حتى لا يفتن الناس حين تُحرّر فلسطين ولا ينطق الشجر والحجر!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم)...
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم).
لا شك أن معظمنا يعرف هذا الحديث ويحفظه ويُوقِن تماماً بتحققه يوماً ما وهذا هو الأصل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ولكن الإشكال الحاصل هو إسقاط الحديث على ما يُسمّى بدولة إسرائيل الآن، وصحيح أن الدولة المزعومة هي دولة لليهود ولكن هذا لا يعني أن وقت انهيارها سوف ينطق الشجر والحجر ويتحقق فيها الحديث.
ولتفصيل المسألة أورد حديثاً واحدا فقط رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه، وإلى أمه، وابنته، وأخته، وعمته، فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه، ثم يُسلِّط الله المسلمين عليه، فيقتلونه ويقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ خلف الشجرة أو الحجر، فيقول الحجر أو الشجر للمسلم: هذا يهودي يختبئ، فاقتله».
قال ابن حجر: "والمراد لقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى، ووراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لُدّ فيقتله ويهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، فقال: «يا عبد الله -للمسلم- هذا يهودي فتعال فاقتله»، إلا الغرقد فإنها من شجرهم.
ونستخلص من الحديث أن القتال بين المسلمين واليهود حاصل لا محالة، وأن واقع نطق الشجر والحجر ستتحقق حينما يقاتل المسلمون (مع المسيح عليه السلام) الدجال والسبعين ألف يهودي، أي أن المعارك مع اليهود لن تنتهي بنهاية دولة إسرائيل وأن يهود أصفهان سوف يتحالفون مع الدجال ويتبعونه بعد ظهوره: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة» (رواه مسلم).
وعودة لواقعنا الآن وتذكرة بنهاية مقال كتبته منذ قرابة 6 أشهر (العلاقة المباشرة والفورية لسقوط نظام بشار وتحرير فلسطين) فقد بدأ الفصل الأول بالتحقق، فسوريا الآن بدأت تتحوّل لأرض جاذبة للمسلمين من شتى بقاع الأرض للجهاد فيها وبات النظام العلوي أقرب للسقوط من أي وقتٍ مضى والقلق الغربي والصهيوني بدأ يتصاعد من هؤلاء الذين يحملون السلاح في أيديهم ويحملون العقيدة في قلوبهم، فحالما ينتهون من إسقاط النظام العلوي ستتوجه أنظارهم ولا شك إلى هضبة الجولان، وحينها تبدأ اللحظة الفارقة في تاريخ الأمة.
إسرائيل بترسانتها ستضرب بقوة وتدافع بعنفٍ يُولِّد إصراراً أكبر للحشد من المسلمين من شتى بقاع الأرض، وتزداد الأمور سخونة باشتعال الجبهة الجنوبية (سيناء وغزة) وتدور ملحمة من أروع ملاحم التاريخ يُدرِك فيها العرب أن تلك الجيوش التي بناها حكّامهم لعشرات السنوات وأنفقوا عليها الغالي والنفيس لم يكن لها ذكر في أهم معركة في تاريخهم المعاصر، وأن تحرير بيت المقدس يمرّ عبر دماء وأشلاء عشرات اللآلاف من المجاهدين المخلصين الذي لم تربطهم هويات ولم تمنعهم حدود، ملحمة تتغير معها النظريات العسكرية ويضاف لها تكتيك جديد كما هي عادة المسلمين.
لا شك أننا نشهد الآن تغييراً كبيراً لواقع المسلمين المعاصر ولا شك كذلك أننا نعيش إرهاصات لعودة المسلمين لسابق عهدهم كقوةٍ تسعى لفرض إرادتها على من أذلوها العقود والقرون الماضية، ولا شك كذلك أن الأثر النفسي الكبير لتحرير بيت المقدس سيكون له وقعه على المسلمين في شتى بقاع الأرض والأكيد أنهم سيعمرون القدس ويتخذونها عاصمة لدولة كبرى احتفالاً بتحريرها.
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عِمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال» (رواه أحمد وأبو داود).
بقلم/ عبد الرحمن فرج.