المفاتيح العشرة للتربية الناجحة

من الهام أن نقوم بعملية التهذيب بأسلوب يغرس الشعور بالمسئولية، من خلال تحفيز أطفالنا داخليًا لبناء ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم على الشعور بأنهم محبوبين، فإذا ما تمت تربية أطفالنا بهذا الأسلوب، فلن تكون لديهم أية حاجة للجوء إلى العصابات الإجرامية، أو إدمان المخدرات، أو الجنس للشعور بالقوة أو الانتماء، وتعتمد المفاتيح العشرة التالية على وسائل قد ثبتت فاعليتها في إمداد الطفل بشعور من السعادة والأمان..

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -


من الهام أن نقوم بعملية التهذيب بأسلوب يغرس الشعور بالمسئولية، من خلال تحفيز أطفالنا داخليًا لبناء ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم على الشعور بأنهم محبوبين، فإذا ما تمت تربية أطفالنا بهذا الأسلوب، فلن تكون لديهم أية حاجة للجوء إلى العصابات الإجرامية، أو إدمان المخدرات، أو الجنس للشعور بالقوة أو الانتماء، وتعتمد المفاتيح العشرة التالية على وسائل قد ثبتت فاعليتها في إمداد الطفل بشعور من السعادة والأمان..

1- اهتمي بنوعية وقتك معه:
تتأثر ثقة طفلك بنفسه إلى حد كبير بنوعية الوقت الذي تقضيه معه، وليس بمساحة هذا الوقت، فنحن في خضم حياتنا المزدحمة كثيرًا ما نفكر في ما هو الشيء التالي الذي يتعين علينا القيام به، بدلاً من تركيز الاهتمام بنسبة 100% على ما يريد الطفل قوله لنا.

وفي أحوال كثيرة إما نتظاهر بأننا نستمع بآذان مصغية، أو أننا نتجاهل محاولات الطفل للتواصل معنا.
والاهتمام السلبي بالطفل -سواء بعقاب أو صياح.. إلخ- هو أفضل من تجاهله، إننا إن منحنا طفلنا لحظات لقاء صادقة على مدار اليوم، سيكون أقل احتمالاً أن يتصرف على نحو غير لائق.

ومن الهام أيضًا أن ندرك أن المشاعر ليست دائمًا صواب أو خطأ، إنما تؤخذ كما هي، ولذلك فعندما يقول لك طفلك: "إنك لا تقضين معي أي وقت يا أمي"، -حتى إذا كنت انتهيت توًا من اللعب معه- فإنه يعبر فقط عما يشعر به، ومن الأفضل في مثل تلك الأوقات أن تؤيدي شعور طفلك وتقولي له: "نعم، أشعر كأننا لا نقضي معاً وقتًا كافيًا".

2- استخدمي الأعمال وليس الأقوال:
تفيد الإحصاءات أننا نحمل أطفالنا أكثر من 2000 مطلب إلزامي يوميًا؛ فلا عجب إذا صاروا مصابون بـ(صمم أسري)! وبدلاً من الضجر والصياح، اسألي نفسك: ما الذي يمكنني أن أفعله؟ على سبيل المثال، إذا كنت قد تحدثت مع طفلك مرارًا بشأن عدم طيه لجواربه بعد خلعها، فما عليك إلا أن تغسلي فقط الجوارب المختلفة غير المطوية، فالأعمال أعلى صوتًا من الأقوال.

3- امنحي طفلك الوسائل الملائمة للشعور بالفاعلية:
يحتاج الأطفال للشعور بالفاعلية، فإذا نجحت في منحهم وسائل ملائمة للشعور بفاعليتهم، فإنك ستقللين من مشاجرات فرض القوة داخل أسرتك، ومن بين الوسائل التي تساعد الطفل على الشعور بالفاعلية والأهمية هو طلب نصيحتهم ومنحهم خيارات، والسماح لهم بطهي جزء من وجبة أو إتمامها كاملة، أو مساعدتك في التسوق والشراء، فهو يمكنه أن يغسل أطباقًا بلاستيكية، أو يغسل الخضراوات، أو يضع الفوط فوق السفرة، إننا غالبًا ما نقوم بهذه الأعمال بدلاً منهم، لأننا نؤديها على نحو أكثر دقة، إلا أن النتيجة في النهاية تكون شعورهم بعدم الأهمية.

4- اعتمدي على استخدام النتائج المنطقية المترتبة:
قومي بسؤال نفسك: "ماذا يمكن أن يحدث إذا لم أتدخل في هذا الموقف؟"
مثال على ذلك: إذا نسي طفلك غداءه، فلا تقومي بإحضاره إليه، بل اسمحي له بإيجاد حل، وتعلم أهمية أن يكون مسئولاً عن نفسه، فإذا تدخلنا نحن عندما لا يكون هناك داعيًا لذلك، فإننا نحرم الأطفال من فرصة التعلم من النتائج التي تترتب على ما يقومون به من تصرفات. ولكن بالسماح للنتائج أن تحل محل الكلمات، فإننا نتجنب تعكير صفو علاقاتنا بالتذمر والتذكير المبالغ فيه.

5- ما الرسالة التي يريد طفلك توصيلها:
غالبًا ما يكون الأطفال الذين يقومون بتصرفات سلوكية سيئة، يحاولون توصيل رسالة باحتياج معين يفتقدونه.
فربما يشعر طفلك بالضجر، أو الملل، أو الوحدة، أو عدم الاهتمام، إن الأطفال الذين يتم إشباع حاجاتهم يكون احتمال قيامهم بسلوكيات سيئة أقل من غيرهم.

6- انسحبي في حالة المشاجرة:
إذا كان طفلك يختبرك من خلال نوبة غضب، أو كان غاضبًا، أو تحدث إليكِ على نحو خارج عن حدود الاحترام، فسيكون من الأفضل لو تغادري الغرفة، وتقولي له أنك في الغرفة المجاورة إذا أحب أن يتحدث على نحو آخر، قولي له ذلك بنبرة صوت هادئة ومحايدة.

وفي هذا الصدد يوجه بعض خبراء التربية الإسلامية نصيحة للأم في هذه الحالة، بأن تصمت وتبدي استيائها وتترك له الغرفة، لتعود بعد ذلك ناصحة له ومبينة لخطئه؛ أما لو تمادى وخرج عن حدود الأدب المشروع، ولم يلق بالاً لموقفها، فعندئذ يجب مضاعفة العقوبة له بعد توضيح سببها.

7- حاولي الفصل بين التصرف وفاعله:
امتنعي عن إخبار طفلك أنه سيء؛ فذلك يطعن في ثقته بنفسه، ولكن ساعدي طفلك على إدراك مدى محبتك له، وأن فقط بعض تصرفاته هي التي لا يمكنك التسامح معها، ومن أجل تنمية تقدير صحي للذات لدى الطفل، يتعين أن يدرك أنه يحظى بمحبة لا تخضع لأي قيد أو شرط أيما كان ما يفعله، ولا تحاولي التأثير على طفلك بحرمانه من محبتك له؛ وعندما يساورك الشك، اسألي نفسك، هل كان عقابي عاملاً مساعدًا في بناء ثقة طفلي في نفسه أم لا؟

8- كوني عطوفة وحازمة في نفس الوقت:
لنفترض أنك أخبرت طفلك ذي الخمس سنوات أنه إذا لم ينته من ارتداء ملابسه عند توقف مؤقت الوقت، فإنك ستأخذيه إلى السيارة وأنه قد يكمله إما في السيارة أو في المدرسة.

فإذا لم يتجاوب طفلك ويرتدي ملابسه في غضون الوقت المحدد، قومي بمجرد توقف المؤقت بحمله على نحو ودود، ولكن بحزم نحو السيارة؛ وإذا ساورك الشك، اسألي نفسك، هل قمت باستخدام الخوف أم الحب في التأثير على طفلي؟

9- تعهدي طفلك بالرعاية وتذكري هدفك الأساسي:
يمارس معظمنا مسئولية التربية، من خلال أساليب تعتمد على فكرة وضع الموقف تحت السيطرة بأسرع ما يمكن، إننا نبحث عن الحل الملائم وهذا في كثير من الأحيان يُنتج أطفالاً يعانون من القهر وعدم الانضباط، لكننا لو تعلمنا أن نربي أبناءنا بأسلوب يضع في الاعتبار: ماذا نريد أن يكون عليه طفلنا عندما يصبح ناضجًا؟ سنفكر على نحو أكثر عمقًا في أسلوب التربية الذي ننتهجه، فالضرب على سبيل المثال، يُعلم الأطفال الاعتماد على الأفعال العدوانية للحصول على ما يرغبون فيه.

10- كوني ثابتة على المبدأ وواصلي ما بدأتيه:
إذا كان لديك اتفاق مع طفلك بعدم شراء الحلوى عند الذهاب إلى محل البقالة، فلا تستسلمي لتوسلاته، أو دموعه، أو مطالبه أو عبوس وجهه؛ فسوف يتعلم طفلك أن يُكن لك مزيدًا من الاحترام إذا كنت تنفذين ما تقولي وتثبتين على المبدأ.


شيماء نعمان