الشمس والقمر في القرآن العظيم..
ملفات متنوعة
- التصنيفات: التفسير -
ـ يقول الله تبارك وتعالى :{ وَكُلٌّ
فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }..
قبل القرن السابع عشر لم يكن هناك من العلماء من نظر إلى النظام
الشمسي أي نظرة صحيحة ، فقد كانت الفكرة الموجودة والمسيطرة في القرون
الماضية هي أن الكرة الأرضية ثابتة في مركز لكون كروي مغلق مؤلف من
كرات متطابقة من الكريستال تتوزع وتدور عليها الشمس والكواكب والنجوم
.
حتى جاء العالم ( كابلر ) في القرن السابع عشر وأكد أن الشمس والكواكب
التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بكل منها وفق نظام معين..
الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص مجرة الطريق اللبني .
وهي تجري بسرعة رهيبة حول مركز المجرة الثابتة الذي تبعد عنه 30 ألف
سنة ضوئية ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة
كاملة حول المجرة كل 250 مليون سنة !!
منذ ولادة الشمس التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة أكملت الشمس وما تبعها
حوالي 18 دورة حول مجرة الطريق اللبني ، والتي تجري بدورها نحو التجمع
المحلي للمجرات ، والتجمع المحلي يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات ،
وكدس المجرات يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات العملاق ، فكل جرم في
الكون يجري ويدور ويجذب ويُجذب..
ـ يقول الله تبارك وتعالى : { كُـلٌّ
يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى }، { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى }، { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }، { فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ }..
وحتى القرن السابع عشر كانت المعلومات الفلكية تقول بأزلية النجوم ،
وأنها لا تندثر أو تموت ، ولم يكشف علم الفلك إلا في القرن العشرين عن
أن النجوم تولد وتنمو وتكبر وتهرم وتموت ، فقد تأكد العلماء الآن من
ظاهرة موت النجوم وأن شمسنا سوف يأتي عليها يوم وستنطفئ ، أما توقيت
موتها فلا يعلمه إلا بارئها سبحانه وتعالى..
- يقول الله تبارك وتعالى : { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً }، {
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً
وَالْقَمَرَ نُوراً }، { وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ
الشَّمْسَ سِرَاجاً }..
وحتى بداية القرن التاسع عشر كانت المعلومات الخاصة بالشمس ضئيلة
جداً، حتى أن أحد علماء هذه الحقبة الزمنية ويسمى ( وليام هرشل ) وهو
مكتشف كوكب أورانوس كتب يقول أن الشمس جسم صلب معتم مخبأ تحت طبقة من
الغيوم المنيرة أما المناطق الرطبة فيها فمأهولة بمخلوقات تأقلمت
بخصائص هذا الجرم الواسع !!
أما في القرن العشرين ومع تقدم العلوم الكيميائية والفيزيائية النووية
، أمكن التوصل إلى معرفة بعض المعلومات عن الشمس وأهميتها البالغة
بالنسبة للحياة على وجه الأرض وهذا التأثير لم يأتي في مخيلة أحد من
العلماء من قبل..
ومن هذه المعلومات أن الشمس نجم تصل الحرارة في داخله إلى 15 مليون
درجة مئوية ، وفي أطرافه تصل درجة الحرارة إلى 6 مليون درجة ، لذا
فالشمس يعتبر مختبر عملاق من الفيزياء النووية ، وبفعل هذه الحرارة
الهائلة تتحد جزيئات الذرة وتعطي غاز الهيدروجين الذي يؤلف القسم
الأكبر من مادتها ( 92.1%) ثم يتحول الهيدروجين إلى غاز الهليوم ومن
هذا التحول ينشأ ضوء الشمس ؛ وبهذا يتضح لنا كيف أن الشمس هو جرم
مستقل يستمد ضياءه من ذاته ، وليس جرماً معتماً كما كان يظن علماء
الفلك في العصور القديمة..
وضوء الشمس هو المصدر الأساسي لبقية مصادر الطاقة كالرياح والطاقة
المائية والطاقة الغذائية.. وغيرها ، ولذا فالشمس تعتبر خزان طاقة
هائل والذي هو أحد الأسباب التي خلقها الله تبارك وتعالى لتصلح الحياة
على وجه كوكب الأرض.
أما بالنسبة للقمر فهو جرم معتم بارد يستمد نوره من الشمس ، فالوجه
المنير للقمر هو نتيجة انعكاس ضوء الشمس على سطحه ، ولذا فالوجه الآخر
للقمر هو مظلم تماماً نتيجة لعدم انعكاس ضوء الشمس عليه..
يقول الله تبارك وتعالى : { وَسَخَّر
لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ }..
أما بالنسبة لحركة البحار المعروفة حاليا بـ المد والجذر فلم يتم
التعرف على أسبابها العلمية إلا في القرن الثامن عشر مع (نيوتن) الذي
ربطها بتأثير جاذبية القمر والشمس على الأرض .
ولا يبدو أثر هذه الجاذبية على الأرض الصلبة واضحاً ، إلا أن تأثيرها
يبدو واضحاً على سطح المحيطات والبحار من خلال ارتفاع منسوب المياه
وانخفاضه المعروف بالمد والجزْر ، فللقمر جاذبية تقوم بجذب مياه
البحار والمحيطات ، ولكن لأن هذه الجاذبية القمرية هي جاذبية ضعيفة
بالمقارنة بجاذبية الأرض التي تقاومها ، تقوم جاذبية الأرض بإعادة
المياه مرة أخرى ، ومن هذا الشد والجذب بين الجاذبتين تحدث حركة
المياه في البحار والمحيطات والتي بدونها لا يمكن للحياة أن تستمر في
الكرة الأرضية بأكملها ، فمياه البحار والمحيطات إذا ركدت سيؤدي هذا
إلى ركود آلاف الأطنان من الملح الموجود بهذه البحار والمحيطات ،
وركود هذه الكميات الضخمة من الأملاح سيؤدي بدوره إلى تعفن المياه ،
وهذا التعفن يؤدي إلى موت جميع الأحياء المائية الموجودة بهذه البحار
والمحيطات وتعفنها هي الأخرى ، ومن جراء تعفن هذه الكميات الضخمة من
الأحياء المائية ، سيمتلئ سطح الكرة الأرضية بالبكتريا وستنتقل مختلف
أنواع الميكروبات الحاملة لمختلف الأمراض وتنتشر في سرعة مخيفة قاضية
على كل كائن حي تقابله ، وتختفي الحياة من على وجه الكرة الأرضية
تماماً ...
ولقد كشفت علوم الأحياء البحرية أن تصرفات تلك الأحياء في حياتها مثل
التفتيش عن الغذاء والتوالد والهجرة والنمو ، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً
بتعاقب الليل والنهار ومنازل القمر ، وخاصة عندما يكون بدراً
...
فكثير من الأسماك والقشريات التي تعيش في أعماق البحار تصعد إلى سطحه
عندما يكون بدراً ، والنباتات تنمو بسرعة أكبر خلال الليالي التي يكون
القمر فيها مكتملاً. وبصورة عامة فإن جميع الأحياء تتأثر بضوء الشمس
ونور القمر من خلال ساعات داخلية بيولوجية في كل منها ...
- كوكب الأرض الوحيد الصالح للحياة !!
يقول الله تبارك وتعالى : { أَلَمْ
نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً }، { وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ }، {
اللَّهُ الَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ
الأَرْضَ قَـرَاراً وَالسَّمَآءَ بِنَـآءً }..
لو كانت الأرض بحجم القمر لانخفضت جاذبيتها إلى السدس مما هي عليه
الآن ، فما استطاعت أن تمسك بالماء فوق سطحها و لانعدمت إمكانية
الحياة على ظهرها كما هو الحال على سطح القمر ، علماً أن القمر والأرض
تكونتا من كتلة غازية واحدة .
ولو كانت الأرض بحجم الشمس لبلغت جاذبيتها 150 مرة عما هي عليه الآن
ولارتفع الضغط الجوي على سطحها إلى معدل طن واحد في كل بوصة مربعة ،
وفي ذلك استحالة نشأة أي حياة على سطحها ، علماً أن السماوات والأرض
انفصلتا من كتلة غازية واحدة ...
ولو كانت المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس بزيادة 4 ملايين ونصف
مليون كلم ( أي 154 مليون كلم بدلاً من 150 مليون كلم ) لانخفضت درجة
الحرارة إلى 180 درجة تحت الصفر على سطحها ، ولانعدمت فرصة الحياة
للبشر على سطح كوكب الأرض.. ولو نقصت هذه المسافة بمقدار مليون ونصف
من الكيلومترات ( 148.5 مليون كلم بدلاً من 150 مليون كلم ) لارتفعت
درجة الحرارة إلى 450 درجة مئوية ، و لانتهت أية فرصة للحياة البشرية
على وجه الأرض..
ولو كان دوران الأرض حول محورها العمودي مستقيماً وليس مائلاً كما هو
الحال في دوران كوكب المريخ حول نفسه لانعدمت إمكانية الحياة على
سطحها..