خطة الشيطان لحرق مصر
عامر عبد المنعم
لابد من حل المشكلة الكبيرة لإنقاذ مصر، وهي السطو على السلطة واستبعاد الشعب، وليس الاستمرار في إشعال الحرائق وافتعال المشكلات هنا وهناك للهروب من مواجهة الأزمة.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
التحريض على الهجوم العسكري على دلجا وكرداسة:
بدأت عصابة إسرائيل في الإعلام تُحرِّض الجيش والشرطة للهجوم على القرى والمدن، مثل قرية دلجا بالمنيا ومركز كرداسة بالجيزة؛ حيث يرون أنهما متمردتان لتأديبهما.
هؤلاء الذين يتحدثون عن مؤامرات لتقسيم مصر وانفصال الصعيد ويبالغون في التحريض يريدون حرق مصر وحرق جيشها، فما يحدث في مصر حالة من الغضب لها أسباب ودوافع، وهذا الغضب لن يهدأ إلا بإلغاء الأسباب وإعادة الشرعية للشعب، وليس بالهروب إلى الأمام وافتعال معارك مع الشعب بزعم مواجهة التمرد واستعادة هيبة الدولة.
السير في هذا الطريق خطر كبير وبدايةً لمعارك ليست لصالح مصر ومستقبلها.
مثل هذه المعارك تتطور وتخرج عن السيطرة، ومن يبدأها لا يستطيع أن ينهيها.
مثل هذه المعارك تفتح للقوى المعادية الباب للتلاعب بمصر ووضعها على مقصلة أمريكا والغرب.
أقول لهؤلاء الذين لا يشبعون من القتل ويريدون إشعال النار في البلد: كفاكم مذابح ولا تُورِّطوا مصر في المزيد، وأُذكركم بوقائع معاصرة سارت في نفس هذا الطريق الاستعلائي فانقلبت وبالاً عليهم:
1- لقد حاول زين العابدين بن علي تأديب ولاية سيدي بوزيد لإخضاعها ففشل وكانت الثورة التونسية.
2- قتل السجناء الليبيين في سجن بوسليم بزعم القضاء على تمردهم كان سبباً في ثورة ليبيا وتفكيك الجيش الليبي وقتل القذافي.
3- عندما ذهب الجيش السوري لتأديب درعا تفجرت الثورة المسلحة في كل أنحاء سوريا.
لابد من حل المشكلة الكبيرة لإنقاذ مصر، وهي السطو على السلطة واستبعاد الشعب، وليس الاستمرار في إشعال الحرائق وافتعال المشكلات هنا وهناك للهروب من مواجهة الأزمة.
لابد من التخلي عن القاعدة الفرعونية {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى} [غافر من الآية:29]. لقد انتهى عصر الفراعنة، والزمن غير الزمن والشعب غير الشعب، والذئاب من حولنا ينتظرون الجائزة الكبرى!
ألا من عقلاء يفهمون ويوقفون هذا الجنون؟!
نسأل الله أن يُجنِّب مصر شرّ الفتن ويحقن دماء شعبها.