سنوات خداعات

فقد روى أصحاب السنن حديث صحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال فيه: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: "من الرويبضه يارسول الله؟" قال: "التافه يتكلم في أمرالعامة". صدقت يارسول الله، بأبي أنت وأمي، ياحبيبي وكأنك ترى مانعيشه من كذب وتلفيق لحكايات وقصص مخترعة عن الناس، وناهيك من كلام التافهين فى أمور الدين.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ أما بعد،

فقد روى أصحاب السنن حديث صحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال فيه: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: "من الرويبضه يارسول الله؟" قال: "التافه يتكلم في أمرالعامة". صدقت يارسول الله، بأبي أنت وأمي، ياحبيبي وكأنك ترى مانعيشه من كذب وتلفيق لحكايات وقصص مخترعة عن الناس، وناهيك من كلام التافهين فى أمور الدين.

ومن هنا نبدأ الحديث وندورمع هذا الخبرمن الحبيب اولًا، وصف النبي صلى الله عليه وسلم تلك السنوات المتأخرة وكلما بعد الوقت عن الوحي كلما قلّ خيره وزاد شره. للحديث الصحيح أيضاً، «ما جاء زمان إلا والذي قبله خير منه» والخداع نوع من التدليس على الناس، وهى مهنة قديمة للسحرة والدجالين الذين يلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق طمعًا فى دنيا زائلة ومنصب بغيض، كما زين فرعون لقومه الباطل وتمادى فيه حتى صار بعد ذلك يستخف بعقولهم وهم يتبعونه قال الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [الزخرف من الآية:54].

ولاتعجب ففي أيامنا من يزين للناس الباطل ويستخف بهم والناس يصدقونه، فليس هنالك من شيء أهون على الناس من المفكرين والإعلاميين من دين رب العالمين، فقد رأينا وسمعنا من يردد ـن بلد كمصر يجب أن تعلنها صريحة أنها دولة علمانية، بل وقال لا نخاف فنردد أنها دولة دينية بالفطرة، ولما لا يقول ذلك وقد استخفوا بالناس لدرجة أن الناس صدقوا أن هؤلاء المعتصمين السلميين يديرون بجوار المسجد حانات للخمر وعشش للبغاء والعياذ بالله، وحين يصفون المقتول بالإرهاب ويجدون من يطاوعهم بل ويؤيد ذلك ويتمنى أن يزيدعلى ذلك حتى يطول القتل الجميع ويرقصون على جثث الشهداء كالكلاب ترقص على جثث الأسود.

وهذا من عجب السنين، ومن قبح هذه السنوات أن يصدق فيها الكاذب. فقد روى زعيم الانقلاب أكثر من رواية فكذبه فى كل رواية واحد والناس يصدقونه، بل ويكذبون الصادق. يرون الجثث بأعينهم والسفلة الحاقدين يقولون فى اجتماع أراد الله أن يفضحهم علانية أمام الجميع فيقولون: "هناك دماء وستزيد من أجل الحرية" ويخرج علينا مصاب أو والد شهيد فيكذبونه في إعلامهم البغيض ويئتمنون الخائنين لدينهم ممن يعتقدون اعتقادات باطلة، بل ويعملون ليل نهار على اندثار كل مظهر من مظاهر الإسلام في الدولة حتى تصير دولة بلا هوية، ومع ذلك يثق بهم أقوام ويوكلونهم في شؤونهم العامة.

يشمت الناس فى قتل أو حبس أمين على دينه ووطنه ككثير من الأمناء من لهم عمل دعوي وصلاحهم ظاهر في القول والعمل. ومن هنا يقاس ويوزن المرء بإعمار المساجد وذكر لله وعمل لدين الله. وهم كثر ياإخوتي الفرق واضح ولكن لمن كان له بصر وبصيرة فيحكم في أمور دينه ودنياه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

أما الرويبضة فلهم حظ في هذه الرسالة القصيرة، التوافه كثر ولهم علامات ودلائل منها أن يقول على الله قول الباطل. كمن يدعي أن القرآن مانزل إلا لزمن فات ولا يصلح لزمن التقدم والتكنولوجيا، ويكذب فيضلل الناس في كتاب الله فيدعي أن القرآن فيه من التوراة والإنجيل ليجتمع الثلاث مع اختلافاتهم العقدية فى كفة واحدة متساويه عند الله، فلا فرق بين مسلم ونصراني ويهودي كلهم فى الجنة على زعمه. وطبعًا هذا مخالف لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولاتقول أخى هذا إنسان تافه فلا تهتم به ابدًا فكم من تافه أثر فى الناس بسبب كثرة رواياته المتكررة فينخدع به من ليس له علم يعصمه من الباطل. فيجب محاربة هذه الكتائب من المضللين العلمانيين بالفكرالإسلامى المستنير المنبثق من كتاب الله وسنة نبيه الذى قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنتي» خيرًا يجب على كل من يخاف على دينه ودنياه وآخرته أن يقاوم العلمانية القذرة فهناك مايحاك بنا من أجل تغيير الهوية الكاملة فنصير بلا انتماء لدين ولا نخشى من ربنا وهذا لن يكون بإذن الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاء الدين غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء» قالوا: "من الغرباء يارسول الله؟" قال: «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» (رواه الترمذي واصله فى البخاري).

وصلى الله على سيدنا محمد وأصحابه والتابعين

عمرو صالح (أبومالك)
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام