دماء الشهداء تفضح الانقلاب

شاء الله - عز وجل - بإرادته الغالبة وحكمة قدره البالغة، أن يكشف بما جري من الدماء الزاكية عما دُبّر بليل من تحالفات..، وما آلت إليه من انقلاب دموي عصف بالمسار الديمقراطي والحرية، وبكل مكتسبات ثورة 25 يناير، وأعاد البلاد إلي العبودية وحكم الدولة البوليسية..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -


شاء الله - عز وجل - بإرادته الغالبة وحكمة قدره البالغة، أن يكشف بما جري من الدماء الزاكية عما دُبّر بليل من تحالفات..، وما آلت إليه من انقلاب دموي عصف بالمسار الديمقراطي والحرية، وبكل مكتسبات ثورة 25 يناير، وأعاد البلاد إلي العبودية وحكم الدولة البوليسية بكل أجهزتها العنيفة القمعية. كما شاء الله - سبحانه - وتعالى أن تكشف المجازر البشرية عن سقوط مزاعم قادة الانقلاب وما ادّعوه - من قبل من أقوال في صيانة الدماء، فقد صرح قائد الانقلاب العسكري بقوله:" لن نكون رجالاً وباطن الأرض خير لنا من ظاهرها، إن رُوّع مصري ولم نحمه "، وقال أيضا: " لقد عهدنا الله أن نلقاه وأيدينا لم تتلطخ بالدماء ".

ونتساءل، هل ما سال بغزارة من الدماء، يتسق مع ما سبق من أقوال، أو مع تفويض الشرفاء الأمناء على حد وصف قائد الانقلاب من المصريين لقائد الانقلاب بالقضاء على الإرهاب؟! كما صرّح مَن انسحب من كل الانتخابات، وأصبح نائباً لرئيس الوزراء بقوة الدبابات بقوله - عندما سقط قتيل إبّان الرئيس الشرعي المنتخب -: " لقد سقطت شرعية الرئيس "، وقال أيضاً: إن استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين السلميين - وإن خالفوا القانون - همجية ووحشية ".


ونتساءل هنا أيضاً - هل فقد على حسب ما صرّح - شرعيته المغتصبة الزائفة هو ومن معه من قادة الانقلاب بعد استخدام القوة المفرطة والهمجية الوحشية في غزارة الدماء، أم أصبحوا فوق القانون الذي أُهدر والحساب؟! وأخيراً طلع علينا وزير الداخلية بتصريحاته الذكيّة بعدما جرت أنهار من الدماء الزاكية، بقوله: " إن الداخلية في تاريخها كله لم توجه رصاصاتها لصدر أي مواطن ".

ونكرر التساؤل، هل يتسق هذا التصريح مع عصر السماوات المفتوحة التي توثّق كل ما يحدث بالصورة، ومع شهادة الأطباء بأن جُلّ الشهداء قد سقطوا برصاصات في الصدر والرأس من قناصة الداخلية، أم مع الاستخفاف بالعقول في تصديق الادعاءات المزعومة في صيانة الدماء المعصومة؟! والعجيب أن وراء هؤلاء من قادة الانقلاب جيشاً من الإعلام المأجور الفاجر الذي لا يجيد إلا الكذب والتزوير، وبث بذور الكراهية بالشحن والتحريض، وعلمانيين كذبة، يحرّفون الكلم عن مواضعه، ويحاولون إهالة التراب على تراث الأمة وتاريخها ولو تحالفوا مع مردة الجن وشياطينها.


ومهما حاول هؤلاء أن يزيّنوا سوء الأعمال، ويجمّلوا قبح الأفعال، بالكذب والادّعاء، فقد عرّي الانقلاب وما جري معه من أنهار الدماء، العقول التي شاخت في الضلال، والنفوس التي رتعت في الفساد، والأيدي التي تلطخت وتلوثت بالدماء، والقلوب التي امتلأت بالأحقاد والشحناء، والضمائر التي غابت فكانت قرة عين لبني صهيون والأعداء. !

ورحم الله الشهداء الذين فضحت دماؤهم الزاكية ما دبر بليل من تحالفات بين من قاموا بالانقلاب. !


إبراهيم التركاوي