رائد صلاح: اليهود يخططون لإنشاء مدينة مصغرة تحت المسجد الأقصى

ملفات متنوعة

يكشف الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- عن
وجود كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى من طابقين، مؤكداً أنهم يؤدون
طقوسهم الدينية في هذا الكنيس.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رائد صلاح:
اليهود يخططون لإنشاء مدينة مصغرة تحت المسجد الأقصى

حوار/ إبراهيم الزعيم
17/1/1428 الموافق05/02/2007


     تصدّعت أساساته، وسقطت جدرانه، فتوقف الأذان فيه بعد أن صدحت مآذنه بالتكبير منذ فجر الإسلام فأسرت القلوب، وأُقيم الهيكل الصهيوني المزعوم على أنقاضه، فرقص الصهاينة طرباً، واحترقت قلوب المؤمنين ألماً وحسرة.
      صورة قد تبدو خيالية، إلاّ أنها باتت كابوساً مقلقاً في ظل استمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك باستخدام الحوامض الكيماوية.

      الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- كشف في حديث خاص لشبكة (الإسلام اليوم) عن وجود كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى المبارك من طابقين، مؤكداً أن بعض المتدينين في المجتمع الإسرائيلي يؤدون طقوسهم الدينية في هذا الكنيس رجالاً ونساءً، وأضاف: "يجب أن يعلم الجميع أن الذي قام بافتتاح هذا الكنيس هو رئيس الدولة الإسرائيلي الحالي "موشيه كتساف"، ويجب أن يعلم الجميع أن هذا الكنيس ليس نهاية المخطط الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى المبارك، فهناك مطلب واضح باتت تردده المؤسسة الإسرائيلية، وهو إقامة كنيس آخر داخل المسجد الأقصى، في ساحاته الداخلية التي تعتبر جزءاً منه، وبالضبط عند الباب الشرقي للمسجد... إنهم يخططون لإقامة مدينة مصغرة يهودية تحت المسجد الأقصى المبارك".

ودعا الشيخ رائد صلاح أصحاب القدرة والقرار إلى التدخل لإنقاذ المسجد الأقصى؛ فهو في خطر داهم في ظل هذه الحفريات التي تهدد وجوده وكيانه.

فإلى تفاصيل الحوار ...

الحفريات تحت المسجد الأقصى متواصلة، كيف تنظرون إلى خطرها على أساسات وجدران المسجد؟

بداية أؤكد أن قيام هذه الحفريات بحد ذاته هو خطر كبير على المسجد الأقصى المبارك، فإن قيام هذه الحفريات يعني الاعتداء الإسرائيلي على مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى استباحة حرمته تحت سمع وبصر كل أهل الدنيا، ومما يزيد هذا الخطر أن المؤسسة الإسرائيلية لا تزال تواصل هذه الحفريات، لا بل بات يتأكد لنا من مصادر مطلعة أن هناك حفريات جديدة تحت الحفريات الأولى، لا بل إن المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية باتت تقيم لها منشآت تحت المسجد الأقصى المبارك، فكما يعلم الجميع لقد أقاموا كنيساً يهودياً تحت المسجد الأقصى، وقد أقاموا مركزاً سموه قافلة الأجيال تحت المسجد الأقصى، وهم يخططون لإقامة مدينة مصغرة يهودية تحت المسجد الأقصى المبارك، وها هم يخططون لربط هذه الحفريات مع حي سلوان أيضاً بوساطة أنفاق تحت الأرض، وكما ذكرت بعض الصحف الإسرائيلية ها هم يخططون لربط هذه الأنفاق مع بعض المباني الوزارية الإسرائيلية أيضاً بوساطة أنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك، فهذه بحد ذاتها مصائب متواصلة ومتزايدة لا تزال تقوم بها المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى المبارك، وإلى الآن نقول إن مبنى المسجد الأقصى المبارك لا يزال متماسكاً، ولكن هذه الحفريات لا شك تشكل خطراً داهماً عليه خصوصاً إذا عرفنا أن هناك تقريراً رسمياً لليونسكو أعد قبل سنوات، أكدت فيه أن المؤسسة الإسرائيلية كانت تستخدم الحوامض الكيماوية خلال الحفريات، وهذا يعني أن هذه الحوامض الكيماوية التي استخدمت على مدار سنوات باتت تتغلغل في جوانب أساسات المسجد الأقصى المبارك، وكذلك يجب أن نعلم أن هذه الحفريات تقوم الآن بالضبط تحت المسجد الأقصى المبارك، في أعماق مختلفة وفي جهات مختلفة، ولا تزال تزداد يوماً بعد يوم، وهذا لا شك من خلال تراكمه عبر هذه السنوات الماضية سيهدد في نهاية الأمر مبنى المسجد الأقصى المبارك، وعلينا أن ننتبه قبل أن تقع الكارثة.

الشيخ كمال خطيب قال في تصريح له "أعمال الحفر تجاوزت حدود التنقيب إلى حدّ إقامة منشآت ووجود كنيس هناك، والمرحلة القادمة هو وجود كنيس أكبر من هذا" هل هذا ممكن بالفعل؟

      مع شديد الأسف الذي قاله الشيخ كمال خطيب هو أمر بات واقعاً مراً مؤلماً تحت المسجد الأقصى المبارك، نعم الجميع بات يعلم أن هناك كنيساً تحت المسجد الأقصى المبارك من طابقين، وبات بعض المتدينين في المجتمع الإسرائيلي يؤدون طقوسهم الدينية في هذا الكنيس رجالاً ونساءً، ويجب أن يعلم الجميع أن الذي قام بافتتاح هذا الكنيس هو رئيس الدولة الإسرائيلي الحالي (موشيه كتساف)، ويجب أن يعلم الجميع أن هذا الكنيس ليس نهاية المخطط الإسرائيلي الاحتلالي ضد المسجد الأقصى المبارك، فهناك مطلب واضح باتت تردده المؤسسة الإسرائيلية، وهو إقامة كنيس آخر في داخل المسجد الأقصى المبارك، والمقصود في ساحاته الداخلية التي تعتبر جزءاً منه، وبالضبط عند الباب الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ما بين باب الأسباط والمصلى المرواني، فهذا يعني أن هناك سعياً إسرائيلياً احتلالياً للتقدم إلى الأمام بخطوة احتلالية كبيرة، وهي إقامة هذا الكنيس الكبير تحت المسجد الأقصى المبارك، ليس سراً أن "إيهود براك" عندما كان رئيساً للحكومة الإسرائيلية طرح حلاً طالب من خلاله بإقامة كنيسين للمجتمع الإسرائيلي في داخل المسجد الأقصى المبارك:

  • الأول: في الزاوية الغربية الشمالية.
  • والثاني: في الزاوية الشرقية الشمالية

وفي حينه طالب أن تتحول كل ساحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحات مشتركة ما بين المسلمين واليهود، وليس سراً أن رئيس الدولة الحالي "موشي كتساف" هو الذي كان ولا يزال يدعو إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك ما بين المسلمين واليهود، كما وقع التقسيم ظلماً وعدواناً على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وليس سراً كذلك أن هناك بعض الأطراف الإسرائيلية التي تطالب هي أصلاً بإزالة كل المسجد الأقصى المبارك وبناء كنيس على أنقاضه، وهو ما يسمونه بمصطلح "الهيكل".

إذن المخاطر ليست وهمية والمؤسسة الإسرائيلية من خلال اجتهاداتها المختلفة، كل منهم يسعى إلى فرض اجتهاده على حساب المسجد الأقصى المبارك، سواء كان تحت الأرض أو فوق الأرض، وسواء كان على حساب جانب من المسجد الأقصى المبارك، أو على حساب كل المسجد الأقصى المبارك.

كيف يمكن الحدّ من خطر هذه الحفريات التي ذكرت؟

الحدّ من هذه الحفريات لا يمكن إلاّ من خلال تنشيط الدور الإسلامي والعربي والفلسطيني كذلك، بحيث يتعاون الجميع على إلغاء هذه الحفريات، وأعني بذلك أن هناك حاجة لدور أنشط وأصرح وأقوى لمنظمة المؤتمر الإسلامي وللجامعة العربية، وأقولها بشكل واضح أيضاً:
هناك حاجة لبعض الدول التي لها علاقة سياسية رسمية مع المؤسسة الإسرائيلية أن تقوم بدورها الضاغط على المؤسسة الإسرائيلية للحد من هذه الحفريات وإلغائها في نهاية الأمر، ولا شك أن هذا الدور ليس هو الوحيد، ونحن أيضاً في القدس الشريف وفي أكناف القدس الشريف مطالبون بأن نواصل رباطنا وثباتنا اليومي في المسجد الأقصى المبارك، ومطالبون بأن نواصل إبلاغ كل الدنيا وبشكل خاص الحاضر الإسلامي والعربي بكل جديد يقع من اعتداءات إسرائيلية احتلالية على المسجد الأقصى المبارك، سواء كان فوق الأرض أو تحت الأرض، وبذلك أقول:
نحن على أبواب أن نقيم مؤتمراً إعلامياً كبيراً خلال هذه الأيام القريبة، والذي سنكشف فيه بما نملك من أدلة على أن هناك حفريات باتت تقوم تحت الحفريات الأولى التي كانت تحت المسجد الأقصى المبارك، وسنكشف فيه عن عمق هذه الحفريات وعن مخاطرها وعن مواصلة المؤسسة الإسرائيلية القيام بهذه الحفريات.

في تصوري هذا هو الدور المتكامل الذي يجب أن يقوم به الجميع بهدف أخير، وهو لا بد من السعي إلى إلغاء الاحتلال الإسرائيلي عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.

هل أنتم راضون عن أداء وسائل الإعلام الفلسطينية والإسلامية بشأن القدس والأقصى؟

      حقيقة نحن بداية نرحب بكل نشاط تقوم به هذه الوسائل الإعلامية، ولكننا لا شك نطمع أن يكون هناك نشاط أقوى في هذه الوسائل الإعلامية، ومن هنا على سبيل المثال فإني أطمع أن تقوم كل فضائية تحترم نفسها على الصعيد الإسلامي والعربي بتخصيص برنامج أسبوعي حول القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً نحن على أبواب حدث مأساوي، مؤلم لا يزال يهز أعماق كل مسلم وعربي، وهو أننا بعد أيام سنعيش ذكرى مرور أربعين عاماً على احتلال القدس الشريف، وهذا لا يجب ألاّ يمرّ مرّ الكرام، وأطمع من الفضائيات الإسلامية والعربية أن تقف عند هذا الحدث، وأن تخصص لها برامج إعلامية مختلفة تصبّ في إيقاظ ضمائر الأمة الإسلامية والعربية على مأساة القدس الشريف والأقصى المبارك، وتؤكد لهم أن قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ليست قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية إسلامية وعربية، بالإضافة أنها قضية فلسطينية، لذلك حقيقة استثمر هذا السؤال وأوجه رجائي وندائي الخالص إلى كل هذه الفضائيات.

نحن نريد أن نرى من طرفكم تنشيط برامج كثيرة على مدار عام من أجل إحياء هذه الذكرى، خصوصاً إذا عرفنا -وهذا ما يجب أن تعرفوه- أن المؤسسة الإسرائيلية كما قرأت خصصت الملايين من أجل إقامة احتفالات من طرفها بمناسبة ما تدعيه، وهو مرور أربعين عاماً على "تحرير القدس الشريف"، وكأنها تعتبر الاحتلال تحريراً، وكما أعلم من خلال ما قرأت عن نشاطاتهم لقد أعدوا الملايين لنشاطات عالمية ونشاطات محلية، فنحن أصحاب الحق، نحن المظلومون، نحن الذين احتُلت قدسنا واحتُل أقصانا، لا يعقل أن نقف صامتين بمرور هذه الذكرى.

إلى أين وصل ملف مقبرة "مأمن الله" الإسلامية في القدس؟

     حقيقة ملف مقبرة "مأمن الله" هو مأساة أخرى تعيشها القدس الشريف، وهو يصب في السياسة الاحتلالية الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد القدس الشريف والى إزالة كل معالمنا الدينية والتاريخية والحضارية والأثرية الإسلامية والعربية والفلسطينية من القدس الشريف، إلى الآن نحن نجحنا بإيقاف الأعمال العدائية التي قامت بها بعض الأذرع الإسرائيلية متعاونةً مع شركة أمريكية إلى الآن.

نحن ما زلنا نطالب بإلغاء المشروع الذي سعوا إلى تنفيذه، وهو إقامة متحف سموه كذباً ودجلاً باسم "متحف التسامح"، وإلى الآن ما زلنا نخاطب كل أهل الدنيا بأن يتحركوا من أجل مناصرتنا ومنع هذه الأطراف الإسرائيلية والأمريكية من إقامة هذا المتحف.

خاطبنا منظمة المؤتمر الإسلامي، وخاطبنا الجامعة العربية، وخاطبنا اليونيسكو، وما زلنا نخاطب كثيراً من المؤسسات الإسلامية الأخرى على الصعيد الإسلامي العربي، نأمل أن نجد هذه المساندة من كل هذه المؤسسات، وبشكل خاص نأمل أن نجد المساندة من علماء المسلمين الأفاضل، ليقولوا كلمتهم وليصدروا فتواهم الصريحة بتحريم نبش أي قبر في مقبرة مأمن الله، نأمل كل ذلك، ونحن بدورنا كما قلت ما زلنا نعيش هذا الصراع الطويل مع هذه الأطراف الإسرائيلية والأمريكية.

بعد شهر تقريباً ستقول المحكمة الإسرائيلية حكمها الأخير في هذا الموضوع، ونحن نخشى بعد صدور هذا الحكم أن نجد أنفسنا مضطرين لرفع هذه القضية إلى محافل دولية لمتابعة ملف مقبرة مأمن الله.

هل هذه الخطة مقدمة للاستيلاء على مقدسات أخرى في المدينة؟

     هذا الأمر هو حاصل مع شديد الأسف، فهم في الوقت الذي يستولون على مقبرة "مأمن الله" قد استولوا على مسجد "عين كارم" ومقبرة "عين كارم"، واستولوا كذلك على مسجد "المالحة" وعلى مقبرة "المالحة"، واستولوا كذلك على مسجد "عكاشة" ومقبرة "عكاشة"، ولا يزالون يواصلون استيلاءهم على مساحات واسعة -مع شديد الأسف- من الأوقاف الإسلامية، وأقصد أراضي وقفية، ولا يزالون يواصلون استيلاءهم على عقارات وأراضٍ وقفية من القدس الشريف، ويحولونها إلى مساكن لبعض المجتمع الإسرائيلي أو مؤسسات إسرائيلية.

مع شديد الأسف كل هذه الأمور تقع، والكثير من حاضرنا الإسلامي والعربي وخصوصاً المؤسسات الرسمية يعلمون أن بهذه الأمور، ولا شك أن العمل الاحتلالي العدائي في مقبرة مأمن الله يصب في هذا الاتجاه، وواضح جداً -كما قلت- في سياق جوابي السابق أنهم يسعون إلى طمس وإلغاء كل المعالم الإسلامية والعربية والفلسطينية من القدس الشريف وفرض معالم مفتعلة جديدة على أثر المعالم الأصلية الإسلامية والعربية والفلسطينية، هذا ما يسعون إلى فرضه وإلى تنفيذه، وللأسف أقولها:
لقد نجحوا في القيام ببعض هذه الأعمال في بعض مواقع القدس الشريف، وما آمله أن نستطيع إيقاف هذه الجريمة قبل أن تواصل امتدادها على كل مسطح القدس الشريف، وعلى كل أوقافه ومقدساته.

تواصل قوات الاحتلال سياستها الرامية لتفريغ القدس من أهلها، نرجو أن تحدثونا عن آخر هذه الممارسات..

المؤسسة الإسرائيلية -كما يعلم الجميع- بنت جدارها الخانق العنصري حول القدس الشريف وبوساطة هذا الجدار اقتطعت أكثر من (40) ألف مقدسي وأخرجتهم من مجتمعهم المقدسي الذي وُلدوا فيه وعاشوا فيه طوال سنوات حياتهم، هذا مشروع عنصري أحد أهدافه هو تفريغ أكبر عدد من أهلنا من القدس الشريف، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية قامت بتفريغ القدس من كل المؤسسات السيادية التي كانت تقدم الخدمات اليومية إلى أهلنا في القدس الشريف، فلم يبق هناك أي مؤسسات سيادية تعليمية أو صحية أو إدارية لشعبنا الفلسطيني.
تم نقل كل هذه المؤسسات خارج الجدار، وهذا ما دفع أهلنا من القدس الشريف إلى أن يتواصلوا مع هذه المؤسسات وهي خارج الجدار، وهذا يحتاج منهم أن يعيشوا رحلة عذاب يومية مع الحواجز الإسرائيلية، ومع صلف الجنود الذين يقفون عند هذه الحواجز، وهذا قد يدفع البعض أن يختار مكرهاً أو مستضعفاً أو منكسراً الانتقال إلى مقر هذه المؤسسات الفلسطينية التي كانت يوماً من الأيام في القدس الشريف. المؤسسة الإسرائيلية لا تزال تحاول أن تفرغ القدس الشريف من قدرتها الاقتصادية، وهذا يعني محاولة فرض بطالة قاتلة تدميرية على الأهل في القدس الشريف، المؤسسة الإسرائيلية تحاول أن تضع يدها على كل الأرض، وعلى كل العقارات، وعلى كل الأسواق، وعلى كل الدكاكين في القدس الشريف، وهذا يعني أن المؤسسة الإسرائيلية تحاول أن تخنق وجودنا في القدس الشريف وتحاول أن تبقي للأهل المقدسيين حق الطعام والمنام فقط.

كل هذه السلوكيات الإحتلالية باتت تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية جنباً إلى جنب، وباتت تجند لها الملايين من الدولارات بلا حدود من رجال أعمال يهود ومن مؤسسات يهودية في الخارج يعينهم على ذلك بعض المؤسسات الغربية وخاصة الأمريكية منها، كل ذلك يصب في نظرهم من أجل تحقيق أحلامهم السوداء لتهويد القدس الشريف، وتفريغ أكبر عدد من أهلنا من القدس الشريف، وفرض أكبر عدد ممكن من المجتمع الإسرائيلي.

كيف يمكن زيادة الاهتمام الرسمي بالقدس الشريف والأقصى لتظلّ قضية العرب والمسلمين الأولى حاضرة على الدوام؟

شخصياً اجتهدت أن أعد مذكرة تحت عنوان "من أجل صندوق إسلامي عالمي لإنقاذ القدس الشريف"، كتبت هذه المذكرة وتحدثت من خلالها عما تمر به القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك من مآسٍ، ووضعت في هذه المذكرة الاقتراحات الكثيرة التي يجب أن نقوم بها من أجل إنقاذ القدس الشريف من التهويد، ومن أجل إنقاذ المسجد الأقصى المبارك من المخاطر التي تهدده، وقمت بتسليم هذه المذكرة إلى عناوين كثيرة على صعيدنا الإسلامي والعربي، وما زلت أقوم بإرسال هذه المذكرة إلى عناوين جديدة أخرى على الصعيد الإسلامي والعربي، وآمل بإذن الله رب العالمين من أن تلقى التجاوب مع كل هذه العناوين، وفعلاً أن يقوم هذا الصندوق الإسلامي والعربي، وأن يقوم بدوره لدعم القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى ذلك فقد اجتهدنا خلال جولات مختلفة أن نعمق فكرة إقامة هيئات استثمارية إسلامية عربية تهدف إلى تشجيع الاستثمار في القدس الشريف؛ لإنقاذ فنادقها، ولإنقاذ الحركة الاقتصادية عامة في القدس الشريف، لا بل تنشيط الحركة الاقتصادية في القدس الشريف، وتثبيت أهلنا في القدس الشريف، والتأكيد لهم أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعاناة، وإنما من حولهم العالم الإسلامي والعربي الذي يدعمهم، حقيقة هذه هي الخطوط العامة التي نقوم بها من أجل النصرة المطلوبة.

وما نؤكده أننا لن نقف وقفة المتفرج في يوم من الأيام
لن نستسلم في يوم من الأيام
لن نرفع أيدينا في يوم من الأيام
وسنواصل عملنا من خلال هذه السياسات وهذه المشاريع مع المشاريع التي ستجدّ في الأيام القادمة إن شاء الله تعالى.


المصدر: شبكة (الإسلام اليوم)