لماذا انقلب الانقلابيُّون؟

الإجابةُ عزيزي القارىء هي: لقد انقلب الانقلابيُّون لأنهم أصلا منقلبون!!

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


سأعطيك الإجابةَ قبل أن تقرأ المقالة لأوفر عليك العناء؛ فتذهب سريعًا بعيدًا عن حقائقي المرَّة لتبحث عن أي كذبة مُريحة تُصَدِّقها!

الإجابةُ عزيزي القارىء هي: لقد انقلب الانقلابيُّون لأنهم أصلا منقلبون!!

منقلبون.. ينقلبون على المفاهيم التي يزعمون حراستها، وينقلبون على الأيديولوجيا التي يدَّعونها.

منقلبون على شعاراتهم الخاصة قبل أن ينقلبوا على حكم الإسلاميِّين! بل قبل أن ينقلبوا على الإسلام! فهم منقلبون على أنفسهم، منتكسون عن رسمهم الأول، مفتونون عن غايتهم الأساسية، خائنون لعهدهم الذي طالموا قطعوه وأعلنوه!
الانقلابيُّون كلهم كذلك.. كلهم منقلبون!

الجيش، المخابرات، الشرطة، البلطجية، بعض دعاة الدعوة السلفية، الأزهر، الكنيسة، العالمانيون، وكل من انقلب على ظهره من الدهماء أو انقلب رأسه إلى الأرض ورجلاه إلى السماء!

جيش يعمل منذ أربعين سنة حارسًا لحدود إسرائيل وسجَّانًا لمسلمي فلسطين. فلماذا تعجب حين يقتل (جيش سوسن) المسلمين في مصر ويمسح دماءهم في مسلمي فلسطين؛ حمايةً لأمن إسرائيل؟!

ومخابرات حربية فتحت زنزانة سليمان خاطر تقبَّله اللهُ فتحتها للمخابرات الإسرائيلية لتقتله انتقامًا من دفاعه عن حدود بلاده وقتله من اعتدى عليها من جنود إسرائيل. فلماذا تعجب حين ينتفض رئيس المخابرات الحربية السابق (الممثل العاطفي) ويضع رئيسَه في السجن ليُخرج مبارك إلى الحرية والبراءة؛ وما ذلك أيضًا إلا حمايةً لأمن إسرائيل؟!

ومخابرات عامة تنشغل بقِوَادة ليالي أمراء العرب الحمراء مع الفنانين والفنانات المصريِّين؛ فلماذا تعجب حين تتآمر (مخابرات القِوَادة) مع هؤلاء الأمراء ليغتصبوا مصر كلها اغتصابًا؛ وهم سكارى من دماء أبنائها المذبوحين عند أرجل السرير؟!

وشرطة كانت وظيفتها الحقيقية هي حماية المجرمين وإخراجهم من كل مأزق؛ فلماذا تعجب حين تنقض الشرطة على مصر كلها لحماية كبار المجرمين والطواغيت؛ أليس أولى بـ (كلاب الحراسة) أن تحرس السادة الصانعين بدلاً من مجرد التواطؤ مع شركاء الجريمة؟!

وبلطجية كانت وظيفتهم أن يكونوا الأذرع التنفيذية للشرطة في تجارة المخدرات والدعارة والسلاح وكل جريمة؛فلماذا تُذهل حين يضربونك بالرصاص نيابة عن الشرطة؛ تمامًا كأن البلطجي هو (إصبع الضابط) حين يضغط الزناد؟!

وهل كان الأزهر يومًا إلا هيئة منح الفتاوى لكل من أراد، وكل فتوى بفرخة! أفتعجب اليوم حين يقوم الطيب السوربوني بتحليل دماء المصريين كلهم للانقلابيين كأن مصر (عشة كبيرة) وكل أهلها (فراخ) إنه لا يفهم الأحداث إلا بمفهوم (الفتوى بفرخة) فأطردَ تطبيقَه على المصريين جميعًا ليس إلا؟!

وكنيسة كان شعارها طوال ثلاثين سنة هو (مبارك شعبي مصر)! ليس نقلاً عن المسيح عليه السلام ولكن تقديسًا لمبارك أبي الصلبان وزوجته الصليبية! أتراها اليوم تنزل على حكم المسلمين الثائرين على دولة مبارك أم تنتفض بسلاحها المخزون في حصونها -يُطلق عليها كنائس- تنتفض مع القتلة في الشوارع لتصفية أهل الإسلام وتعود (دولة مبارك لتحكم مصر)؟!

والعالمانيون! الناعقين بـ (فصل الدين عن السياسة) رغم تحالفهم الدائم قديمًا مع أي دين غير دين الإسلام، فهم على الحقيقة أنصار (فصل الإسلام عن حياة الناس) أكان غريبًا أن تراهم يتحالفون مع سقط المتاع من كل ما هو ديني ولو كان دين تواضروس، والدهماء هم الدهماء ليسوا إلا خرافًا تبتغي المنكح والمرعى والماء، فهم مع كل صاحب عصا وإن كفر وطغا وأساء!

إن سُنن الكون لا تتغير!

والأرواح جنودٌ مجنَّدة!

والانقلابيون هم أصلًا منقلبون على الرايات والأيديولوجيات التي ينتحلونها. بل منقلبون على أنفسهم القديمة وأفكارهم السالفة!

لذا كانت حتمية الانقلاب!

أن يتجمع المنقلبون وينقلبوا سويًا؛ ينقلبون إلى مقلب القمامة والجيف المنتنة قريبًا عاجلًا غير آجل إن شاء الله {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء من الآية:227].



إسلام أنور المهدي
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام