بيت حانون إنا لله وإنا إليه راجعون

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [البقرة: 154-156]

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [آل عمران: 169-170]

استمراراً لمسلسل الاعتداءات اليهودية الفاجرة والعدوان الصهيوني العالمي, واستمراراً للخنوع والخضوع العربي والإسلامي الذي لا يخلوا دائما من الصمت المطبق, واستمراراً لمسلسل العمالة والخيانة الذي أصبح السمة السائدة للنخب العربية الحاكمة والمسيطرة على مقاليد الأمور, صعدت أرواح أطفال بيت حانون تشكي لربها ظلم البشر, وتشهد بآرئها على وحشية الأعداء وخنوع وعمالة الأقرباء, فإنا لله وإنا إليه راجعون.

يصف أحد سائقي الإسعاف المجزرة الدموية التي نفذها إخوان القردة والخنازير ببيت حانون قائلاً:

عندما وصلنا إلى موقع المجزرة احترنا من أين نبدأ, بسبب كثرة القتلى والجرحى, ثم أكمل قائلاً: أنه رغم أن عمله منذ عشرة سنوات يتركز في هذا المجال, إلا أنه لم يتوقع في يوم من الأيام أن ترى عيناه المشاهد التي رآها في بيت حانون, وتابع القول أنه شاهد أحد الجرحى وهو يحمل ابنه القتيل مندفعاً نحو سيارة الإسعاف وقبل وصوله للسيارة إذا بذراع الولد تسقط , وعندما حاول الوالد المكلوم انتشال الذراع فإذا برجل ابنه تتدلى فارتمى على الأرض منهاراً .

القذائف اليهودية القذرة خلفت عشرات القتلى والجرحى وكان أول القتلى أطفال نائمون ينتظرون ذهابهم للمدرسة صباحاً, فيا حكام العرب ويا أصحاب الضمائر أليس عندكم أطفال كهؤلاء.

وسط ذهول الجميع من المجزرة البشعة انفجرت إحدى السيدات التي فقدت أحد أبنائها صارخة مطالبة بتزويدها بحزام ناسف من أجل عملية تفجيرية, قائلة بلسان حالها, رحم الله المعتصم, ولعن كل خائن.

يا شباب الإسلام هبوا لنجدة الفلذات, قوموا إلى جنة عرضها الأرض والسماوات, يا فتيات الإسلام أعقمت الأرحام أن تلد مثل خالد؟!
ولكن رحم تلد مثل خالد لابد أن تتربى على التوحيد الخالص لله الواحد الماجد.

يا علماء الإسلام رحم الله سلطانكم العز لما هب لله فهبت من وراءه الحشود فلما زأر سمعت الدنيا زئيره, ولما انتفض ارتعدت مفاصل الكفر لانتفاضته, ولما ربى أخرج بيبرس وقطز, ولما بصق على التتار أكلتهم الأرض أكلاً فأين ريح العز وأين من رباهم, ألا رحمة الله على العلماء العاملين.

ويا حكام المسلمين, لا أجد لكم إلا قول أم عبد الله الصغير, آخر حكام الأندلس عندما بكى بعد فوات الأوان: إبك بكاء النساء على ملك لم تفعل فيه فعل الرجال.

أما أنتم فحتى البكاء قد فارق أجفانكم وارتضيتم بما ارتضت به الحبلى من الزنا, والفاجرة التي ارتمت في حضن أعدائها, وارتضت منهم بماء الرجال.

ويـــــــــــــا أمـــــــــــــــة:
لــــــــــــــــــك الـــلــــــه
لــــــــــــــــــك الـــلــــــه

ولكن حتماً سيولد فجر جديد, ويومها لن يقر لخائن قراراً.
فــاللـهـــم فـــــرجــــك والـلهــــم رحـــمــــاك بأطفال رضع وشــــيـــــــــوخ ركـــــــــع
وحسبنا الله ونعم الوكيل

رســــالـــــة للجيـــوش العربيـــة:

موسم الشتاء قادم برجاء سرعة استبدال الزي الصيفي حتى لا يصيبكم برد الشتاء.

محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام