إغلاق أبواب مصر
قرار سلطات الانقلاب في مصر بإغلاق الحدود مع ليبيا لأجل غير مُسمّى لم يكن سوى أحد القرارات المتوالية التي تغلق من خلالها سلطات الانقلاب أبواب مصر يومًا بعد يوم سواء أمام أهلها أو أمام غيرهم، وهي المفتوحة منذ آلاف السنين أمام أهل الدنيا.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
قرار سلطات الانقلاب في مصر بإغلاق الحدود مع ليبيا لأجل غير مُسمّى لم يكن سوى أحد القرارات المتوالية التي تغلق من خلالها سلطات الانقلاب أبواب مصر يومًا بعد يوم سواء أمام أهلها أو أمام غيرهم، وهي المفتوحة منذ آلاف السنين أمام أهل الدنيا.
فهذا القرار ينم عن تخبطٍ واسع لدى سلطة الانقلاب لا يقل عن قرارات سابقة صبت في نفس الاتجاه، ومن أهم هذه القرارات قرار إيقاف قطارات السكة الحديد عن العمل، وهي المرة الأولى في تاريخ ثاني أقدم خطوط للسكك الحديدية في العالم، وقد اتهم كثير من العاملين في قطاع السكة الحديد حكومة الانقلابيين بأنها تُخرّب هذا المرفق الهام بشكلٍ متعمد وتعرض القطارات والقضبان للتآكل والخراب، غير أن الانقلابيين الذين أثبتوا فشلاً ذريعًا في السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد طيلة أكثر من مائة يوم من عمر الانقلاب لم يبالوا بمعاناة الملايين من المصريين التي تعتمد على هذا المرفق الهام في حياتها؛ حيث يبلغ عدد الباعة الجائلين الذين يعملون على خطوط السكة الحديد ومحطات القطارات أكثر من نصف مليون إنسان كل منهم يعول عائلة على الأقل، وكل هؤلاء يعانون الآن في أرزاقهم ولقمة عيشهم دون أي غطاء من النظام.
هذا بخلاف الملايين التي تستخدم المرفق في الانتقال إلى أعمالها، من ثم فإن إغلاق مرفق السكة الحديد أغلق باب الرزق أمام الملايين من المصريين وجعل معاناتهم الحياتية تزداد كل يوم.
ومع إغلاق حدود مصر مع ليبيا فإن معاناة مئات الآلاف من المصريين الذين يعملون في ليبيا والذين يستخدمون الحدود في العبور والسفر وكذلك قوافل التجارة بين البلدين سوف تصيب حياة الناس بالأزمات والمشاكل.
أما معبر رفح الذي يُعتبَر المتنفس الوحيد الذي يستخدمه أهالي غزة إلى مصر فإنه مغلق معظم الوقت، ويفتح لأيام أو ساعات ثم يغلق مرة أخرى، وهناك عشرات إن لم يكن مئات يقيمون بشكل دائم على المعبر في انتظار أن يفتح حتى يخرجوا منه إلى الدنيا، وكم فقد آلاف من الفلسطينيين أعمالهم في دول الخليج أو في الدول الغربية أو خسروا منحًا دراسية أو غيرها من الأمور الأخرى بسبب إغلاق السلطات المصرية للمعبر وتعنتها في مرور الفلسطينيين منه، أما الذين ماتوا بسبب منع سلطات الانقلاب عبورهم وهم مرضى بالأمراض القاتلة والفتاكة فعددهم لا يُعد ولا يحصى.
كما قام الانقلابيون بإغلاق أبواب مصر أمام اللاجئين السوريين الذين يفرون من نظام الأسد الغادر، بل إنهم يقومون بتسليم بعض الفارين إلى النظام في سوريا، ومصر كانت المحضن الآمن لهم طوال أزمتهم التي بدأت مع الثورة المصرية.
وداخل مصر تغلق السلطات منذ ما يقرب من أسبوعين ميادين النهضة والتحرير، وأجبرت كل أصحاب المحال التجارية والشركات الموجودة في محيط ميدان التحرير وهي كثيرة على أن تغلق أبوابها.
أحمد منصور