خطى إيمانية
إنها نصيحته صلى الله عليه وسلم ووصيته، يقدمها لكل مؤمن أراد الثواب الجزيل والأجر العميم المستمر غير المنقطع، ولمن أراد الصدقة الجارية، والعلم النافع الذي يتركه لينتفع به في الحياة وبعد موته.
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
إنها نصيحته صلى الله عليه وسلم ووصيته، يقدمها لكل مؤمن أراد الثواب الجزيل والأجر العميم المستمر غير المنقطع، ولمن أراد الصدقة الجارية، والعلم النافع الذي يتركه لينتفع به في الحياة وبعد موته.
وصيته صلى الله عليه وسلم لعلي ابن ابي طالب عندما أعطاه الراية يوم خيبر إذ قال له: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» (البخاري).
إنها نصيحة استنفار لكل صادق يرجو ثواب الله، ويريد نشر فكرته النورانية الوضاءة، فالداعية إلى الله يخطو إلى الجنة بكل خطوة يخطوها بينما هو يدعو إلى الإسلام وقيمه ومبادئه وعقيدته وشريعته.
إنه كذلك يرتقي بفعله الذي هو الدعوة إلى الله رقيا لايدانية رقي، فمهما عمل المدعو من عمل صالح كان قد علمه له الداعية فللداعية مثل أجره، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» (رواه مسلم). فالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة المرسلين قال الله تعالى: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
والعبد الصالح يرتجي صلاح مجتمعه وإخراجه من عبودية المادة إلى عبودية الله الواحد القهار، حيث سعة الدنيا والآخرة، وحيث الخير الظاهر والباطن، وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم سيد الدعاة إلى الله، قال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَة..}َ [الجمعة:2].
وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].
وقال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً} [الفتح:28]. إنها رسالة الشرف والعزة، ووظيفة الأنقياء الأتقياء، مهما لقوا من عنت ومهما قابلوا من آلام، ومهما أعرض الناس عنهم، قال صلى الله عليه وسلم: «يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك..» (الحديث رواه أحمد وابن ماجه).
والداعية إلى الله مقامه مقام خير أينما حل، فيتقزم الباطل ويزهق، ويعظم الحق ويظهر، قال سبحانه: {لَوْلَا كَانَ مِنْ الْقُرُون مِنْ قَبْلكُمْ أُولُو بَقِيَّة يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَاد فِي الْأَرْض إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ..} [هود:116]. وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } [القصص:59]. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
لقد جاءت رسالة رسولنا الخاتمة بالأمر بكل معروف، والنهي عن كل منكر، والبعد عن كل فساد في الأرض قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة:204، 205]. إن حركة الدعاة إلى الله عبر القرون قد أفادت العالم كل العالم، وتعاليم الإسلام التي جاءت بالفضيلة والإحسان ونبذ الظلم، وإقامة العدل قد استفاد منها كثير من الأمم والشعوب، فأصابوا ما أصابوا من إنجازات وتقدم، وجدير بأمتنا عبر الدعم الكامل واللا محدود لحركة الدعوة إلى الله في ربوع الأرض أن تعود لمكانتها الرائدة على مستوى القيم والمبادىء، والتنفيذ والتطبيق لمفاهيم الإصلاح المأمورة به في دينها.
خالد رُوشه - 27/5/1434 هـ