أيام الحج بين السائرين والقاعدين

الغرض من الخطبة: التذكير بفضل موسم الحج وأيام العشر، وما تحمل من فضائل للجميع: "السائرين إلى البيت، ومَن حبسهم العذر".

  • التصنيفات: فقه الحج والعمرة - ملفات الحج وعيد الأضحي -

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد؛

الغرض من الخطبة:

التذكير بفضل موسم الحج وأيام العشر، وما تحمل من فضائل للجميع: "السائرين إلى البيت، ومَن حبسهم العذر".

المقدمة:

- أمة الخيرية ومواسم الخير:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ا?ْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله... ِ} [آل عمران:110]. تنتقل مِن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ... } [البقرة:185]، إلى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة:197].

وفيها الأيام المباركات: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28].

- التنبيه على أن الحديث يُراد منه:

شحذ همم السائرين إلى البيت الحرام بذكر بعض فضائل الرحلة، وكذا القاعدين الذين حسبهم العذر بذكر فضل الأيام العشر الأُول؛ لينافسوا فيها إخوانهم السائرين.


أيها السائر... إنها أعظم رحلة وأقدس بقعة:

- هنيئًا لك تلبية نداء ربك:

{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27].

- هنيئًا لك رحلة المغفرة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحُجَّاجُ والعُمَّارُ وَفْدُ الله دَعاهُمْ فأجابُوهُ وَسَأَلُوهُ فَأَعْطاهُمْ» [رواه البزار، وحسنه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [متفق عليه].

- قلبك يسبقك إلى البيت غير مبالٍ بالمشقة:

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم:37]، {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة:125].

- تخلصتَ من علائق الدنيا وقد حبس الشيطان غيرك:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلامِ، فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ. ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا ?َثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ. ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمُ الْمَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ» [رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني].

- وجدير بمن زار بيته في الدنيا أن يرزق الزيارة العظمى في الآخرة:

عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ» [رواه مسلم].


أيها القاعد... النية الصالحة تلحقك بالسائرين:

- قعودك من عذر، وإلا... :

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97].

- عذرك مع نيتك الصالحة تبلغ به الأجر الذي تحب:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» [رواه مسلم]، وقال: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلا كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ» [رواه مسلم].


ولله در الشاعر القائل:

 

يا سائرين إلى البيت العتيق لقد *** سرتم جسومًا وسرنا نحن أرواحاً
إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا *** ومـن أقام على عذر كمن راحا


- النية الصادقة تبلغك الأجور التي حبسك العذر عن أن تكون من أهلها:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالا لَعَمِلْت بِعَمَلِ فُلانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].


أيام المنافسة بين السائرين والقاعدين:

- وجاءت أيام المنافسة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامِ الْعَمَلُ الصَّالِحِ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَامَ الْعَشْرِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» [رواه البخاري].

- المنافسة أشرف الأعمال:

{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].

- الصالحون يتسابقون في مواطن الخير:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ: "فَبَاتَ النَّاسُ يُدْوِكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا" [متفق عليه].


وقفة: فضل الجهاد في سبيل الله:

- قَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

- الجهاد إعلاء لكلمة الله، وتمكين لدينه في الأرض، ويشتمل على العبادات الظاهرة والباطنة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

- المجاهد في تجارة رابحة:

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111].

- المجاهد خير الناس:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ؟ رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي غُنَيْمَةٍ، وَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟ رَجُلٌ يُسْأَلُ بِاللَّهِ وَلا يُعْطِي بِهِ» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني].

- المجاهد أفضل من المصلي تطوعًا سبعين عاماً:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِعْبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَةٌ فَأَعْجَبَتْهُ لِطِيبِهَا فَقَالَ: لَوْ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ فِي هَذَا الشِّعْبِ وَلَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لا تَفْعَلْ فَإِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا، أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ الْجَنَّةَ اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].

- الجهاد لا يعدله شيء: ع

ن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «لا تَسْتَطِيعُونَهُ». قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: «لا تَسْتَطِيعُونَهُ». وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلا صَلاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله» [متفق عليه].


لماذا كان العمل في العشر أفضل من الجهاد؟!

- العشر جامعة أصول العبادات:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتَّى ذلك في غيره".

- هي الأيام المعلومات:

قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28].

- أقسم الله بلياليها:

قال تعالى: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2]. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّهَا الْعَشْرُ الأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ". وهو قول مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، والكلبي.

- فيها سيد أيام العام:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني].

- فيها يوم عرفة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ؟» [رواه مسلم]. وقال: صلى الله عليه وسلم: «الحَجُّ عَرَفَةُ» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني]. وقال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» [رواه مسلم].


أعمال صالحة في أفضل أيام الدنيا:

- الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ» [رواه أحمد، وحسنه الحافظ ابن حجر، وصححه الشيخ أحمد شاكر]. "وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" "إشارة إلى إحياء هذه السنة".

- الصيام:

عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" [رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني]. قال النووي رحمه الله: "يستحب صيام العشر استحباباً شديداً".

- كثرة الدعاء وتعمير المساجد؛ لا سيما في يوم عرفة:

«إِنَّ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ جِيرَانِي؟ أَيْنَ جِيرَانِي؟ قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا، وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ؟! فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ؟» [أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وقال الألباني: إسناده جيد].

- الإكثار من عموم الأعمال الصالحة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامِ الْعَمَلُ الصَّالِحِ... » "الصلاة، القيام، الصدقة، الدعوة، قراءة القرآن، ... ".

- الأضحية والتشبه بالسائرين:

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، وقال الله تعالى: [وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} {الصافات:107}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» [رواه مسلم].

فاللهم أعنَّا على ذِكرِكَ، وعلى شُكرِكَ، وعلى حُسن عبادتك في هذه الأيام.
 

 

سعيد محمود