كيف نحل هذه المعضلات.. كيف.. كيف ..كيف؟!

تنبأت السفيرة الأمريكية بإفلاس مصر هذا العام وبتدخل إسرائيل عسكريًا عام 2014م، وتذكروا التخطيط القديم بأن يتم تقسيم مصر عام 2015م

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


سأحاول أن أكون محايداً، وأنا بالتأكيد غير محايد بين الحق والباطل.

قلت لنفسي تصرّف كجراح في الميدان جاءه صديقه وعدوه جريحين؛ عليه أن يتجرّد من اقتناعاته وأن يخلص لضميره المهني.

بمثل هذا الحياد سأحاول مناقشة الأمر.

المعضلة الأولى:


لنفترض جدلاً أنني مؤيد للانقلاب العسكري -سوف أغسل قلمى سبع مرات أحدها بالتراب بعد تورطه في كتابة ذلك الافتراض- فكيف سيتصرف إزاء الأزمة الاقتصادية؛ خاصة إزاء تقاعس الجميع عن الوفاء بدفع الصدقات ومبالغ التسوّل التي وعدوا بدفعها ثمناً للانقلاب. "وثمّة خبر يقول إن المملكة العربية السعودية ساعدت مصر قبل الثورة وبعدها، وإن السعودية قدَّمت مبالغ ماليةً ضخمة بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي ولكن دعمنا لن يستمر إلى الأبد، فنحن لا نستطيع تقديم الدعم إلى الأبد".

توقف كل شيء؛ الساحة وتحويلات المصريين وأُغلِقت آلاف المصانع ودعك من أن الغبي الذي يُخطِّط الانقلابيين يجعلهم يخططون ضد أنفسهم. قطع المواصلات على سبيل المثال؛ كنا نتوقع أن يفعلها الطرف الإسلامي فإذا بالانقلابيين هم الذين يفعلونها فيوجهون طعنة نجلاء للاقتصاد من ناحية وليدفعوا المظاهرات في كل أنحاء البلاد حتى وصلت إلى القرى، وكأن الغبي مصدر القرار يدفع بعملية التثوير إلى أصغر حارة في مصر.

هل يدرك العسكر ما فعلوا؟ هل يجهلون أم يعلمون؟ هل هم يتعمدون دفع البلاد إلى ثورة جياع؟

تنبأت السفيرة الأمريكية بإفلاس مصر هذا العام وبتدخل إسرائيل عسكريًا عام 2014م، وتذكروا التخطيط القديم بأن يتم تقسيم مصر عام 2015م.

هل يدرك العسكر؟

هل خُدِعَ العسكر وفوجئوا بما لم يتوقعوا.

هل استدرجوا؟

هل بعضهم يعلم وبعضهم لا يعلم؟

هل بعضهم تورّط في الخيانة وأصبح ضالعاً في مؤامرة ضرب الجيش بالشعب للقضاء عليهما؟

وماذا سيفعل العسكر في المظاهرات؟

هل سيتورّط في مذابح أخرى ليشعل النار حوله أكثر؟

وماذا يفعل عند دخول المدارس؟

هل سيطلق الرصاص على الطلبة في الجامعات والمدارس؟

الشباب شعلة إشعال كل ثورة؛ هل سيدفعهم الغبي الذي ورّط العسكر لمزيد من الثورة، وكيف يخرج العسكر من هذه الورطة.

إننا بين عسكر لا يستطيع أن يستمر وشعب لا يستطيع أن ينتصر.

ثمة معضلات كثيرة أخرى ربما نناقشها تِباعاً.

لكنني أَمسُّ مساً سريعاً بعض الأمور منها على سبيل المثال لمن يطرحون مبادرات للحل:

- هل ستشمل تلك المبادرات خروجاً آمناً للمجرمين الذين ارتكبوا المذابح؟

- هل يمكن أن توافق الأمة على ذلك؟

- ولو طُبِّق عشرة في المائة من العدالة والمنطق هل يمكن أن يفلت هؤلاء المجرمون؟

- فما العمل إن كانت ناصية الأمور بأيديهم؟

- هل يوافقون على تعليق أعناقهم في حبال المشانق؟

- وماذا عن أتباعهم في الإعلام؟

هل يمكن لنظام أي نظام حتى لو كان خليطاً من 10% صواب وخير و90% سفالة ووحشية ووقاحة وشرّ أن يعفو عن هؤلاء الإعلاميين.


محمد عباس