المسك
سُئِلَ التاريـخُ يوماً فأجابا *** ومضى يفتحُ من ذكراه بابا
وروى من سيرةِ الصدِّيقِ شهداً *** كل معنىً فيه يحتاج كتابا
يعشقُ الصدق ويشدو بالوفا *** ينثر المسكَ أريجاً مستطابا
أصدقُ الناس مدى الدهر أبو *** بكرٍ الصديقُ، أعلاهم ثوابا
- التصنيفات: الشعر والأدب -
سُئِلَ التاريـخُ يوماً فأجابا *** ومضى يفتحُ من ذكراه بابا
وروى من سيرةِ الصدِّيقِ شهداً *** كل معنىً فيه يحتاج كتابا
يعشقُ الصدق ويشدو بالوفا *** ينثر المسكَ أريجاً مستطابا
أصدقُ الناس مدى الدهر أبو *** بكرٍ الصديقُ، أعلاهم ثوابا
كم تلقَّى في سبيل الله ضيماً *** ولأجل الحقِ كم لاقى عذابا!
صحبَ المختار من مولده *** لم يفارقه ذهاباً وإيابا
حدَّث التاريخُ عن أمجاد عملاقٍ *** ولمْ يتركْ لمن يأتي خطابا
هل لنا يا أمتي من مثلٍ *** يرجعُ المجدَ فتياً وشبابا
هل لنا من صولةٍ بين الورى *** مثلما كنا شماريخاً عِرابا
قد تولانا الأسى من بعد ما *** مُرجتْ أخلاقنا والعزُّ غابا
وتداعى الجور في أوطاننا *** ومغاني عزنا أضحت يبابا
لم نزل باقين في غفلتنا *** وربى أوطاننا تخشى الذئابا
ها هو الصديق من أجل عقالٍ *** يعلن الحربَ على الباغي احتسابا
والملايين تموت اليوم قهراً *** فنرى الصمت إذا ناحتْ جوابا
أين من يرجع جيلاً شامخاً *** يتسامى مثلما كان الصحابا
آه لا تحزن أبا بكرٍ ففينا *** ألف صــــــديق ولكن نتغابى
كــم جرعنا لهباً من قادةٍ *** كمموا الأفواهَ لم يبقوا صوابا
ملأوا الآفاق إفكـــاً وأذى *** هتكوا الأستار واقتادوا الرقابا
حجبوا الأمة عن آمالها *** فاكتسى الأفقُ غيوماً وضبابا
أيها الصديق يا عنوانَ حب *** لرسول الله لبى واستجابا
كم بذلت الجهد للإسلام إعزازاً *** فأسعدت الروابي والشعابا
يا رفيقاً للهدى منذ ابتدا *** وبحب المصطفى شبَّ وشابا
شهد الغار دموعاً منك تهمي *** ليزيل المصطفى عنك المصابا
لم تحرك يا أبا بكرٍ سكوناً *** جرتِ الدمعةُ قهراً واغتصابا
تحتسي الأوجاع كي يهنأ نوماً *** وله كنت وقــاءً وحجابا
أيها الصديق يا قائد رشدٍ *** يصنع النصر ويستهدي الكتابا
رحمة أنت على طول المدى *** لبني الإنسانِ سلماً وحربا
قــدوةٌ أنتَ إمام للهدى *** تَمنح الأجيال فقهاً وصوابا
زادك الرحمن بين الناس ذكراً *** وثمار الغرس تجنيها ثوابا
هائل سعيد الصرمي