سفهاء الصحفيين وورقة التوت

سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الدويش

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:

فلنا قِيَمٌ تمنعنا من ممارسة ما يفعله كثير من الصحفيين، ولنا مبادىء تَحولُ بيننا وبين النزول إلى حضيض أخلاقياتهم، ووحل أدبياتهم، وتحجِزنا الأخلاق عن مجاراتهم في معظم سفههم وسفولهم، ولكن ديننا علمنا أن للضرورة أحكاماً وحالات، وأن الميتة المحرَّمة تُباح عند خشية الهلكة، وأن الجهر بالسوء منهيٌ عنه إلا إذا كان ثمت ما يردع الظلم، وينتصر على البغي.

وبما أن كثيراً من الصحفيين أو الإعلاميين بصفةٍ أعمّ قد تجاوزوا في كثيرٍ من الأمور كل حدود المهنية الصحفية والإعلامية، وولغوا في حُمّى الفضيلة، وتخلوا عن أخلاق العمل الصحفي فضلاً عن أخلاق المسلم، ولم يَعد يردعهم رقيب، أو يُلجِمهم مسؤول، ورأوا أنهم فوق مستوى المؤاخذة، وأن لهم حصانة ليست لغيرهم من البشر، وبما أنهم ارتضوا المواجهة المكشوفة، وأعلنوا الحرب السافرة التي يعلمون أنهم أول ضحاياها، وأكبر خاسر فيها؛ لأن من كان بيته من زجاج هشِّ فليس من العقل أن يرمي الناس بالحجارة، لا سيما وقد أجمع العقلاء وغيرهم أن المستنقع الإعلامي من أنتن المستنقعات إلا ما رحم ربك، وأن عفن الإعلام لم يَعد يستره أو يُوارِيه خداع أو تزييف.

وبما أن الهيئة اليوم أضحت هدفهم المباشر، وصاروا يرمونها عن قوسٍ واحدةٍ ليس لكونها قد تتجاوز أو تخطىء؛ بل لأن لهم مواقف مخزية معها، أرادوا من خلال كثير من الهجمات تصفية الحسابات، حتى إذا اطَّلع الناس على شيءٍ من مخازيهم التي ضبطتها الهيئة، وإذْ بهم يعتذرون بأنه قد سبق لهم أن تحدّثوا عن ضحايا الهيئة، وأن أولئك الضحايا ليسوا سوى أبرياء أُخِذُوا بسوء الظن، وأننا معشر الصحفيين قد فضحنا هذا المسلك من قبل، وذلك للتلبيس على الناس وخداعهم، وإن كان ليس هذا حال كل من يكتب في الصحف عن الهيئة، بل بعضهم قد يدفعه الطمع المادي حيث يساوم من قبل مسؤولي تلك الصحيفة، ويقايض أن كتابته ضد الهيئات رهن لاستمراريته في المهنة التي تُعتبَر مصدر دخل قوي له، أو تدفعه الرغبة في الشهرة من خلال المخالفة، أو ادِّعاء الوضوح، وعدم المجاملة، ومعلوم أن كل هذه المزاعم والدعاوى كذب مفضوح، ولا تستند لأي مستندٍ واقعيٍ أو منطقي، بل إن دعاواهم الزائفة تتحطّم عند جدار الواقع، أو تصبح كالملح في الماء الحار، وليس أدلَّ على ذلك من جبن كثير من هؤلاء، وعلى رأسهم رؤوساء التحرير؛ عن تناول شركة الاتصالات بالنقد مع كثرة مخالفاتها وتعدياتها ومظالمها، وذلك لأنها قد أخرست ألسنتهم بعقود الدعايات، ولمعان بريق الصفقات، فباعوا مع تلك العقود نزاهتهم، وداسوا النقد والحرية تحت أقدامهم العفنة.

أما من يكتب من بعض عقلاء الإعلاميين والصحفيين -وقليل ما هم- فلا شك أنه لو جانب الصواب في شيءٍ من طرحه، فلن يتردَّد في الرجوع إلى الجادة، وليس في هذا إسباغاً للعصمة على جهاز الهيئات، وتخطئة كل من ينتقدهم، بل قد سبق لي التنبيه مراراً على أن الخطأ موجود، وكل جهاز يعمل فلا بد أن يُخطىء، والتصحيح منشود، والتطوير مطلوب، ومعالجة الأخطاء لها طرقها وأساليبها، ولها رجالها وأدواتها، وليس من الأدوات ولا الرجال المصلحين في شيءٍ كثيرٍ من الصحفيين والإعلاميين لأن "فاقد الشيء لا يُعطيه"، و"الذباب لا يُفرِز عسلاً، ولا يجنى من الشوك العنب".

كنت أتمنى ولا زِلت، وبما أن هؤلاء الأوباش قد ابتغوا الفتنة، وفتحوا على أنفسهم باب الفضيحة والخزي، وسلكوا مسلك التشفي بنشر الكذب، وتلفيق الحقائق؛ أن تقوم الهيئة بكشف المستور، وإطلاع الناس على بعض ما في سجلاتها من الحقائق الفاضحة لتلك الشرذمة الفاسدة المفسدة، وأن تثبت للناس أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هؤلاء أبعد ما يكونون عن النزاهة والموضوعية، فضلاً عن الإصلاح والتقويم.

ليت رئاسة الهيئة تنشر لنا خبر ذلك الصحفي الذي كتب عنها ولازال ولن يزال إلا أن يشاء الله، وأن في سجله ما يزيد على خمسة عشر مخالفة من بينها محاولة اختطاف وهروب، وليس أقلها المعاكسة والترقيم، والتعرُّض للأحداث؛ ليعلم المطلعون مدى ما يُكنُّه هذا السفيه وأضرابه من عداء للهيئات.

ليتها تنشر لنا حكاية ذلك الشاذ جنسياً الذي ضبط بحوزته أرقاماً لبعض فرائسه، وكان من بينهم أحد الصحفيين الكبار، وكيف أن الشاذ استعد لإحضاره لهم في أي لحظة.

ليتها تفتح لنا سجل ذلك المسؤول الصحفي الذي ضُبِطَت إحدى محارمه في خلوةٍ غير شرعية وسترتها، وهو لا يفتأ يتعرَّض لهم بالثلب والسبّ.

ليتها تبسط لنا حجم البلاغات الواردة إليها عن كثير من تلك الأورام الفاسدة ممن يتلوثون بالليل، ثم يتربعون على عروش الإصلاح والنقد في النهار، ليَعلم المتابعون من الأولى بالإصلاح والتهذيب.

ليتها تُخبِرنا عن مواقفها المشرِّفة التي ارتدَّت عكسية عليها اليوم، لأنه ليس ألأم من أن يعضّ الإنسان تلك اليد التي امتدت له بالإحسان، وكيف أن هؤلاء يُقابِلون الحسنة بالسيئة، والجحود والنكران.

ليتها روت لنا حادثة الصحفي الذي ضُبِطَ مُختلِياً بفتاةٍ أجنبية عنه، ومن بعد تلك الحادثة صار لا تمرُّ به مناسبة إلا ويحاول أن يتهم الهيئة بأنها تتعرَّض للرجل وزوجته حتى يدفع عن نفسه ما وقع فيه من السوء والمنكر.

هذا بعض ما أعلمه، وما خُفِي عليَّ أكبر من هذا بكثير، وما في سجلات الضبط أكبر من أن يتصوَّره عقل، أو يُحيط به حصر، ولكني من قناعة راسخة، ويقين ثابت؛ أعلم أن الهيئة لا يمكن أن تتنازل عن قيمها الشرعية والمهنية، ولا أن تتخلى عن المبادىء التي رسمتها لها، وجعلتها نِبراساً لمسيرتها لسفهِ سفيه، أو جنايةِ مُغرِض، أو تطاول حاقد.

أعلم أن الهيئة تتسامى أن تُلوِّث سجلها بالنزول إلى حضيض هؤلاء، وهذا هو السبب الذي دفع المفسدين للاستطالة والتعدي مع علمهم أن سجلهم غير مشرِّف، لكنهم أدركوا أن جنايتهم بأيدٍ أحفظ لها، وأستر عليها؛ من صدورهم الحاقدة، وأن الهيئة لا تفرح بالفضيحة، ولا تطير بها، وليست تتعامل مع الفضيحة على أنها سبق صحفي، أو مكسب إعلامي، وليس في قاموسها التشفي، وهذا ما يؤكده واقع الحال، إذْ لو تحدى متحدٍ أن يأتي أحد من الناس ببيانٍ صادر عن جهاز الهيئة، أو أحد منسوبيها؛ يتحدَّث فيه عن القبض على شخص بعينه، أو بما يشير إليه بشيءٍ من صفته؛ لما وجد من يثبت أمام تحديه، وأما ما ينشر هنا وهناك فلا يلزم منه أن تكون الهيئة هي من قام بنشره لأن من تستوجب قضيته الإحالة فحتماً ستتم ضمن سلسلة من الاجراءات التي تمرُّ على عدد من الجهات، ويطَّلِع عليها كل من كان له علاقة بمعالجتها.

لستُ بصدد الدفاع عن الهيئات، ولكني إزاء هذه الحملة الجائرة أجد من الواجب عليَّ فضح هؤلاء المتلونين الذين يزعمون أنهم يمتلكون الحقائق، ويريدون الوصول إلى ما يخدم الصالح العام، ويحفظ الحقوق لأصحابها، ويمنع استغلال السلطات، أو انتهاك الحريات، أو إلى ما هنالك مما نسمعه منهم من خداعٍ زائف.

أقف هنا لأطالبهم مُعلِناً التحدي، وإن كنت على يقين أنهم ليسوا له بأهل أن يتناولوا بالنقد جهات أخرى تقع منها تجاوزات وأخطاء، وعندها من العيوب والمظالم والانتهاكات مما يعلمه الصغير والكبير، والقريب والبعيد؛ أعظم مما ينسبونه زوراً وتلفيقاً للهيئات، فهل أجد من رؤوساء التحرير الذين تولوا كِبَر الفتنة، والفجور في الخصومة، الشجاعة الكافية لتناول تلك الجهات، مع تعهدي التام بتزويدهم بكل ما يُثبِت صحة ما أقول، وتحملي لمسؤولية تبعته إن ثبتت مخالفته للواقع؟

صدقوني أن هؤلاء أجبن من أن ينبروا لذلك، أو أن يقبلوا بهذا التحدي، وإذا أردت أن تعرف مدى جبن هؤلاء فيكفيك أن تَعرِف كيف خنسوا، وانعقدت ألسنتهم، واضطربت أقلامهم؛ حين تحداهم ذلك الشهم الأشم الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أن يأتوا بدليل واحد على أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله خالَف الكتاب والسنة في شيء من كتبه ورسائله؛ مع أنهم من قبل كانوا يَلمِزون منهج الشيخ ودعوته وقد نشروا ما يُسيئ إليها في أكثر من مناسبة.

هؤلاء الجبناء يستحيل أن يقبلوا بالتحدي، ليس لأن أخلاقهم تمنعهم من النشر بل لديهم من سوء الخلق ما يكفي لنشر ما هو أسوأ، لو كان ذلك في حق أحد من الأخيار، أو رجال الحسبة والدعوة، وليس لأن قوانين النشر لا تُجيز ذلك؛ فهم قد تجاوزوا معظم القوانين، وصارت عندهم حبراً على ورق، وليس لأنهم يرون فيها أمراً يُخالِف الشريعة والنظام، فهم تطاولوا على الشريعة بما لا يخطر لأحد على بال، واستهانوا بحُرمةِ النظام وأحكامه بما لا يخفى على مطَّلع، لكن جبنهم عن التحدي ليقينهم أن تحديهم يُعتبَر مغامرة قد يفقدون بسببها مكانتهم، أو يخسرون بعض الروافد الكبيرة التي حالت دون إعلانهم الإفلاس، وتغطية النفقات، أو لأنهم لايرون خصماً لهم غير تلك الجهات الشرعية لأجل ذلك فالتحدي لا يعني لديهم سوى الهدر.

حين طالبت جهاز الهيئة بنشر شيء من صفحات هؤلاء القاتمة ليعلم الناس ما تخفيه صدورهم، وإن كنت أدرك أنه مطلب مرفوض سلفاً من قبل الهيئة؛ لأنها تتعامل معهم بأخلاقها لا بأخلاقهم، وأردتُ من خلال المطالبة أن ألفِت النظر إلى أن لهجوم كثير منهم سبب قد لا يعلمه كثير من الناس ليس الإصلاح منه، ولأُذكِّر هؤلاء السفلة بأن الهيئة إن ترفَّعت عن مجاراتهم فعليهم أن يعلموا أن الله بكل شيءٍ محيط، وأنه يُملي للظالم، ولكن ماذا لو أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فتبعثرت أوراق فضائحهم من هنا وهناك {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدَّثِّر من الآية:31].

والله لو أدرك هؤلاء أن رجال الهيئات -أو غيرهم من الدعاة والعلماء- أحرص على سِترهم من أنفسهم؛ لما تجرأت أقلامهم بما تجرأت عليه، ولكن {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر من الآية:19].

حدثني أحد العلماء الأفاضل أن شاباً جاء إليه ومعه ظرف فيه مستندات وأوراق وأقراص "سيديات"، وقال له: "ياشيخ هذه فيها كلام خطير، وفضائح كبيرة؛ لمجموعة ممن يكتبون في الصحف والمنتديات ممن يُشار إليهم بين قومهم بالبنان، ليتك تطَّلع عليها، وتنشرها، أو تعطيها من ينشرها".

قال الشيخ: "قلتُ له يا هذا اتقِ الله، وإن كنتَ تحفظ لي قدراً عندك، أو منزلة في قلبك؛ فأتمنى أن تُتلِفها بين يدي، دون أن تَعرِضها عليَّ، أو تُريني شيئاً منها، ونهيته عن أن يُقدِم على اختراق شيء لهؤلاء"، قال: فوالله ماقام من عندي حتى أتلفها ومزقها، ووعدني ألا يعود.

فانظروا يا رعاكم الله لو كان هذا الشاب ممن يتصرَّف من تلقاءِ نفسه، ولم يرجع إلى عالِم يستشيره؛ فكم من الفضائح ستكون، وهل يأمَن أولئك القوم أن تُبلى سرائرهم بمن هو أكثر تهوراً، وأشد نكاية من هذا الشاب؟

ثم انظروا إلى موقفِ هذا العالِم من هؤلاء، ورحمته بهم، مع أنه كان في فترة من الفترات مرمى سهامهم الجائرة، ولكنه عاملهم بما يؤمن به لا بما يتعاملون به من الفجور.

فمتى يعي هؤلاء أن أخلاق أهل الفضل أسمى من أخلاقهم، وأن الله قد دفع عنهم بوجودهم من الشر أضعاف ما يحاولون دفعه عن أنفسهم، وأنهم إن لم يبادروا أنفسهم فإنه: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:41].

وخِتاماً:

فلن يكون هذا آخر مطافي حول تلك الهجمة الجائرة الفاجرة من هؤلاء الأذلاء الجبناء، التي تمالأ معهم عليه بعض رؤوساء التحرير، بل سأتناول في حديثٍ مطول بعض تلك الكائنات الجبانة، وذلك ليطَّلِع القارىء على حقيقة ما تُكنّه نفوسهم من الضغينة والحقد على الخير وأهله، وحتى يعلم هؤلاء وغيرهم أن فينا رماح تفري، وسهام تفتك، ومن كان يهاجمنا بالباطل فسندمغه بحول الله بالحق، ومن فتح باب الشر على نفسه فلا يلومن أحداً غيرها.

اللهم عليك بالفجرة المنافقين، والخونة الليبراليين، والرجس العلمانيين.

اللهم اهتك سِترهم، وزدهم صَغاراً وذُلاً، وأرغم آنافهم، وعجِّل إتلافهم، واضرب بعضهم ببعض، وسلِّط عليهم من حيث لا يحتسبون.

اللهم اهدِ ضال المسلمين، وعافِ مبتلاهم، وفكَّ أسراهم، وارحم موتاهم، واشفِ مريضهم، وأطعم جائعهم، واحمل حافيهم، واكسُ عاريهم، وانصر مجاهدهم، وردَّ غائبهم، وحقق أمانيهم.

اللهم كُن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيداً وظهيراً، ومعيناً ونصيراً، اللهم سدِّد رميهم، واربط على قلوبهم، وثبِّت أقدامهم، وأمكنهم من رقاب عدوهم، وافتح لهم فتحاً على فتح، واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر، وأخس من البعر، وأوثقه بحبالهم، وأرغِم أنفه لهم، واجعله يَرهَبهم كما تَرهَب البهائم المفترس من السِّباع.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنَضِل.

اللهم أصلح أحوال المسلمين ورُدَّهم إليك رداً جميلاً.

اللهم أصلح الراعي والرعية.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، واحفظ عليها دينها، وحُماةِ دينها، وورثة نبيها، واجعل قادتها قدوة للخير، مفاتيح للفضيلة، وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تُذكِّرهم إن نسوا، وتُعينهم إن تذكَّروا، واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له، ناهين عن المنكر مجتنبين له يا سميع الدعاء.

هذا والله أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.