ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون

ناصر بن يحيى الحنيني

حديثنا اليوم عن دور المرأة الذي بيَّنه الإسلام وهو عنوان سعادتها وطريق خلاصها وطوق نجاتها مما ألمّ بها في الأزمان المتأخرة، ولولا أن العدل فريضةٌ لازمةٌ، وأمر محكم لكان النساء أحق بالتفضيل والتكريم من الأبناء، وذلك لما رواه ابن عباس مرفوعاً: «سَوُّوا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مُفَضِّلاً أحداً لفضلتُ النساء».

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

 

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من إنس ولا جان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله بُعث بالخير والرحمة لبني الإنسان، والصلاة والسلام على المبعوث من نسل عدنان وعلى آله وصحبه المبشََّرين برضا الديان ودخول واسع الجنان ومن تبعهم بالهدى والخير والإحسان إلى يوم العرض على الرحمن، أما بعد..

فإن الله عز وجل لمّا خلق الذكر والأنثى باين وغاير بينهما كما قال سبحانه: {وَلَيْسَ الذَّكَرُكَالْأُنثَىٰ} [من آل عمران: 36]، فلما شرع الشرائع وقسم المهام والواجبات جعل المهام والواجبات متناسقة ومتوائمة مع خِلْقة وطبيعة كل منهما، فلم يكلف المرأة مهاماً فوق طاقتها أوبما لا يتوائم مع طبيعتها بل كلفها بما هو من طبيعتها وفطرتها التي أشرنا إليها في خطبة مضت.
حديثنا اليوم عن دور المرأة الذي بيَّنه الإسلام وهو عنوان سعادتها وطريق خلاصها وطوق نجاتها مما ألمّ بها في الأزمان المتأخرة، ولولا أن العدل فريضةٌ لازمةٌ، وأمر محكم لكان النساء أحق بالتفضيل والتكريم من الأبناء، وذلك لما رواه ابن عباس مرفوعاً: «سَوُّوا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مُفَضِّلاً أحداً لفضلتُ النساء».
أيها المسلمون: إن الله عز وجل لما رحم هذه الأمة بهذا الدين وشريعته الخالدة كان من أولى ما اعتنى به هو ما يخص المرأة.. فأكرمها إذ أهانتها الحضارات الأخرى، ورفع من شأنها وخفف التكاليف التي عليها، ورفع معنويتها وأعطاها حقوقها وكرامتها وإلى اليوم لم تستطع أي حضارة أن تعطي المرأة من الحقوق مثلما أعطاها الإسلام.

فإن كانت أُمَّاً.. فالإسلام قرن طاعتها وبرها بأصل الدين وعمود الملة وهو التوحيد، فقال جل شأنه: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [من الإسراء: 23]، وقد تتشوق النفس إلى الجهاد وتشرئب إلى منازل الشهداء، وتَخِفُّ إلى مواقع النزال، لكي تصرع في ميادين الكرامة أوتبقى في حياة السعداء ولكن حقَّ الأبوين في البقاء معهما، والإحسان إليهما مقدم على ذلك كله مالم يتعين الجهاد، روى أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي، فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويَّ يبكيان، قال صلى الله عليه وسلم: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما». وعن? رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رضا الرب في رضا الوالد، وسَخَطُ الربِّ في سَخَطِ الوالد».

وقد تغلبُك نفسك الأمارةُ بالسُّوء، أوتغلبك الشياطين من الإنس والجنِّ فتلتمس أسباب التكفير لتلك الذنوب، وموارد التطهير لتلك الأدناس، ففي رضا والدتك أعظم معين على ذلك.. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟. قال صلى الله عليه وسلم: هل لك من أُمٍّ؟، قال: لا، قال: هل لك من خالةٍ؟، قال: نعم، قال: فبرَّها». بل أوجب برها والإحسان إليها ولو لم تكن مسلمة.. {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [من لقمان: 15].

ويتسع صدرُ المؤمن للإحسان لمن كانت سبباً في وجوده وإن خالفَته في الدِّين وتنكَّبتِ الصراط المستقيم، فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: «قدمت علىَّ أمي وهي مشركةٌ فاستفيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: قدمتْ أمي وهي راغبة، أفأَصِلُ أمي؟. قال: نعم صلِ أمَّكِ».

وإن كانت بنتاً أوجب رعايتها والاهتمام بها وصيانتها، وأوجب حسن تربيتها وتأديبها ورتب عليه الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاثُ بنات، أوثلاثُ أخواتٍ، أوبنتان، أوأختان فأحسن صحبتهن وصبر عليهن، واتقى الله فيهن دخلَ الجنة» (رواه أبو سعيد الخدري).
وإن كانت أختاً أوجب العدل بينها وبين أخواتها وإخوانها، وهكذا فهي محفولة مكفولة الحقوق حتى تلقى ربها، ولقد شنع القرآنُ على أصحاب العقائد المنحرفة الذين يبغضون الأنثى، ويستنكفون عنها عند ولادتها، فقال سبحانه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58،59].

ولا يتسع المقام لذكر جوانب تكريم المرأة في الإسلام، ولكن نشير إلى قضية مهمة، وهي أن الإسلام جاء بذكر المهام الرئيسية للمرأة ولم يمنعها من الأعمال الأخرى إذا لم يكن فيها ضرر عليها أوعلى المجتمع.. فإلى شيء من مهامها كما أشار إليها ربنا جل وعلا في كتابه أوعلى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:

الوظيفة الأول?.. المرأة سر سعادة الرجل ونجاحه:
إن أعظم مهمة يجب أن تتنبه لها المرأة هي أن تكون سبباً في سعادة شريك حياتها ورفيق دربها، فتشاركه في أفراحه وتواسيه في أتراحه، هي الحضن الدافئ عند غلبة الهموم وتكالب الغموم، وهي النور عند اشتداد الظلمة وكثرة الغيوم، فهذه أم سليم رضي الله عنها لما توفي ابنها الصغير، كيف عملت حتى تهون المصيبة على زوجها؟.. لقد كان الذي يهمها أن تسعد زوجها وتخفف عليه أعباء الحياة، فقد عرفت أم سليم مهمتها ووظيفتها الحقيقية، فلقد أخفت أم سليم خبر موت ابنها عن زوجها وأدخلت السرور عليه، ثم أخبرته بشكل متدرج ذكي حتى تقبل ما فعلته، وهانت المصيبة عليه.

إن سعادة الحياة الزوجية وقوام الأسرة المثالية هو بالمرأة إذا قامت بمهمتها وجعلتها من أولى اهتماماتها، فالإٍسلام جعل طاعة الزوج من أسباب دخول الجنة، بل إن من دعائم نجاح الرجل في حياته أن يعيش حياة مستقرة مع زوجة تقوم بحقوقه وواجباته وتعطيه ما يكفي من حنانها وحبها وصدقها، لأنه من فطرتها ولا يستطيع ذلك إلا الزوجة التي ارتبطت معه بالميثاق الغليظ والعهد والعقد الشرعي الذي به حلت له وحل لها، فالصديقة والخليلة لن تعطيه شيئاً من حنان صادق ولا محبة خالصة.. لن يستطيع ذلك إلا الزوجة والزوجة وحدها، ولهذا شدد الإسلام على المرأة كي تعطيه حقه الذي يشبع غريزته حتى لا يفكر في غيرها، وحتى ينمو حبها في قلبه وتتوطد العلاقة بينهما، فأوجب على المرأة أن تجيب زوجها إذا دعاها للفراش، وحرم عليها الامتناع لأنه سعادة وعفة لها ولزوجها، ولأنه أدوم للحب بينهما.

والمرأة لا يقتصر دورها على إشباع الرغبة الجنسية، بل يتعدى ذلك إلى الوقوف إلى جانبه عند نزول المصائب والمكروهات، فيجد الرجل تلك الزوجة الحنون تسليه وتهون عليه ما يلم به، بل وتقف وقفة معه، فإن نقص ماله صبرت معه، وإن مرض واسته، وإن حل به ما يحزن هونت عليه، فهذه خديجة رضي الله عنها كما روى البخاري وغيره لما نزل برسول الله الوحي وأتاها صلى الله عليه وسلم خائفاً مرتعباً هونت عليه، فقالت له: والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ وتعين على نوائب الدهر. فرفعت من معنوياته وهونت عليه المصيبة رضي الله عنها وأرضاها، فخديجة فقهت وظيفتها الأساسية ومهمتها الرئيسة.
والمرأة هي المستشار المؤتمن لزوجها عند الحيرة والاضطراب، وعند تزاحم الواجبات وكثرة الصعاب، فالتاريخ يذكر لنا قصة الزوجة الحكيمة والمستشارة اللبيبة أم سلمة زوجة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية لما تباطأ الصحابة في الاستجابة لأمره بأن يحلوا إحرامهم فدخل عليها مهموماً، فأشارت عليه بأن يحلق أمامهم وسوف يبادرون للاقتداء، فأخذ برأيها فكان سبباً في إ?الة الهم عن زوجها صلى الله عليه وسلم.

الوظيفة الثانية.. مربية الأجيال ومصنع الأبطال:
إن أعظم وظيفة تضطلع بها المرأة أن تعطي من شفقتها وحنانها الذي فطرت عليه ـ ولا يوجد مثله عند الرجل ـ أن تعطيه لأبنائها، ويبدأ هذا كله من حين ولادة الطفل فإرضاعه الرضاعة الطبيعة، هو جزء من مهمة المرأة الذي به تستقيم طبيعتها وتكمل بها شخصيتها وتشبع فطرتها، فالله أشار لهذا الأمر بقوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [من البقرة: 233]، فأوجب عليهن الرضاع رحمة بالمرأة وحفظاً لحق طفلها الذي به تقوى بنيته وتستقيم فطرته وتكمل شخصيته.

فالطفل يحتاج لحنان أمه، يحتاج لاهتمام كبير، يحتاج إلى من يقوِّم سلوكَه ويهذِّب أخلاقَه ويعدل انحرافَه، الطفل يحتاج إلى من يستمع إليه ويحل إشكالاته وما يجول في خطراته.. ولن يصبر ويقوم بهذه المهمة إلا أُمُّه التي تفرغت لأجله وعرفت مهمتها الأساسية، إن من أعظم أسباب الانحراف التي أصابت الأجيال المتأخرة في بلاد المسلمين وقبلهم في بلاد الكفار هو إخراج المرأة من بيتها وإهمالها لأبنائها، فلم يجدوا من يحل مشاكلهم ويشبع نفوسهم المتلهفة للحنان والعطف، فوجدوا بغيتهم في قنوات هابطة ورفقة سيئة وشهوات محرمة فكثر الإجرام، واختل الأمن، وتفكك المجتمع.. كل ذلك بسبب تخلي المرأة عن دورها ووظيفتها الحقيقية.

ولما عرفت المرأة في الأزمان المتقدمة مهمتها وتفرغت لها نجحت في تكوين جيل استطاع أن يسود العالم كله، فقد سطر لنا التاريخ أمهات عظيمات أخرجن عظماءً كانوا قادة وقدوة للأمة، فهذه أم سفيان الثوري تقول لابنها حاثّة له على العلم وطلبه: يا سفيان انظر إلى هذا العلم الذي تطلبه فإن زادك خشية وقرباً من الله فامضِ وإلا فلا.. فكانت النتيجة أن أخرجت لنا إماماً طبقت سيرته الآفاق، حتى كان يدعى بأمير المؤمنين في الحديث. وكذا الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب المشهور، والذي صبر في المحنة وكان من أئمة الدنيا المجددين ماذا كان يقول لنا عن والدته التي عرفت مهمتها ووظيفتها الحقيقية.

الوظيفة الثالثة.. المشاركة في نهضة مجتمعها:
لقد جاء الإسلام وأناط بالمرأة والرجل مهمة نهضة المجتمع المسلم، كلٌّ له مهمة يقوم بها، من هذه المهام ما يشترك فيه الجميع ومن المهام ما ينفرد به أحدهما عن الآخر، ومما ينفرد به الرجل عن المرأة أنه مكلف بالأعباء الثقيلة والتي لا تناسب المرأة لضعف بنيتها وغلبة عاطفتها، فالرجل كُلِّف بالقيادة والإمامة والجهاد، وهذا لا يناسب طبيعة المرأة الرقيقة الحنون الرحيمة التي لا تحتمل نفسيتها ولا تفكيرها مثل هذه الأمور، فقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: لكنَّ أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور، فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» (صحيح البخاري). والمرأة لها من المهام مالا يستطيعه الرجل كالعناية ببيتها وخدمة زوجها وتربية أطفالها وإرضاعهم والقيام على شؤونهم، وكذلك خدمة بنات جنسها مما لا يستطيع الرجل تقديمه.

وهناك من المهام ما يشترك فيه الجميع مثل العبادات ونصرة الدين والدعوة إلى الله، فالله عز وجل بين أن المرأة والرجل مطالبين على حد سواء في القيام بالعبادات {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36]، وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].
ولم يحرم الإسلام المرأة من حق نصرة الدين والدعوة إلى الله ونشر العلم، بل قصّ الله لنا عن نساء كن مثالاً وقدوة للعالمين في الصبر والثبات على هذا الدين، قال جل وعلا عن مثال النساء المؤمنات الصابرات الداعيات: {وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11].

وختاماً.. بعد أن عرفنا المهمة التي أنيطت بالمرأة كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم نخرج بالنتائج التالية :

أولاً: إن أي دعوة للمرأة لكي تهمل الوظيفة الرئيسة، والتي توافق فطرتها يجب الوقوف ضدها وبيان باطلها، وأنها ضرر وخطر يهدد المرأة والأسرة والمجتمع بأسره.

ثانياً: يجب علينا أن نعزز هذه الوظيفة ونغرسها في نفس المرأة منذ طفولتها في بيوتنا ومدارسنا ومناهجنا وفي إعلامنا، حتى تنشأ المرأة وهي تدرك مهمتها وتصبح جزءاً من ثقافتها وتكوينها ونتجنب التناقض الذي يسبب الاضطراب والتذبذب في شخصية أبنائنا وبناتنا فلا يسوغ أن تتناقض مناهجنا وبيوتنا مع ما يُبث في إعلامنا من الدعوات المحمومة إلى خروج المرأة من بيتها ومن أفلام وبرامج تزهد وتشوه صورة المرأة المربية المتفرغة لبيتها وزوجها!. إن ما يمارسه الإعلام هو بحق هدم للأسرة والمجتمع المسلم، والله المستعان.

ثالثاً: الإسلام لم يحرم على المرأة أن تعمل خارج منزلها في تدريس بنات جنسها أوفي مكان يضمن لها الستر والعفاف ولا يسبب لها الأذى ولا الفتنة، فالمرأة لها عقل وتفكير ومواهب يجب أن ننميها ونستفيد منها مثل الرجل .

رابعاً: لابد أن نقف مع المرأة لتشارك في المجتمع بكل ما تستطيع، فلابد من احترام رأيها والاستماع إليها ونتجنب ظلمها وتحقيرها وتسفيهها، وأن نكون أول المناصرين لحقوقها، فهذا مما يجب علينا كمسلمين، ولابد أن نعترف بوجود أخطاء يقوم بها بعض ممن ينتسب للإسلام لا لمجتمعات.
تقول الكاتبة (آرنون): لئن يشتغل بناتنا في البيوت خوادمَ خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل، حيثُ تصبحُ المرأة ملوثةً بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة.
 

 

المصدر: موقع الحنيني