من روائع العلماء في التصدي للطغاة (2)

الصدع بكلمة الحق مسئولية وأمانة ورسالة لا يهدأ القلب ولا يرتاح الضمير إلا بإعلانها. فهى من صفات ولوازم العلماء الربانيون ورثة الأنبياء يصدعون بها لا يخشون في الله لومة لائم

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - قصص مؤثرة -


الصدع بكلمة الحق مسئولية وأمانة ورسالة لا يهدأ القلب ولا يرتاح الضمير إلا بإعلانها. فهى من صفات ولوازم العلماء الربانيون ورثة الأنبياء يصدعون بها لا يخشون في الله لومة لائم وقد قال جل وعلا: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]، ووفًاءً للعهد والميثاق الذى أخذه الله تعالى علينا بالتبيان: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187].

وللبلاغ المبين الذي ورثناه من حبيبنا صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39]، وتشبها ً بمواقف الرجال في زمان قلت فيه مواقف الرجال وندر به الصدع بكلمة الحق رغم الموتة الشريفة والمنزلة العالية في الدنيا والآخرة قال عليه الصلاة والسلام: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (السلسلة الصحيحة). فلا يخشى في الحق هيبة الناس يقول صلى الله عليه وسلم: «ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده (علمه أو سمعه) فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق، أو يقول بحق،أو يذكر بعظيم» (السلسلة الصحيحة).

فأين صدعكم بكلمة الحق في زمان علا فيه الفجار والرويبضة والأفاكين وكُذب فيه الصادق وخُون فيه الأمين؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة سنين خداعة يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: المرء التافه يتكلم في أمر العامة» (السلسلة الصحيحة: 5/ 321). وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (صحيح الجامع: 826).

إن كثيراً من حقائق الإسلام الواضحة البينة للأسف الشديد تخفى على كثير من المسلمين بل تخفى على بعض العاملين للإسلام أنفسهم مما أدى إلى -لا أقول ترك سنن- بل ترك فرائض وواجبات. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا» (سنن ابن ماجه، وصححه الألباني).

فما الحال مع من أحيا فريضة وعمل بها ودعا الناس للعمل بها؛ وحتى لا نقع في محظور شرعي بكتمان الحق والحقيقة والشرعية والشريعة
قال صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة» (حسن، صحيح ابن ماجه)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» (صحيح الجامع). وكما قال صلى الله عليه وسلم: «علم لا يقال به (لا ينفع) ككنز لا ينفق منه» (صحيح الجامع).

الصدع بكلمة الحق لحفظ النفس وحفظ الأمة من العذاب والهلاك
يقول صلى الله عليه وسلم: «إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه من ترك عشر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا» (السلسلة الصحيحة: 6/ 40)، ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم» (حسن، رقم: 7070 في صحيح الجامع).

ماهر إبراهيم جعوان

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام