الاتفاق الإيراني الغربي: على حساب من؟!


المشاركات : 887
الجنس:أنثى
المكان:مصر
مراسلتــى
مشاركاتى
Mention


تاريخ المشاركة : أمس , 07:36 PM


الاتفاق الإيراني الغربي: على حساب من؟!

تقرير إخباري ـ المسلم 22/1/1435 هـ

لم يعد يشك عاقل في أن العلاقة بين طهران من جهة وأمريكا واليهود والغرب من جهة أخرى لم تكن في يوم من الأيام كما كان يراد تصويرها للعالم العربي والإسلامي، علاقة مبنية على العداء والخصومة، من خلال التصريحات والشعارات النارية التي كانت تطلق من كلا الطرفين طوال الفترة السابقة، بل هي في الحقيقة علاقة مصالح متبادلة...

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -


لم يعد يشك عاقل في أن العلاقة بين طهران من جهة وأمريكا واليهود والغرب من جهة أخرى لم تكن في يوم من الأيام كما كان يراد تصويرها للعالم العربي والإسلامي، علاقة مبنية على العداء والخصومة، من خلال التصريحات والشعارات النارية التي كانت تطلق من كلا الطرفين طوال الفترة السابقة، بل هي في الحقيقة علاقة مصالح متبادلة، كان لا بد لها في تلك الفترة أن تظهر بمظهر العداء لجلب التعاطف الشعبي العربي والإسلامي لإيران، كي تستطيع ممارسة دورها المرسوم لها لتنفيذ أجندتها وأجندة الغرب معها، في ضرب أهم معاقل القوة السنية بمقتل، من خلال احتلال كل من العراق وأفغانستان.

وما إن ظهرت حقيقة الموقف الإيراني تجاه أهل السنة في كل من سوريا والعراق ولبنان، وبدأ الموقف العربي والإسلامي المتعاطف مع إيران ينقلب إلى موقف عداء وصدام، حتى سارعت القوى الغربية مع حليفتها طهران إلى كشف المستور، واللعب على المكشوف كما يقولون، من خلال مفاوضات جنيف التي انتهت إلى اتفاق مبدئي، يمهد الطريق لاتفاق كامل ونهائي بشأن برنامجها النووي وملف المنطقة الإقليمي. فقد توصلت إيران والقوى الكبرى إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، والتي تعهدت فيه إيران ببعض الالتزامات أهمها:

1. وقف تخصيب اليورانيوم فيما يتجاوز نسبة 5%، إضافة لتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من 20%، وتخفيف مخزونها الكامل من اليورانيوم المخصب، بنسبة تقترب من 20% لما دون 5% أو تحويله إلى صورة لا تناسب أي عمليات تخصيب أخرى وذلك قبل نهاية المرحلة الأولى.

2. عدم إنشاء أي منشآت إضافية للتخصيب، ووقف أي تقدم فيما يتعلق بقدرات التخصيب بعدم تركيب أي أجهزة طرد مركزي، ووقف أي زيادة بمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%.

3.عدم تحقيق أي تقدم في الأنشطة بمفاعل أراك، ووقف التقدم في مسار استخلاص البلوتونيوم.

4. إتاحة المجال بصفة يومية لمفتشي وكالة الطاقة الذرية لدخول نظنز وفوردو، بالإضافة إلى الاطلاع على منشآت تجميع أجهزة الطرد المركزي، والدخول إلى مناجم اليورانيوم ومحطات تجهيزه.

وفي مقابل ذلك تلتزم الدول بتخفيف محدود للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، إضافة لعدم فرض أي عقوبات جديدة لمدة ستة أشهر إذا راعت إيران التزاماتها، ووقف عقوبات معينة على الذهب والمعادن النفيسة وقطاع السيارات وصادرات إيران البتروكيماوية، بما يتيح لإيران إيرادات تقترب من 1،5 مليار دولار، ناهيك عن السماح بنقل 400 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة. وبعد ساعات من الاتفاق أفرجت واشنطن عن 8 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة من جانبها، كما نقلت وكالة (إرنا) الإيرانية عن خاموشي رئيس الغرفة التجارية الإيرانية السابق.

وبعيدًا عن الترحيب الإيراني الشديد بالصفقة الموقعة مع الغرب، والذي وصف في طهران بأنه إنجاز وانتصار عظيم لإيران، وبعيدا عن حقيقة وجود هذا المفاعل النووي الإيراني الذي كان وما يزال مصدر شكوك بعض المحللين والخبراء استنادا إلى معطيات كثيرة أهمها:
السكوت المريب للغرب واليهود على مفاعل نووي مزعوم طوال سنوات المفاوضات الطويلة بشأنه، فإن اتفاق جنيف يتجاوز موضوع الملف النووي الإيراني، إلى تسوية تطال الدول العربية والإسلامية، خاصة بعد التسريبات التي أكدت وجود محادثات سرية أمريكية إيرانية في سلطنة عمان مهدت لاتفاق جنيف.

وحيال ذلك لا بد أن نتساءل: على حساب من سيكون هذا الاتفاق؟؟ وستأتي الإجابة بلا شك: على حساب المسلمين من أهل السنة في البلاد العربية والإسلامية، نظرا للخطر الذي يتحسسه اليهود والغرب مما يجري في كل من سوريا ولبنان والعراق ومصر.

ونظرًا لأهمية الأمن اليهودي في السياسية الأمريكية والغربية، فإن اتفاق جنيف لا بد أن يتضمن موقفًا واضحًا لإيران من العلاقة مع إسرائيل، والتي ظهرت وبوضوح في كلمة روحاني في الأمم المتحدة، كما ظهرت في تهنئته ووزير خارجيته جواد ظريف اليهود بأعيادهم. ثم يأتي هذا الاتفاق بلا شك على حساب سوريا والعراق أيضًا، الدولتان اللتان تعتبران شبه محتلة من إيران، نظرا لسيطرة إيران على السياسة العراقية بالكامل من خلال رئيس الحكومة المالكي، ومن خلال ما يجري في سوريا من حرب لم تعد في الحقيقة بين جيش بشار والثوار، بقدر ما أصبحت بين الثوار وطهران، ويزداد الأمر وضوحا إذا ما لوحظ التغير الواضح في الآونة الأخيرة في لهجة واشنطن حيال تنحي بشار أو دور إيران في سوريا، وخاصة بعد تسليم السلاح الكيماوي السوري، الأمر الذي يوحي بصفقة ما تمت في جنيف بشأن هذا الملف الخطير.

ومن غير المستبعد أيضًا أن تكون هذه الصفقة على حساب تركيا اللاعب الأبرز في الشرق الأوسط مع إيران، من خلال إضعاف دور أردوغان لصالح طهران، ناهيك عن تجاهل الغضب الخليجي من التقارب الأمريكي الغربي الإيراني، الذي تعتبره اتفاقا دول الخليج على حسابها وحساب أمنها، وهو كذلك بلا شك.

فإلى متى ستبقى الدول العربية والإسلامية في موقف المتفرج على ما يجري حولها من اتفاقات على حسابها؟!