انزعوا أقنعتكم فورًا!!
خالد غريب
خارطة طريق لإبراء الذمة... وأيضا دعوة للعقلاء من الجانبين ..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
خارطة طريق لإبراء الذمة... وأيضا دعوة للعقلاء من الجانبين:
بالفعل انقسم المصريون إلى فصيلين؛ كل من هذين الفصيلين يرتدي ماسك (قناع) موحد مميز لكل فصيل.
الماسك (القناع) الأول: يسقط حكم العسكر.
الماسك (القناع) الثاني: يسقط حكم الإخوان المسلمين
أما من واقع رصد الأحداث على الأرض فإن مرتدي تلك الماسكات ليسوا موحدين إطلاقا.. (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).. فقط تلك الماسكات هي التي تُظهرهم كذلك.. وهذا أخطر ما في الموضوع... والنقطة الحرجة التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه لماذا:
لأنه من يرتدي هذا الماسك أو ذاك يأخذ على الفور شرعية الانتماء إليه.
والسؤال هنا من هم وما هي حقيقة تلك الوجوه؟
لننظر إلى مرتدي ماسك مؤيدي أحداث 3 يوليو... سنجدهم على هذا النحو :
1- حالة انتقامية شديدة جراء ثورة يناير من فصيل كان أشد المنتفعين من ذلك النظام وفجأة وجد نفسه فقد كل شيء.. فعاد لينتقم ولا يعنيه مستقبل البلاد ولا أي خارطة طريق.
2- فصيل آخر له أجندات خارجية مباشرة ويسير وفق مخطط الفوضى الخلاقة الشهير وإبقاء البلد في تلك الحالة التي لا يرضاها أي وطني شريف ويوظف تلك الأحداث في هذا الاتجاه.
3- فصيل ثالث شديد العداء للتوجه الإسلامي بكل مناهجه وسيقبل أي حالة ما دامت تبعد هذا الفصيل عن السياسة.
4- فصيل رابع وأخير، وهو أهمهم على الإطلاق وهو ما أهتمُ به أنا.. وهم الأكثرية في هذا الجانب....وهم من لديه إشكالية فقط في صلاحية فصيل معين على القدرة لإدارة شئون البلاد واستجلاب الأمن والاستقرار لوطن كاد أن يتمزق..
وهم لديهم إشكالية مع جماعة الإخوان ومدى قدرتها على إدارة البلاد أيًا كانت المسببات، ولا يتأثرون بأفكار الأصناف السابقة بل منهم فعلا من هو وطني شريف وحريص على مصلحة البلاد والعباد؛ ولذا اصطف إلى هذا الجانب ورضي بالتنازلات القيمة التي يراها واضحة وضوح الشمس آملا في الاستقرار.
ولكن تظل الإشكالية الخطيرة... وهي أنه يرتدي نفس الماسك... فلا يمكن التعرف عليه بسهولة بل يستحيل التعرف عليه أصلا لأنك لا ترى إلا ماسك واحد لا يتغير يصطف في جانب معين... يسير في طريق واحد بقيادة واحدة فلو لبس إبليس ذلك الماسك لتم تعيينه وزيرا أو قياديا في تلك الحالة؛ بل لو لبس نتنياهو ذلك الماسك لصنف الآن (تشي جيفارا) مصر !!!!
وتلك هي الخطة الجهنمية والمدخل الحالي لتعقيد المشهد.
وعلى الجانب الآخر نفس الإشكالية (ماسك يسقط حكم العسكر).. فهذا الجانب يلبس عدة فصائل نفس الماسك وهم أيضا:
1- فصيل يوالي الإخوان المسلمين أيدولوجيا وتنظيميا وهيكليا، وبالتالي يرفض ما حدث جملة وتفصيلا.
2- فصيل إسلامي يدعم الإخوان المسلمين عاطفيا على خلفية المرجعية الإسلامية في مقابل البديل العلماني.
3- فصيل إسلامي يدعم الإخوان المسلمين الآن أيضا مع اختلافه معهم جذريا من باب نصرة المظلوم ضد أي ظالم مهما كان من هو المظلوم ومن هو الظالم.
4- فصيل غير إسلامي يدعم الإخوان المسلمين الآن ضد عودة حكم العسكر ومصادرة مكتسبات ثورة يناير مع اختلافه الأيدولوجي الحاد مع الجماعة.
5- فصيل إسلامي وغير إسلامي؛ وهذا ما أهتم به أنا شخصيا أيضا في هذا الجانب... يدعم الإخوان المسلمين برغم اختلافه مع منهجهم السياسي، ولكن رغبة من هذا الفصيل في تكريس الشرعية واحترام إرادة الشعوب، ولقناعة هذا الفصيل أنه حاليا لا بديل لذلك حتى ولو قدم بعض التنازلات بقبوله مسارات الإخوان السياسية. وهذا هو الأكثر عددا في هذا الجانب.
6- إلا أنني أيضا حتى أكون محايدًا فعلا وللأمانة لا أستبعد وجود فصيل آخر صاحب أجندات خارجية وتم تجنيده واختراقه لهذا الجانب أيضا لإبقاء حالة الانقسام الحادة واستفحال الشرخ بين المؤسسة العسكرية والجيش... ما دام أن (ماسك يسقط حكم العسكر) سيغطي كافة الوجوه.
إذا في حالة إقرار تلك الرؤية... هنا يمكن استنباط بعض الحلول أو على الأقل قواعد للحل وإن كانت صعبة ومعقدة شيئا ما، إلا إننا علينا بذل الجهد للبحث عنها... وهي تتلخص في محاولة البحث تحت تلك الأقنعة ومحاولة تحديد قسمات الوجه الحقيقية بعد نزع الماسكات للوصول إلى الشعب الحقيقي في الجانبين وهم تلك الفئتين من كل جانب التي أشرت إليها سابقا... على النحو التالي :
- الجانب الأول تلك الفئة الأكثرية في هذا الجانب... وهم من لديه إشكالية فقط في صلاحية فصيل معين على القدرة لإدارة شئون البلاد واستجلاب الأمن والاستقرار لوطن كاد أن يتمزق.
وهم لديهم إشكالية مع جماعة الإخوان ومدى قدرتها على إدارة البلاد أيًا كانت المسببات، ولا يتأثرون بأفكار الأصناف الأخرى؛ بل منهم فعلا -إن لم يكن معظمهم- وطني شريف وحريص على مصلحة البلاد والعباد ولذا اصطف إلى هذا الجانب ورضي بالتنازلات القيمة التي يراها واضحة وضوح الشمس آملا في الاستقرار بل يقبل الحكم العسكري بوصفه سيحقق هذا الاستقرار.
- أما الجانب الآخر هي تلك الفئة التي تشمل فصيل إسلامي وغير إسلامي يدعم الإخوان المسلمين برغم اختلافه مع منهجهم السياسي ولكن رغبة من هذا الفصيل في تكريس الشرعية واحترام إرادة الشعوب في الاختيار ولقناعة هذا الفصيل أنه حاليا لا بديل لذلك حتى ولو قدم بعض التنازلات بقبوله مسارات الإخوان السياسية وطريقتهم في حكم البلاد.
فعلا إذا تم نزع الماسكات وفرز تلك الفئات أظن أنها ستكون المرحلة الأولى الحقيقية لحل جميع الأزمات الحالية، بل ستكون بمثابة جدار عازل وفلترة لمسببات تلك الأزمة؛ ولكن هنا يجب ترسيخ مبدأ التجرد الكامل وإعادة كافة الحسابات وتغليب المصلحة العليا للبلاد والعباد... حينها سيكون هناك الخارطة الحقيقية الصحيحة للطريق.
ولكن سيبقى السؤال الأهم وهو: (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)؟؟
فعلا ما كتبت ذلك إلا لشعوري الحقيقي والمؤكد بأننا على شفا حفرة من النار، وأننا نمارس ما يسمى بحوار (الطرشان). ومرتدي الأقنعة من شياطين الإنس والجن يسارعون في مساراتهم الخطيرة في اتجاه الهاوية لا محالة.
أنا أنادي عاجلا تلك الفئتين من الجانبين أن تخلع عنها الماسكات حالا وتكشف نفسها للفئة الأخرى. أرجوكم قوموا بذلك قبل فوات الآوان... وما بعده سيكون يسيرا صدقوني.