سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم *** وفي الليلة الظلماء يُفتَقدُ البدر

بات واضحاً وجلياً المغازلة بين الأحزاب والتنظيمات الإسلامية في ظل تسارع الأحداث وتطور المواقف الدولية ووقوفه جبهة واحدة ضد الإسلام وما يفضي عنه من أي أمر

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


بات واضحاً وجلياً المغازلة بين الأحزاب والتنظيمات الإسلامية في ظل تسارع الأحداث وتطور المواقف الدولية ووقوفه جبهة واحدة ضد الإسلام وما يفضي عنه من أي أمر.

حتى أن التجمع الدولي بات يجرم إطلاق اللحى وينعت أصحابها بالإرهاب وهذا ليس إلا أنه حرب باتت مُعلَنة ضد الإسلام وما يُمثِّله كدينٍ وهذا ما ذكره الله في كتابه العزيز قبل 1400 سنه حينما قال وقوله الحق: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة من الآية:120].

وعلى أساس "فرِّق تسُد"؛ أصبح يُقسَّم الوضع السياسي الإسلامي حزبياً وتنظيمياً لمعتدل ومتشدِّد وإرهاب. فأصبح من أقنعوه بأنه معتدل يلعن المتشدِّد والإرهاب، ويُسرِع في إصدار التبرؤ من المتشدد والإرهاب... وهكذا. حتى أوجدوا التنافر والتناحر بينهم واستفردوا بكل واحدٍ منهم، والحقيقة أن تصنيفهم كان أساسه على أن أيُّهم أقرب تأثيراً على مصالحهم ورجالاتهم ومنظومات الحكم والنهي في العالم الإسلامي والتقبُّل للكيان الصهيوني ومدى العدوانية معه.

"وقد أُكِلَت يوم أكل الثور الأبيض"؛ هذا القول بات واضحاً وجلياً للأحزاب الإسلامية والتنظيمية حينما اقتربوا من الحكم في الدول الإسلامية، وهذا ما حصل مع جبهة الإنقاذ في الجزائر، والإخوان المسلمين في مصر، وموافقة السلفية في المشاركة بالحياة السياسية والتمثيل الحزبي، فقد صدوهم وأفقدوهم الشرعية الشعبية والحصانة السياسية والدولية، بل حاربوهم بكل قوةٍ وتنكيل. وقد سَبق هؤلاء في التنكيل والقتل وعدم الاعتراف حركة حماس.

والسؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحاضر: هل فهمت التنظيمات والأحزاب السنية الإسلامية بأن عدو أمك وأبوك عدوّك؟ وأنه لا يجوز قطعاً الطعن في الأهل؛ لأن من ليس له خيراً بأهله ليس له خيراً في الناس أجمعين.

وهل فهموا أن لا مجال للمثل القائل: " يُحييك ويُخزي ابن عمك"، وأن المجتمع الدولي يريدونهم فقط تمثيل صوري كالتمثال صم بكم لا يعقلون.


كريم عودة العوضات