اتحاد المحاكم
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
مقديشو - رويترز - إسلام أون لاين.نت
تعهد اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال بإقامة دولة إسلامية، في
الوقت الذي واصلت فيه قواتها تقدمها شمالاً للسيطرة على المزيد من
المناطق الإستراتيجية وسط البلاد، بعد سيطرتها على جميع نواحي العاصمة
مقديشو تقريبًا وإحدى البلدات الإستراتيجية.
وقال الشيخ شريف أحمد رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية في مقديشو
الثلاثاء 6-6-2006م، خلال مؤتمر ضم المئات من أنصارها: "إلى أن تقوم
الدولة الإسلامية سنواصل الكفاح الإسلامي في الصومال".
ومن جانبه أيضًا، قال فؤاد أحمد وهو عضو ميليشيا موالية للمحاكم
الإسلامية لرويترز: "هذا كفاح إسلامي طويل، وسيستمر إلى أن تخضع
البلاد كلها لحكم الشريعة"، وتابع قائلاً: "نحن مستعدون لبذل دمائنا؛
كي يكلل هذا الكفاح بالنجاح".
على أبواب "جوهر"
وتزامنت تصريحات زعماء اتحاد المحاكم الإسلامية مع مواصلة قواتها
التقدم شمالاً نحو مدينة جوهر الإستراتيجية التي تعتبر معقل أمراء
الحرب، وتقع على بعد 90 كم شمال مقديشو.
وقال زعيم الميليشيا سياد محمد المتحالف مع المحاكم الإسلامية:
"قواتنا موجودة في قرية قاليموي على بعد 20 كم جنوبي جوهر. إننا ننتظر
الأوامر من قادتنا للاستيلاء عليها".
وتحدث محمد إلى رويترز عبر الهاتف من بلدة بلعد الواقعة على الطريق إلى جوهر والتي سقطت في أيدي قوات المحاكم الشرعية الأحد الماضي.
وكانت مصادر صومالية واسعة الاطلاع قد توقعت في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" تدخلاً عسكريًّا وشيكًا من قبل إثيوبيا والولايات المتحدة؛ لوقف بسط مليشيات "اتحاد المحاكم الإسلامية" لسيطرتها على مزيد من المواقع الحيوية مقابل اندحار مليشيات "التحالف لإرساء السلم ومكافحة الإرهاب" المدعوم أمريكيًّا.
التحالف يستعد للقتال
وقال علي نور -وهو رجل ميليشيا ضمن تحالف أمراء الحرب-: "المحاكم تريد السيطرة على جوهر. القتال قد يندلع في أي وقت هناك". لكنه زعم أن شيوخ العشائر ذوي النفوذ في المنطقة هددوا بحشد ميليشيا ضد ميليشيات الإسلاميين إذا ما هاجموا جوهر.
وأكد أن المحاكم الإسلامية طلبت من تحالف أمراء الحرب إلقاء السلاح غير أن مقاتلي التحالف يستعدون لهجوم لاستعادة معاقله التي فقدها في مقديشو، خاصة منطقة "الكيلومتر أربعة". وأوضح قائلاً: "نمتلك قرابة 100 عربة"، في إشارة إلى شاحنات صغيرة مكشوفة تعلوها مدافع رشاشة.
وتجمع أنصار لتحالف أمراء الحرب في ملعب "بنادير" المدمر شمال العاصمة في مؤتمر احتجاجًا على انتصار ميليشيات المحاكم الإسلامية.
وقال أمير الحرب بشير راجي الذي فقد السيطرة على مهبط طائرات وميناء في مارس الماضي لرويترز: "علينا أن نواصل محاربة الإرهابيين في مقديشو. سنظل في مقديشو.. المحاكم الشرعية لا يمكنها أن تطردنا من هنا".
وكان من بين الحضور في المؤتمر أمير الحرب موسى سودي يالاهاو الذي خسر بلدة بلعد الإستراتيجية يوم الأحد، لكنه لم يتحدث.
لكن فرحان جوري وهو أحد سكان منطقة الكيلومتر أربعة قال لرويترز: "جميع نقاط التفتيش التي أقيمت في أنحاء العاصمة أزيلت بعد سيطرة ميليشيات المحاكم عليها".
وأضاف: "نشعر بأن هناك تغيرًا كبيرًا. رائحة السلام تفوح في الأجواء. لا يمكن سماع رصاصة. الوضع هادئ والشركات تعمل بكامل نشاطها. الناس تتحرك بحرية الآن في كل مكان".
واستدرك قائلاً: "قوات التحالف اقتربت من منطقة الكيلومتر أربعة، لكني لا أظن أنهم سيشتبكون مع ميليشيا المحاكم الشرعية؛ لأن زعماء العشائر تدخلوا".
الحكومة تهنِّئ
ومن جانبه هنّأ رئيس الوزراء الصومالي المؤقت محمد علي جيدي مقاتلي اتحاد المحاكم الإسلامية على انتصارهم على أمراء الحرب. وقال جيدي لإذاعة فرانس إنترناشيونال: "لقد كانوا (أمراء الحرب) يضرون بالمصالحة.. وبإرساء الاستقرار والسلام في الصومال".
وتابع قائلاً: "كل تلك القوات التي وحدت جهودها معًا مثّلت أركان النصر والحكومة وجهت إليها التهنئة". وأضاف "لقد كانت خطوة رائعة إلى الأمام.. كان من المناسب التعامل معهم وتدمير قواتهم من أجل استعادة الاستقرار في العاصمة، لأنهم ليسوا مستعدين للقبول بحكومة.. إنهم ليسوا مستعدين للسلام".
وقتل قرابة 350 شخصًا أكثرهم مدنيون منذ فبراير الماضي في قتال شرس من أجل الاستيلاء على العاصمة تخللته هدنات قصيرة متوترة.
وتقول الأمم المتحدة: إن نحو 1500 من المدنيين أصيبوا في معارك الشوارع التي استخدمت فيها قذائف المورتر والمدفعية المضادة للطائرات.
وأثار انتصار الإسلاميين قلقًا في واشنطن التي تخشى أن يصبح الصومال مأوى لأعضاء تنظيم القاعدة على غرار أفغانستان خلال حكم حركة طالبان.
ورفضت الولايات المتحدة التعليق على تقارير متواترة وآراء لمحللين سياسيين تشير إلى أنها تقدم سرًّا دعمًا شهريًّا يزيد عن 100 ألف دولار لأمراء الحرب.
وقد ورد في موقع الجزيرة نت الثلاثاء 10/5/1427 هـ - الموافق6/6/2006 م التالي:
*******************************************************
انتكاسة أميركية بالصومال مع سيطرة الإسلاميين على مقديشو
سلط الصراع الدائر الآن في الصومال بين قوات المحاكم الإسلامية وتحالف أمراء الحرب هناك, الأضواء على الدور الأميركي في دعم أمراء الحرب الذين تقول واشنطن إن انتصارهم قد يمنع تحول الصومال لملاذ آمن لمن تسميهم الإرهابيين.
وأوضح جون بريندرغست وهو خبير بشؤون الصومال يعمل لحساب مجموعة إدارة الأزمات الدولية, أن الولايات المتحدة حولت أكثر من مائة ألف دولار شهريا لزعماء المليشيات الذين يقاتلون القوات الإسلامية على الأراضي الصومالية.
ويقول مسؤولون سابقون بالمخابرات الأميركية إن العملية تستهدف منع ظهور حكام قد يوفرون لتنظيم القاعدة ملاذاً آمناً مثلما فعلت أفغانستان إبان حكم حركة طالبان. إلا أن سيطرة قوات المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو, تسببت في انتكاسة شديدة للعملية الأميركية هناك.
ورغم رفض مسؤولين في الحكومة الأميركية مناقشة أي دور سري محتمل, فإن مسؤولين سابقين بالمخابرات المركزية طلبوا عدم نشر أسمائهم نظراً لحساسية الموضوع, قالوا إن وكالة المخابرات والجيش الأميركي ضالعان فيما يبدو في عملية لدعم تحالف زعماء المليشيات.
بريندرغست قال إنه علم خلال اجتماعات مع أعضاء التحالف في الصومال أن المخابرات المركزية تمول زعماء تحالف المليشيات بمدفوعات نقدية.
وقدر أن الرحلات التي أشرفت عليها المخابرات المركزية إلى الصومال كانت تنقل ما بين 100 و 150 ألف دولار شهريا لزعماء المليشيات. وأوضح خبير إدارة الأزمات أن الطائرات تبقى في الصومال طيلة اليوم حتى يتسنى للعملاء الأميركيين الاجتماع مع حلفائهم.
حرب بالوكالة
وقد التزمت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الصمت، بشأن المزاعم التي ترددت في الشهور الأخيرة عن حرب أميركية بالوكالة ضد الإسلاميين بالصومال.
غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جو كاربنت, أكد أن موقف الإدارة يتمثل في استعداد واشنطن "لإحباط مساعي الإرهابيين في أي مكان ينشطون فيه".
المزاعم التي تتحدث عن دعم أميركي سري لزعماء الحرب العلمانيين الذين يدعون أنفسهم "التحالف من أجل إعادة السلام ومكافحة الإرهاب", رددها أيضا الرئيس الصومالي عبد الله يوسف فضلاً عن محللين مستقلين.
إذ ذكر فريق تابع للأمم المتحدة معني بمراقبة حظر نقل الأسلحة للصومال، أنه يحقق في دعم سري تقدمه دولة لم يسمّها لتحالف زعماء المليشيات باعتباره انتهاكا محتملا للحظر.
وأوضح مسؤولو المخابرات الأميركية السابقون أن العملية تخضع لإشراف البنتاغون عن طريق قوة العمل المشتركة بالقرن الأفريقي التابعة للقيادة المركزية وهي بعثة لمكافحة الإرهاب متمركزة في دولة جيبوتي المجاورة, وتشكلت بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
ورغم تأكيد خبراء من أن تقارير المخابرات الأميركية لم تصل لدليل قاطع بأن لتنظيم القاعدة وجوداً نشطاً بالصومال, فإن بعض التقارير أشارت لوجود "أعضاء للقاعدة " في الصومال بينهم أشخاص يشتبه بضلوعهم في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا عام 1998.
وقال مسؤول سابق في المخابرات على علم بالأنشطة الأميركية لمكافحة الإرهاب، إن "وزارة الدفاع والآن الحكومة الأميركية ككل على قناعة بأن هذه مقومات لتشكيل حكومة على أساس ديني مثل طالبان يمكن استغلالها من قبل القاعدة".
وذكر بريندرغست أن المخابرات الأميركية قدمت لحلفائها من زعماء الحرب معدات مراقبة لاقتفاء آثار المشتبه في انتمائهم للقاعدة، وبدا أنها تنظر لزعماء المليشيات باعتبارهم قوة لدرء نفوذ زعيم مجموعة إسلامية هو أدن حاجي أريو.
وخلص إلى القول "بالتفافها حول الحكومة الجديدة والذهاب مباشرة إلى زعماء المليشيات، فإن الولايات المتحدة تساهم في استمرار وحتى تفاقم المشاكل الأساسية للصومال وتعرض المساعي لمكافحة التطرف على المدى البعيد للخطر".