كيف تصبح عبقريًا؟ الذكاء اللفظي

أنت عبقري بالفعل، ولكن المشكلة أنك لا تستغل ذكائك وقدراتك الذهنية التي أعطاها الله إياك

  • التصنيفات: تربية النفس -


أخي القارئ: أنت عبقري بالفعل، ولكن المشكلة أنك لا تستغل ذكائك وقدراتك الذهنية التي أعطاها الله إياك.

لقد أوضحت الدراسات العلمية أن الناس يعتمدون فقط على (10%) أو أقل من الموارد العقلية لديهم حتى عندما يبذلون أكبر جهد لديهم في التفكير. ونهدف من خلال تلك المقالات إلى كشف تلك العبقرية الكامنة لديك، بما يمكنك من استغلال أكبر كم ممكن من الـ(90%) الباقية من قدراتك الذهنية.

ولعل المشكلة التي يعاني منها أغلب الناس أنهم يعتقدون أن هناك نوعًا واحدًا فقط من الذكاء، ألا وهو الذكاء المنطقي، وإذا سألتم عن معنى الذكاء قالوا لك: إنه القدرة على تكوين المفاهيم، وحل المشكلات، والحصول على معلومات وتفسيرات، مع أن هذا جزء واحد فقط من الذكاء، فللذكاء ستة أجزاء. هذا الفهم الخاطئ يؤدي بلا شك إلى عدم استغلال الطاقة الذهنية بصورةٍ متكاملة وإهدار معظمها.

أنواع الذكاء:

للذكاء ستة أنواع:

1. الذكاء اللغوي: يشمل الكلمات، الحديث، الكتابة، القراءة حتى الاستماع.
2. الذكاء البصري: يشمل عالم المشهد والرؤية.
3. الذكاء المنطقي: يشمل عالم المنطق والتفكير الواعي.
4. الذكاء الإبداعي: يشمل عالم الأصالة، الابتكار، البصيرة، وابتكار أفكار جديدة.
5. الذكاء البدني: يشمل الجسم، التنسيق، البراعة، واكتساب مهارات بدنية.
6. الذكاء العاطفي: يشمل المشاعر كما يشمل علاقة الشخص بذاته وبالآخرين.

ماذا لو كان باستطاعتك أن ترفع من كفاءتك الذهنية في كل هذه المحاولات الست بنسبة (10%) فقط؟ هذا يعني أن ما أضفته إلى القدرة الذهنية سيكون بمعدل (60%). يمكنك تحقيق ذلك بسهولة ولكن بالتدريب عليه بشكل مستمر تمامًا كما تتدرب على تقوية عضلاتك، باختصار تستطيع بناء عضلاتك الذهنية كما تبني عضلاتك الجسمانية.

أولاً: الذكاء اللفظي

إن الذكاء اللفظي هو النظام العقلي المسئول عن كل شيء يتعلق بالكلمات؛ فهو يمكنك من تذكرها وفهمها والتفكير فيها والتحدث بها وقراءتها وكتابتها. وقد أشاد الناجحون العظماء بأهمية الذكاء اللفظي المتمرس حتى أن (د. ويلفر فانك) معلم ومؤسس دار النشر (فانك ووجنالس) قال: "بعد إجراء كثير من التجارب وسنوات طويلة من الاختبارات اكتشف العلماء أن أيسر الطرق وأسرعها للتحرك قدمًا هو ترسيخ معرفتك بالألفاظ. فمهما كان سلوكك المهني فمن الحكمة أن توسع من ذكائك اللفظي، فهو جواز مرورك إلى قمة الكثير من المهن". وسنعرِض لك أيها القارئ الكريم ثلاث وسائل لتطوير ذكائك اللفظي:

الوسيلة الأولى: الجمل القوية

لقد اكتشف علماء اللغة في بداية القرن الماضي أن للجمل قدرة فريدة على التنبيه والتحفيز. فالجملة القوية هي توليفة حية من كلمتين أو أكثر -أكثرها لا يتعدى أربع كلمات-، تقوم بتوصيل المعنى المقصود في التو، وتبرز قوتها من بين الكلمات الأخرى، حيث إنها تحفز ذهن القارئ والمتلقي، ولذا فأهم سمات الجملة القوية:

1- قوية وتنبض بالحياة.
2- سهلة التصور والفهم.
3- تنبئ عن جملة جريئة.
4- تحتوي على معلومات هامة أو تدعو إلى حديثٍ ما.
5- تجذب الانتباه.
6- موجزة مختصرة.

ست خطوات لتكوين الجملة القوية:

1- قم بصياغة ما تريد في أسلوبك الخاص.
2- قم بإعادة صياغته في عجلة.
3- قم بتمييز العديد من الصيغ المعدلة.
4- ضع خطًا تحت أكثر الألفاظ قوة.
5- جمع تلك الألفاظ بشكل إبداعي.
6- قم بمقارنة نتائجك بالمعايير الستة للجمل القوية.

امرأة ذكية:

كانت (ويندي) تعمل كسمسار عقاري، وكانت أهم ما تتميز به وضعها جمل قوية تجذب الناس، وكسبت من وراء ذلك الكثير من الأموال، من أمثلة جملها القوية: (جيرة آمنة، متع نظرك بمرأى حديقة وارفة، لا يهم عدد الأطفال).

الوسيلة الثانية: التحدث الفعّال

هناك سرّ بسيط جدًا لإحكام القدرة على التحدث، ألا وهو أن تكون على سجيتك. وقد اتفق العلماء جميعهم على أفضل وسيلة لتحقيق النجاح، وهي أن تتصرّف بطريقة طبيعية، فقل ما تريده وكأنك تتحدث إلى نفسك أثناء استرخاء وأنت تغتسل. ولذا إذا وجدت نفسك بصدد إلقاء خطبة ما أو في مواجهة مناسبة اجتماعية احتفظ بالمبادئ التالية:

1- تحدث بطريقة طبيعية: استرسل في التحدث بنغمة صوتك الحقيقية لا تحاول تغيير لهجتك الرصينة، أو نبرات صوتك الرنانة، فلهجتك توحي بطبيعتك الخاصة، وخبراتك الواسعة.

2- اعكس خبرتك السابقة على طريقة تحدثك: فلكل وظيفة أو مهنة أو موهبة لغة خاصة بها ألفاظًًا وجملاً، فانتقِ بعضًا من الجمل المتأصلة المتعلقة بوظيفتك أو هوايتك، وقم بإدراجها ضمن ما تبغي قولة من الآن فصاعدًا. حيث إن لغة خفية كهذه من شأنها إمدادك بقوة إضافية أثناء التحدث. ولك في هدهد سليمان علية السلام أعظم مثال، فقد استخدم لغة بحثه عن الرزق لينكر على أهل سبأ عبادتهم للشمس، قال تعالى على لسان الهدهد: {أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل:25].

3- التزم بما تقول: إذ إنك عند تركيزك على مواطن المهارة لديك ستتحدث بثقة ووضوح ومن ثم ينتبه المتلقون إلى نبراتك، وينصتون لما تقول.

4- اعترف بعدم معرفتك للإجابة إذا وجه إليك سؤالٌ لا تعرفه، حتى لا تفقد مصداقيتك مع جمهور الحاضرين.

5- أفسح مجالاً لانفعالك أثناء عرض مادتك: لا ترهق نفسك بمحاولة جذب انتباه الجميع إلى مادتك أو الإبقاء على حالة الهياج الشديد التي تظهر عليهم دون أن تترك لهم مجالاً للاستجابة، ولكن أتح الفرصة لحماسك وانفعالك واهتمامك وغضبك بل وفكاهتك أيضًا للظهور.

الأسلوب الثالث: الإنصات الفعّال

نستطيع من خلال الإنصات بفاعلية أن نجني ثمارًا كثيرة، منها:

• تذكر الحقائق والأرقام ذات الدلالة الهامة حتى وإن قيلت ارتجاليًا بأحد المؤتمرات.

• استخراج كل ما هو أساسي من خطبة طويلة تبعث على المَلل دون أن تجهد أذنيك بالاستماع لكل كلمة بها.

أربع خطوات لإنصات الفعال:

1- ركز جيدًا في بداية وخاتمة الحديث؛ حيث غالبًا ما يعرِض المتحدث فكرته الرئيسة والأفكار الفرعية التي سيتناولها أو التي تناولها بالفعل جيدًا.

2- استمع جيدًًا للألفاظ الدلالية: التي تذكر بالأفكار الرئيسة والفرعية والتي تحوي معلومات هامة بالنسبة لك.

3- انتبه لألفاظ تغيير محور الحديث التي تشير لفكرة جديدة بصدد طرحها، مثل: (وعلى صعيدٍ آخر، ولكن، وبالتالي، وهكذا، وعلى خلاف ذلك).

4- لا تلتفت إلى التفاصيل، بالطبع أنت في حاجة لكشف مزيد من التفاصيل ولكن عادةً ما تشتمل تلك التفاصيل على النوادر والإحصائيات الإضافية بهدف تدعيم أفكار المتحدث، فإذا كنت تسعى وراء الأفكار فحسب فلا تعر اهتمامًا لأكوام من المواد المتراكمة بغية إبراز الفكرة الرئيسة.

ونلتقي في المقال القادم -إن شاء الله- مع النوع التالي من أنواع الذكاء الستة.

 

المصدر: مفكرة الإسلام