من الإرهابي؟

ونحن اليوم مازلنا مستمرين في فضح وعرض بعض الممارسات لنعرف ويعرف كل من يهمه الأمر من هو الإرهابي؟

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


أحبتي في الله؛ ليعلم كل ذي لُب أن الغرب لم يتخل عن دينه الصليبي قط، بل والحقيقة أن الغرب وقائدته صاحبة الإمبراطورية الدموية -الولايات المتحدة الأمريكية- صاروا أكثر صليبية وحقدًا مما كانوا عليه من قبل.

ونحن اليوم مازلنا مستمرين في فضح وعرض بعض الممارسات لنعرف ويعرف كل من يهمه الأمر من هو الإرهابي؟

إخوتي أخواتي؛ إن العنصرية الغربية، والإرهاب الصليبي طال كل شيء حتى المأكولات التي تخص المسلمين؛ ففي سابقةً تظهر حقد هؤلاء القوم أعلنت فروع "ماكدونالد" في مدينة "ديربورن" بولاية "ميتشيجن" الأمريكية، عن إزالة الأطعمة الحلال من القوائم، وذلك بعد أن تعرّضت الشركة لقضايا كثيرة وغرامات باهظة نتيجة اتهامها بتقديم وجبات غير حلال تزعم أنها حلال.

هذا وتأتي هذه الخطوة لتنهي وجود أحد أنواع الأطعمة التي تسببت في إقبال المسلمين على المطعم الشهير، وذلك بعد أن دفع المطعم 700 ألف دولار في تسوية قضائية والرجوع عن تقديم الأطعمة الحلال لكونها مثارًا للنزاع ومقاضاة المطعم.

كما تعرّض "ربحان ميتوالا" (29 عامًا) -طالب الطب والمقيم بـ "كاليفورنيا الجنوبية"- للوقوع تحت طائلة قائمة الممنوعين من السفر واحتجازه بمطار "بانكوك" 10 أيام ومعاملته بطريقةٍ سيئة.

وقد بدأت أزمته بعد سفره إلى "باكستان" لزيارة أقاربه، ثم سفره إلى "إندونيسيا" للعمل مع دعاة جماعة التبليغ والدعوة، وأثناء عودته إلى "لوس إنجلوس" تدخلت السلطات الأمريكية لدى سلطات "بنجلاديش"، وأمرت باعتقاله واحتجازه بتهمة الذهاب لـ "أفغانستان"، وبعد عودته قامت سلطات الحدود والجمارك، وقبل إطلاق سراحه قامت السلطات بتفتيشه وتفتيش متعلقاته؛ التي شملت هاتفه وكمبيوتره المحمول وغيرهما.

ومازلنا في أمريكا -راعية الإرهاب في العالم- حيث أعلنت شركة "ساوث فورك" لصناعات الأسلحة بولاية "أيداهو" الأمريكية عن إنتاجها لطلقات تحتوي على مشتقات الخنزير؛ حيث أشارت إلى أن الطلقات لا تقتل المسلمين فحسب؛ ولكن ترسلهم إلى الجحيم عقوبة على تناولهم الخنزير المحرّم لديهم.

وقد أطلقت الشركة عليها اسم "الطلقات الحرام" لتضمنها غطاء من مشتقات الخنزير، في معارضة للحكم الشرعي لدى المسلمين، وهذا علاوةً على نشر الشركة العديد من العبارات المسيئة للمسلمين وللرسول صلى الله عليه وسلم على موقعها في الترويج للطلقات الجديدة.

إخوتي لم نغادر أمريكا بعد؛ فيبدو أنها صاحبة النصيب الأوفر في معاداة المسلمين، فبعد نشوب حريق بمسجد مدينة "برونكس" بـ "الولايات المتحدة"، لجأ مسلمو المدينة إلى الصلاة في محلات لبيع الهواتف.

حيث إنه في اليوم الثاني من الشهر الماضي دمّر حريق شديد عدة محليات من بينهم مسجد في مدينة "برونكس"، وأصبحت الجالية الإسلامية في مدينة "واكفيلد" بدون مسجد لممارسة عبادتهم. واستمر الحال قرابة شهر كامل، حتى اقترح مسؤول محلات لبيع الهواتف النقالة على مسلمي المدينة استخدام محلاته لتأدية صلاتهم. ومن الآن فصاعدًا، تحوّل جزء من هذه المحلات كل جمعة إلى قاعة صلاة، وهذا حتى إعادة بناء المسجد أو شراء أرض جديدة لبناء مسجد.

هذا وقد أعربت العديد من جمعيات حقوق الإنسان عن انتقادها لمذكرة إصلاح قانون الهجرة الشاملة بمجلس الشيوخ الأمريكي، التي تقدّم بها "ليندسي جراهام" -عضو الحزب الجمهوري- والتي يدعمها بعض أعضاء الحزب الديمقراطي، والتي تستهدف المهاجرين المسلمين المنتمين لدول تعتبرها الولايات المتحدة معادية أو بها جماعات معادية لها، وهذا علاوةً على ضرورة تشديد مراقبة الولايات المتحدة لهذه الجهات.

وقد شبَّهت المجموعات الحقوقية مذكرة القانون بالقانون المُسمّى: "نظام الدخول الخروج التابع للأمن القومي"، الذي أصدرته إدارة "بوش"، والتي تطالب المسلمين المنتمين لـ24 دولة إسلامية كبرى بتقييد أسمائهم فيه، وتسجيل خروجهم ودخولهم للبلاد خلال إجراءاته.

أكدت "نايدا حُسان" -إحدى ضابطات الجيش الأمريكي- أنها تتعرّض مرارًا للاضطهاد والتمييز والسخرية من زملائها لكونها تحمل اسمًا يشبه أسماء المسلمين بالرغم من أنها تدين بالنصرانية.

كما أكدت أنها بالرغم من تغييرها لاسمها إلى اسم نصراني؛ فإنها تعرّضت ولا تزال تتعرّض للسخرية والإساءة المتعلقة بالدين الإسلامي وشعائره؛ حيث يقوم الجنود والضباط بالتنكيت والاستهزاء بكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.

جدير بالذكر أن "بيتر كينج" -عضو الحزب الجمهوري الأمريكي والمعروف بتاريخه المناهض للإسلام والمسلمين- طالب قوات الأمن في "الولايات المتحدة" بتشديد مراقبة المجتمعات الإسلامية، معتبرًا أن النشطاء الإسلاميين هم التحدي الأكبر والأخطر الذي يواجه "الولايات المتحدة".

وزعم أن غالبية النشاطات التي تتبنى العنف تصدر عن المجتمعات الإسلامية والمسلمين، مشيرًا إلى أنه تم إحباط 16 محاولة أعمال عنف بـ "نيويورك" منذ سبتمبر 2001م، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة" في حرب مع ما أسماه "الإرهاب الإسلامي"، في الوقت الذي تضم فيه الجماعة المسلمة الأمريكية حَفنة من أناس طيبين بحسب زعمه.

أعرب المجتمع الإسلامي بـ "الولايات المتحدة الأمريكية" عن استنكاره لتعرُّض مسجد "جمعية ميكيني الإسلامية" بشمال "تكساس" -لإلقاء عشرات من كرات الطلاء عليه؛ مما أدّى إلى تشويه المسجد، وطالب بعض الرموز الدينية باعتبار الواقعة جريمة كراهية يعاقب عليها القانون.

وقد أكد المسؤولون بفرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بـ "دالاس" أنه ينبغي معاملة تلك الحادثة المسيئة طبقًا للقانون جريمة كراهية، وخاصةً مع تعرُّض سيارة بعض الأعضاء للضرر أيضًا؛ مما يستلزم تشديد الدوريات الأمنية لتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة؛ قام أحد السكان المسلمين في "باي ريدج" بمدينة "بروكلين" الأمريكية بمقاضاة شركة "أبل" الأمريكية، مطالباً بتعويض 10 ملايين دولار، بعد أن قام الموظفون بفرع الشركة بمنطقة "نيو سبرنجفيل" بطرده بعد دخوله هو وابنته لشراء جهاز "آي فون".

وأكد في حيثيات القضية أن الموظف رفض تقديم الخدمة لهما، بعد أن وجد ابنته ترتدي حجابها الشرعي، في حين طلب موظفون آخرون من الأسرة مغادرة المتجر تحت وطأة التهديد، وذلك إمعاناً في العنصرية البغيضة في تلك الدولة الإرهابية.

في حين قدّم ائتلاف الحريات المدنية للمسلمين الأمريكيين -بالتعاون مع هيئة الدفاع القانوني الآسيوية الأمريكية، وصندوق التعليم، ومشروع مسؤولية ومحاسبة قوات تنفيذ القانون- قدّم تقريرًا إلى مفوض شرطة "نيويورك" "راي كيلي"، اعتمد على لقاءات ميدانية مع 57 مسلمًا ممن تعرّضوا لممارسات الشرطة السلبية والتمييزية.

وقد أكدت "ديالا شمس" -إحدى المشاركات في كتابة التقرير- أن النتائج أظهرت الآثار والتبعات الخطيرة الضارة والمزعجة لمشروع المراقبة الأمنية للمجتمع الإسلامي دون غيره من المجتمعات بـ "الولايات المتحدة"، وكذلك كشفت تسلُّل نظم المراقبة المتعسِّفة والتجسُّس إلى مستوى الخصوصيات والحياة الشخصية للمسلمين.

وتوصيفًا للأزمة قال "صهيب أمين"-أحد الطلاب والرئيس السابق للجمعية الإسلامية بـ "بروكلين"-: "لقد نشأتُ هنا معتقِدًا أن شرطة "نيويورك" نقطة تفتيش للتأمين، كنتُ أذهب إليهم فيبتسمون في وجهي ثم يطلبون مني الرجوع لوالدي، ولكن بعد أن نبتت اللحية في وجهي بدأت تلك الابتسامة في الذبول" انتهى الكلام ولا تعليق!

وأخيرًا -فإنه وفقًا للإحصائيات التي صدرت من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي فإن إجمالي جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، قد ازداد من 107 حالة في 2009م ليصل إلى 160 في 2010م أي بنسبة 49%، مقابل زيادة بنسبة 13% من أعمال العنف ضد الكاثوليك، وانخفاض 4 % لجرائم العنف ضد اليهود، وبزيادة إجمالية 14% في الجرائم ضد الدين.

ومن جانبها، فقد قالت منظمة حقوق الإنسان: "إنه من المقلق أن نرى هذه الجرائم والمخالفات تزداد من جديد، وذلك بعد انخفاضها في 2009م. وأضافت المنظمة في بيانها: "أن زيادة العنف ضد المسلمين له معنى خاص".

أحبتي في الله؛ انتهت رحلتنا اليوم على الأراضي الأمريكية لرصد بعض جرائمها ضد كل ما هو إسلامي، ولكن الإرهاب الأمريكي لم يتوقف حتى اللحظة، -وأظن أن أصابعه الآثمة ظهرت واضحة جلية فيما يحدث في مِصرنا الحبيبة خاصة وفي أرجاء العالم الإسلامي عامة-، لذلك فنحن أيضًا لن نتوقف إن أحيانا الله عن رصد ذلك الإرهاب الصليبي ضد الإسلام والمسلمين أينما وُجد، وإلى أن نلتقي أترككم في رعاية الله.
 

المصدر: مفكرة الإسلام