السلام 98

خالد الشافعي

من سنوات غرقت العبارة المصرية السلام 98، وقامت قناة المجد بعمل فيلم وثائقي عن هذه الحادثة، واستضافوا رجلًا سعوديًا متدينًا وله لحية كبيرة نجاه الله من الغرق بعد قصة رهيبة؛ وبدأ الرجل يحكي ذِكرياتٍ لا تُنسَى..

  • التصنيفات: قصص مؤثرة -


مما لا أنساه قط ما حييت:

من سنوات غرقت العبارة المصرية السلام 98، وقامت قناة المجد بعمل فيلم وثائقي عن هذه الحادثة، واستضافوا رجلًا سعوديًا متدينًا وله لحية كبيرة نجاه الله من الغرق بعد قصة رهيبة؛ وبدأ الرجل يحكي ذِكرياتٍ لا تُنسَى..


- حين بَدا أنَّ العبارة في طريقها للغرقِ استرجع ونطق الشهادتين وخلع نظارته وصعد إلى سطح العبارة المشتعلة المائلة.

- كان كلُ همهِ أن يلقن الجميع الشهادتين، وأن يُذكرهم بالصبرِ وتركِ الجزعِ، وكانت هناك نِسوة يتلفظنّ بكلامٍ فيه تسخُط من قدرِ الله فكان يحاول معهن.

- حين سقط في الماء أرسلَ الله له لوح من الخشب تعلق به مع العلم أنه لم ينزل البحر في حياتهِ ولم يسبح ولو مرة.

- كان حوله كثيرون يتعلقون بقوارب نجاة متهالكة أو ألواح خشبية.

- من برودة الماء وشدة الموج سقط معظمهم وابتلعهم البحر.


- من أكثر المشاهد التي أثرت فيه: والد متعلق بقارب مقلوب وبجانبه ولديه متشبثان به وكانت قواهما تخور ويبكيان لأن أيديهما لم تعد قادرة على التمسك أكثر من ذلك، ثم هوى الطفل الأول وابتلعه البحر ثم الثاني، كل هذا والأب عاجز عن أن يفعل لهما شيئًا ثم لحق بهما.


- بعد بضعة ساعات أصبح  وحيدًا على هذا اللوح ليس حوله أحد.

- من شدة البرودة كان غير قادر على أن يحرك لسانه أحيانًا، واستمر هكذا يومين أو ثلاثة.


- لما سأله المذيع كيف قضى هذا الوقت؟

أجاب إجابة حين سمعتها ساعتها بكيت بكاءً كاد يفتت كبدي، ولا زلت كلما تذكرت ما قاله أدافع دموعي..

قال: "قضيت هذه الأيام مستلقيًا على ظهري على هذا اللوح أقرأ وردي من  القرآن وأسبح وأهلل وأكبر، فإذا دخل وقت الصبح توضئت ما استطعت ورفعت الآذان ثم أقمت وصليت مستلقياً، ثم أقرأ أذكار الصباح، وهكذا في سائر الصلوات أرفع الآذان، وكنت أصلي جمعًا وقصرًا، حين وجدتني طائرة الإنقاذ حملتني إلى مستشفى سفاجا، فلما دخلت إلى العنبر ووجدت من وصل قبلي من الناجين كان أول ما فعلته أن سألتهم: هل صليتم ما فاتكم من الصلوات؟"، هذا هو الوهابي، وهكذا يفعل الدين في أهله!


بقيت ملاحظة واحدة:

قناة المجد الوهابية حين عرضت الحلقة جعلت عنوانها: (سلام 98) مع أن العبارة اسمها (السلام 98)، لكن القناة حذفت الألف واللام لأن السلام اسم من أسماء الله الحسنى فنزهته.

فطوبى ثم طوبى ثم طوبى للغرباء.