صلاة التراويح
فضل صلاة التراويح وأحكامها...
- التصنيفات: فقه الصلاة -
أولا: تعريف التراويح لغة:
التراويح لغةً: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، وروَّحت بالقوم ترويحاً: صليت بهم التراويح.
وسُمِّيت بذلك لأن الناس كانوا يطيلون القيام فيها والركوع والسجود، فإذا صلوا أربعاً استراحوا، ثم استأنفوا الصلاة أربعاً، ثم استراحوا، ثم صلوا ثلاثاً.
ثانياً: تعريف التراويح اصطلاحاً:
التراويح اصطلاحاً: (هي قيام شهر رمضان).
مشروعية صلاة التراويح: أجمعت الأمة على مشروعية صلاة التراويح، ولم ينكرها أحد من أهل العلم، وظاهر المنقول أنها شرعت في آخر سني الهجرة.
الدليل:
عن عائشة رضي الله تعالى عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها» (أخرجه: البخاري، ومسلم)، فهذا يُشعِر أنَّ صلاة التراويح لم تُشرَع إلا في آخر سنيِّ الهجرة؛ لأنه لم يرد أنه صلاها مرة ثانية ولا وقع عنها سؤال.
حكم صلاة التراويح: صلاة التراويح سنة مؤكدة.
الأدلة:
1- قال أبو هريرة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (أخرجه: البخاري، ومسلم).
2- عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرَض عليكم قال: وذلك في رمضان» (أخرجه: البخاري، ومسلم).
3- وحكى الإجماع على سنيتها (النووي، والصنعاني).
حكم صلاة التراويح في المسجد: السنة في التراويح أن تُؤدَّى جماعةً في المساجد، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة).
الأدلة:
1- عن عائشة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم -قال- وذلك في رمضان» (أخرجه: البخاري، ومسلم).
وجه الدلالة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة التراويح بالجماعة، ولم يمنعه من الاستمرار بالجماعة إلا تخوفه أن تُفرَض على الأمة، ومعنى ذلك أن فعلها جماعة سنة.
2- عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارئ قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم إلى أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل -يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله-) (أخرجه البخاري).
حكم صلاة التراويح في المسجد للنساء:
الأفضل للمرأة أن تصلي قيام رمضان في بيتها، إلا إذا خشيت التفريط في القيام أو ضياعه، أو كانت صلاتها في المسجد أخشع لها وأنشط، فصلاتها في المسجد حينئذٍ أفضل، بشرط التزام الحجاب الشرعي، وترك الزينة والتطيُّب إلى غير ذلك من الضوابط الشرعية لخروجها..
الأدلة:
1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خيرٌ لهن» (مسند أحمد: 7/232، إسناده صحيح).
2- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: "«صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام ليلة، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح -أي السحور- ثم لم يقم بقية الشهر» (صحيح أبي داود: 1375)، ففي قول أبي ذرٍ رضي الله عنه "جمع أهله ونساءه" دلالةٌ على مشروعية صلاة النساء للتراويح جماعةً في المسجد.
فضل صلاة التراويح:
أولاً: صلاة التراويح سببٌ لغفران الذنوب..
الدليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (أخرجه البخاري، ومسلم).
ثانياً: من صلى التراويح مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلةٍ كاملة..
الدليل: عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام ليلة» (صحيح أبي داود: 1375).
عدد ركعات صلاة التراويح:
الأفضل أن تكون إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع تطويلها، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن عدد ركعاتها عشرون ركعة (1180)، ومنهم من زاد على ذلك إلى ست وثلاثين ركعة (1181)، والأمر في ذلك واسع وكله جائز، وهو اختيار (ابن تيمية، والصنعاني، والشوكاني، والشنقيطي، وابن باز، وابن عثيمين)
الأدلة:
1- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً" (أخرجه البخاري ومسلم).
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة -يعني: بالليل-" (أخرجه البخاري ومسلم).
3- عن ابن عمر: «أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى» (أخرجه البخاري، ومسلم).
القراءة في صلاة التراويح..
قراءة القرآن في صلاة التراويح مستحبةٌ باتفاق أئمة المسلمين دون تحديدٍ لمقدار القراءة فيها، فالأمر فيه واسع؛ وذلك لأنه لم يرد ما يدل على تحديده، واستحب بعض أهل العلم للأئمة أن يُسمِعُوا المأمومين جميع القرآن في قيام رمضان إذا لم يشق على الناس.