتى مباريات الرياضة أوقفها لئلّا يتجمع المواطنون ويخرجون للاحتجاج على مظالم نظام القمع الطائفي الصلف. وهل يريد منهم الخروج من الكنائس مثلاً؟ أرأيتم مقدار حقده على الإسلام أصلاً وفروعاً، ديناً وأتباعاً؟

ويمضي نعيسة في هرائه فيتهم كل من يعارض النظام بأنه "طائفي"، الأمر الذي ينطبق عليه المثل القديم: رمتني بدائها وانسلّتْ!! فهل الشعب الذي يرفع شعارات (الشعب السوري واحد) هو الطائفي، والنظام الذي يحتكر المواقع المفصلية في سائر أركان الحكم ومواضع السيطرة على ثروات البلد هو النظام البريء من الطائفية؟

وشاء الحق سبحانه أن يأتيه رد غير مباشر وغير مقصود يخزيه ويفضح أكاذيبه، وذلك بعد عرض صفاقاته بقليل، إذ تحدثت الناشطة الحقوقية منتهى سلطان الأطرش على قناة أورينت بنقيض مزاعمه كلها.

ولعلنا نتذكر مظاهرات الدروز في الجولان الذين يرزحون تحت الاحتلال الصهيوني فقد خرجوا يحتجون على ممارسات النظام الأسدي!!

هؤلاء الذين تركهم النظام الذي يتشدق بالمقاومة تركهم فريسة للعدو فلم يطلق طلقة واحدة لتحريرهم!!

إن نضال نعيسة ليس سوى نموذج للعلمانيين العرب فالعداء للدين عندهم لا يعني غير الإسلام ولذلك فإن طائفيتهم أشد وقاحة من الطائفيين الصُّرَحاء!!!

مهند الخليل