الإساءة للرسول هوس غربي قديم
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لم تقتصر الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك فقط
ولكنها امتدت لتشمل إساءات أشد مثل ما نشرته صحيفة هيوستن برس
الأمريكية الأسبوعية في ولاية تكساس من إعلان عن دار عرض أمريكية تعرض
فيلما إباحيا بعنوان'الحياة الجنسية للنبي محمد'.
ورغم الاحتجاجات التي تلقتها دار السينما من مسلمي ولاية تكساس إلا
أنها رفضت إيقاف عرض الفيلم واستعانت بالشرطة لصد المتظاهرين. وبالطبع
لم يتم اتخاذ أي إجراء لمنع عرض الفيلم من قبل المسئولين.
هذا كله ناهيك عن نسبة أحاديث غير صحيحة للرسول واتهامه بأنه قد أضاف
آيتين لسورة النجم لتعظيم آلهة قريش لاستمالتهم حذفها بعد ذلك. وكل
هذا يشير بشكل غير مباشر أن الرسول لم يكن مخلصا في دعوته بل لم يكن
نبيا بالمرة و إلا ما أقدم على إضافة آيتين من نفسه.
تبين علماء المسلمين بعد ذلك أن الآيتين لا تحتويان على أي قدر من
المصداقية حيث أن سورة النجم كلها عبارة عن حملة صد للمشركين والأصنام
فلا يمكن أن تمجد الأصنام في آية وتذمها في آية أخرى ، أيضا سنجد أن
وقائع حياة الرسول [صلى الله عليه وسلم] تجعلنا نستبعد ذلك تماما نظرا
لأنه مثال الصبر والإيمان ، بالإضافة إلى أن هذه الآية تجعل الآيات
الثلاثة مناط للشفاعة يوم القيامة دون تعليقها على إذن الله وهو ما لم
يسنده القرآن في أي موضع منه إلى أي كائن أيا كانت منزلته وما يؤيد
ذلك هو قول الله تعالى في نفس السورة ' وكم من ملك السماوات لا تغني
شفاعتهم شيئا إلا من بعد إذن الله لمن يشاء ويرضى'.
ونلاحظ أن الإساءات السابقة خرجت من أشخاص ليس لهم خبرة بالدين ولكن
وجدنا أن تشويه الرسول جاء من رجال الدين أنفسهم، حيث أن القس جيري
فاينز أحد قادة الكنيسة المعمدانية أساء لشخص النبي خلال الاجتماع
السنوي في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية ولم يكتفي بذلك
فقط بل قال أن الله الذي يؤمن به المسلمون ليس هو الرب الذي يؤمن به
المسيحيون قائلا'لن يقوم الرب بتحويلك إلى إرهابي يحاول تفجير الناس و
أخذ أرواحهم'.
ورغم احتجاجات مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير تضامنت الكنيسة
المعمدانية الجنوبية مع القس رافضة إدانة تصريحاته وإساءاته مما دفع
المسئولين في المجلس إلى إرسال خطاب للرئيس بوش يطالب بالتدخل المباشر
لإدانة تصريحات هذا القس.
ومن المعلوم أن حملات الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم قديمة قدم
الرسالة ولقد ظهرت جلية في كتابات المستشرقين في منتصف القرن السادس
عشر الميلادي وقد تنوعت حملات الإساءة تلك من التشكيك بصحة رسالة
النبي صلى الله عليه وسلم ومصدرها الإلهي إلى التخبط في تفسير مظاهر
الوحي التي كان يراها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً، وبخاصة
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إلى التطاول على شخص الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم.
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين أستاذ الدراسات اللغوية بجامعة القاهرة
إن الغرب هم حملة الرؤوس النووية ومحمد - صلى الله عليه وسلم - صانع
العقول والأيادي والرؤوس المسالمة .. لا أعرف شخصا كان مسالما
للإنسانية مثلما كان [محمد] ولا أذكر في تاريخ البشرية أحدا ربى الناس
على التسامح وسعة الأفق والحوار والعدل والصفح والرحمة كما فعل [محمد]
صلى الله عليه وسلم.
كلنا نعرف - والغرب قبلنا - أن تيارات التعصب المذهبي هي التي صنعت
حروب القرن العشرين التي سماها مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق
الحروب المليونية حيث راح ضحية الحرب العالمية الثانية نحو عشرين
مليونا من العسكر ونحوها من المدنيين.
يضيف د. عبد الصبور أن محمداً قد وأد هذه العصبية في الإنسان وألغى
بإنسانية سامية أية فروق عضوية أو إنسانية أو لونية أو قومية أو دينية
أو جنسية بين البشر .. لقد سوى بين الجميع ، فكلنا من آدم وآدم من
تراب وكلنا سواسية لا فضل لأعجمي على عربي إلا بالتقوى ولا لعربي على
أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح .. وفي مجمع [محمد] - صلى الله عليه
وسلم - كان سلمان [الفارسي] من آل البيت وصهيب [الروماني] داعية
الإسلام البارز وبلال [الحبشي] صوت الإسلام المؤذن للصلاة .. وفي
مجتمع [محمد] الذي صنعه بالإسلام بدت فيه نعمة [التآخي الجميل] التي
تلغي نقمة التعصب القبيح .. وقد سئل ما العصبية ؟.. قال : أن تعين
قومك على الظلم .. وعندما شم رائحة التعصب القومي قال : « دعوها فإنها منتنة » .
فهل قرأ دعاة صراع الحضارات والحروب النووية سيرة محمد حتى يجدوا في
سلوكه عيبا ينتقص من قدر الإنسانية الحقة ؟.. لا أظنهم فعلوا !.