للصداقة وجه آخر
الصداقة هي الشيء الذي يجعل الحياة أسهل، وهي التي تخلق ملايين الحلول للمشكلات التي تواجهنا يوماً بعد يوم، قوة كل إنسان ترتبط بشكل كبير بدائرة صداقته، ومتانة علاقته بأصدقائه، فإذا كنت قد ارتكبت بعض الحماقات التي كانت سبباً في القضاء على صداقة قوية، بينك وبين أحد أصدقائك، فإن الوقت لم يفت بعد لكي تستعيد صداقتكما لسابق عهدها كما كانت من قبل..
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
الصداقة هي الشيء الذي يجعل الحياة أسهل، وهي التي تخلق ملايين الحلول للمشكلات التي تواجهنا يوماً بعد يوم، قوة كل إنسان ترتبط بشكل كبير بدائرة صداقته، ومتانة علاقته بأصدقائه، فإذا كنت قد ارتكبت بعض الحماقات التي كانت سبباً في القضاء على صداقة قوية، بينك وبين أحد أصدقائك، فإن الوقت لم يفت بعد لكي تستعيد صداقتكما لسابق عهدها كما كانت من قبل، تفهم جيداً السبب الذي جعلك تختلف مع صديقك، وأغضبه منك -أياً كان ما ارتكبته بحق صديقك- حتى وإن كان يبدو شيئاً تافهاً بالنسبة لك هو مبرر قوي ليغضبه، ولذلك عليك أن تضع نفسك مكانه، وكيف سيكون رد فعلك إذا انقلبت الأدوار، وكان هو من ارتكب هذه الحماقة بحقك، فكر فيما يجب عليك أن تقوله لصديقك على سبيل الاعتذار، وتوضيح الأمور بالنسبة له.
إذا لم تكن حذراً فيما ستقوله له فقد يزداد الخلاف بينكما، وتصبح فرصة إعادة الأجواء الطبيعية بينكما في عداد الماضي، جهز ما ستقوله له في شكل نقاط مقتضبة، وواضحة، وليس خطبة طويلة تجعله لا يريد الاستماع إليك، ولا يفهم ما تريد أن تقوله له، عليك أيضاً أن تكون صادقاً فيما ستقوله، ومعترفا بخطئك في حقه، تحدث إلى صديقك وجهاً لوجه، وليس عبر الهاتف المحمول، أو الرسائل الإلكترونية، أو حتى عبر صديق مشترك، عليك أن تتوجه إليه مباشرة؛ حتى يكون تواصلكما وجهاً لوجه سبباً في استقراء كل منكما لردود أفعال الآخر.
إذا لم يفلح لقاؤكما المباشر في إذابة الجليد بينكما، فاعلم أن المشكلة الواقعة بينكما أكبر من تصورك لها، وأن عليك بذل مجهود أكبر من أجل إصلاح الأوضاع بينكما، وليس الاستسلام مبكراً والتخلي عن فكرة مصالحته، واستعادة صداقته، كن مستعداً لهذا الموقف، وذكّر نفسك بأن كل شخص يحتاج بعض الوقت حتى يهدأ تماما، لا تضغط على صديقك واترك له مساحة كافية من الوقت ليستعيد توازنه مجدداً، ثم حاول مرة أخرى أن تلتقي به، والاعتذار له مجدداً إذا كان صديقك يريد معاتبتك، والحديث معك في أسباب الخلاف، فكن مستعداً، ومتقبلاً لذلك، استمع له بهدوء، ثم أخبره بوجهة نظرك كاملة فيما قلته أو فعلته، واعترف له أنك لم تحسب هذا التصرف جيداً، وأنك لم تكن تتعمد الإساءة إليه بالشكل الذي حدث، وعده بأنك لن ترتكب مثل هذه الحماقة في المستقبل، وأخبره أن صداقتكما تعني لك الكثير، وأنك لست مستعداً للتخلي عنها، بل وأنك مستعد للعقاب الذي يراه هو مناسباً إن أراد معاقبتك.
ولكن لا تدخل معه في مرحلة العتاب ما لم تكن مستعداً للاعتذار، والاعتراف بخطئك، حتى لا يتجدد الخلاف بينكما، إذا كان الحديث بينكما حاداً وعنيفاً، فحاول تلطيف الأجواء بمزحة تسخر فيها من نفسك مثلا: بأنك طويل اللسان بشكل دائم، أو تمتلك ردود أفعال سريعة تضعك في أحرج المواقف، ولكن كن ذكياً ولا تستخدم مزحة تسخر فيها من صديقك، أو من موقفه من سبب الشجار بينكما؛ حتى لا يزداد التوتر بينكما، تعلم جيداً من هذا الموقف، إنه مهما كانت الصداقة قوية ومتينة، وتمتد جذورها لسنين عديدة، فإن هذا لا يعني أن تتجاوز حدودك في حق صديقك، أو تقدم على ايذائه بأي صورة متعمدة، بالطبع لن تعود صداقتكما بين لحظة وأخرى كما كانت قبل هذا الشجار، ولكن سيكون عليك خلال الفترات القادمة أن تستعيد ثقة صديقك، واهتمامه شيئاً فشيئاً.
علي حسن السعدني