عاجل، رسالة إلى أوبرا..
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
أوبرا..
هذه رسالة غاضبة، أتمنى من ديمقراطيتكم التي تتباهون بها أن تنشروها،
وأتمنى أن يستمع لحديثي هذا 200 مليون أمريكي، أولئك الذين هزوا
رؤوسهم وهمهموا بحزن على حالنا، أولئك الذين ضحكوا ملء أشداقهم سخرية
بنا في بلدنا الكريم، وذلك بعد الحلقة المخزية والتي أوردتيها بشأننا
نحن النساء في السعودية وصورت للعالم أننا مقهورات ومظلومات ولابد من
إنقاذنا، ولعل من حقي أن اتحدث ومن حقي أن تستمعوا إلي.
أوبرا..
إن الذي يسمعكم وأنتم تتحدثون عن المرأة السعودية لا بد أن يدهش هل
حقاً أنتم تتحدثون عنها هي بالذات، أم عن غيرها، حتى المرأة
الكولومبية لم تتوسعوا في قضيتها بهذا الشكل المزري، لماذا انتقيتم
أسوأ النماذج وعرضتموها أمام العالم وتركتم النماذج المشرّفة والرائعة
لبناتنا السعوديات المحجبات والناجحات في كل مجال ؟؟؟؟
حسناً، نحن وأنتم نعرف جيداً أنه ليس بالأمر المحبب لديكم أن تعرضوا
جوانب حياتنا المضيئة، إنه شيء في نفوسكم لا تفصحون عنه عادة، وهذا
الأمر الذي يجعل نشر رسالتي أمراً يكاد يكون مستحيلاً.
حسناً أوبرا لدي سؤال ربما يثير حساسيتك وإن كنت آمل لا يثيرها.
أوبرا..
أنتم عانيتم من قسوة البيض عليكم ردحاً من الزمن ولاتزالون تدفعون ثمن
لون جلوداً لم تخلقوها لأنفسكم.. هل أنت التي خلقت نفسك بهذا اللون
؟؟؟
هل كوندليزا رايس وجينا لوكرمبي ونعومي كامبل خلقوا أنفسهم بهذا اللون
؟؟
والسؤال الأصعب، هل كل السود مشاهير ؟؟ ويتلقون رعاية إعلامية خاصة
مثلكم ؟؟؟
طبعاً لا!!
فلماذا يعاقب بعضكم بشر أمثالكم، لم يخلقوا هم أنفسهم، بيضاً
!!!!!!
هل تشعرين أنك أقل شأناً من البيض حتى تكافحي من أجل أن تنالي هذا
القدر من الرفعة والشهرة؟ لاشك أن مثل هذا الشعور قد مر بك يوماً ما،
لا شك..
أوبرا..
إنكم لا يمكن أن تغيروا جلودكم ومع ذلك قسا هذا العالم على ألوانكم،
فلماذا تريدون منا أن نتخلى عن جلود سوداء نحن وضعناها ملء إرادتنا كي
تحمينا من نهم الرجال ورغبتهم فينا ؟؟؟؟
هل ترين أنك استحقيت كل هذه المعاناة ووصلت للشهرة بعد عناء، كي تقنعي
العالم بلون بشرتك ؟؟؟
نحن كذلك أُجبرنا أن ندافع عن جلودنا السوداء والتي أغرب ما فيها أنه
باستطاعتنا أن نقذف بها لكننا نأخذها للوقاية
أيتها المرأة السمراء، الأنيقة، أعجب منك كيف تتحدثين عن حقوق المرأة
السعودية وتصفينها بأنها مقهورة وأنت كاد أن يكون لون بشرتك أن يجعلك
في عداد الخادمات أو السجينات أو المقهورات، لولا صمود روزا بارك
وثورة مارتن لوثر كنج.
ولا يزال السود يعانون من اضهاد البيض لهم في أمريكا، مهما أخفيتم
الحقيقة، لا يزال السود يعانون
إن السمراوات لا زلن يعانين من الاضطهاد، ليس في أمريكا فحسب بل في كل
أنحاء العالم بسبب لون بشرتهم
ولعله من المناسب جداً أن أذكرك بكلمات مارتن لوثر وخطبته المؤثرة
حينما قال:
"وبعد مائة سنة ، لا يزال الزنوج عبيداً، بعد مئة سنة لا تزال أصفاد
الفصل العنصري وأغلال التمييز تشل بشكل محزن حياة الزنوج، بعد مئة سنة
يعيش الزنوج في جزيرة فقر معزولة وسط محيط متلاطم من الرخاء المادي،
بعد مئة سنة لا يزال الزنجي مهاناً في زوايا المجتمع الأمريكي، ويجد
نفسه منفيا في أرضه.. لذا جئنا اليوم إلى هنا للتعبير بطريقه درامية
عن واقع مخجل. هناك من يسأل أنصار الحقوق المدينة (متى سترضون؟) لن
نرضى أبدا ما دام الزنجي ضحية لوحشية البوليس التي لا توصف، لن نرضى
أبدا ما دامت أجسادنا المثقلة بعناء السفر، لا تستطيع الحصول على مأوى
في فنادق الطرق الطويلة، وفنادق المدن ، لن نرضى ما دام التنقل
الأساسي للزنجي يتم من غيتو صغير إلى غيتو كبير . لن نرضى ما دام
أطفالنا يجردون من شخصيتهم ويسلبون كرامتهم بلا فتات تقول ((للبيض
فقط)).
لدي حلم بأن يأتي يوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في دولة لا يحكم عليهم
فيها بلون جلدهم، بل بجوهر سلوكهم.. لدي اليوم حلم..
لديّحلم بأن يأتي يوم على ألاباما، بعنصرييها المتوحشين، أحلم بيوم
يستطيع فيه الصبيان و الصبايا السود، والصبيان والصبايا البيض أن
يتشابكوا بالأيدي كالإخوان و الأخوات .
سنتمكن من تعجيل حلول ذلك اليوم ، والترنم بالكلمات الزنجية الروحية
القديمة ((أحرار أخيرا!!أحرار أخيرا!!شكرا لله العظيم نحن أحرار
أخيرا))".
أوبرا..
كان الأحرى بكِ أن تثيري هذه القضية التي تهمك بالدرجة الأولى لكنك
تخليت عن قضيتك الأساسية حينما حالفك الحظ وأصبحت امرأة مشهورة، فنسيت
بنات وأبناء جلدتك وتفرغت للأخذ بحقوق المرأة السعودية كي تتحدثي
بشأنها، ترى هل نحن نهمك لهذا الحد ؟؟؟ لا أقوى على التصديق،
أعذريني..
أنت تتهمين نساءنا بأنهن مظلومات في السعودية، وتطلبين من الأمريكيات
أن يشعرن بالسعادة كونهن لسن سعوديات، ولعلك لا تعرفين أن النبي الذي
نسير على نهجه هنا في السعودية هو ((محمد صلى الله عليه وسلم))، وهو
ذاته الذي حث الرجال على الرفق والرحمة بالمرأة ووصاهم قبل وفاته بحسن
معاملة النساء وعدم ظلمهم، وغضب حينما سمع عن رجال يضربون نساءهم
ووصفهم بأنهم ليسوا رجالاً، نبيٌّ الله أدرك ضعفنا ورقتنا وحاجتنا
للأمان والعطف فوصفنا بالقوارير ووصى الرجال بقوله « رفقاً بالقوارير
».
محمد صلى الله عليه وسلم هو ذاته الذي علمنا المساواة وهو الذي أخبرنا
بأن الله لا ينظر إلى جلودنا ولا إلى أشكالنا وصورنا وإنما ينظر إلى
قلوبنا، محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه لا فرق بين عربي ولا
عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى .
نبينا سبق بتعاليمه صرخة مارتن لوثر وثورته الشهيرة بثلاثة عشر قرناً
.
فكيف تتهمون بلدنا المسلم ورجالنا المسلمين في السعودية بالعنف وضرب
النساء ؟؟؟
رانيا الباز حالة شاذة من الحالات الشاذة التي لم يطبق فيها زوجها
تعاليم الإسلام وللعلم فقد حصل زوجها على عقوبة شرعية نظير إعتداءه
عليها .
وإني أتعجب منكم حينما تولون موضوع رانيا الباز هذه العناية الإعلامية
الغريبة ، لم هذا التعاطف مع قضية تم حسمها هنا، أولم تعلموا أن الرجل
أخذ جزاءه ؟؟؟ يبدو أن رانيا لم تخبركم أنه تم جلده وتمت معاقبته،
الغريب حقاً أن تمسكوا نموذجاً واحداً سيئاً وشاذاً في مجتمعنا
وتسلطون الضوء عليه.
وأعجب أن تتحدثي عن العنف ضد النساء في السعودية، بينما لم نجدك أفردت
حلقة خاصة عن نساء اليابان، أو نساء البرازيل .
فضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق ، و 772
امرأة قتلهن أزواجهن في (ساوبارلوا) في البرازيل عام 1980م، ولماذا
نبتعد عن أمريكا، لماذا ابتعدتم عن بلدكم، بناتكم ونساؤكم حالتهن أولى
بالنقاش والعلاج ؟؟؟ حيث يتعرض ما بين 3 - 4 ملايين من الأمريكيات
للإهانة المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً، 79% من الأمريكيين
يضربون زوجاتهم، و 83% دخلن المستشفى سابقاً مرة واحدة على الأقل
للعلاج من أثر الضرب .
هاتي لي نموذجاً حياً ورائعاً كي أقوم بتقليدية يوم أن شكوت من حال
المرأة السعودية ، من تريدينني أن أكون؟ أمريكية أو فرنسية أو سويسرية
؟؟؟؟
مع الأسف، حينما نتحدث بواقعية وصدق تصعفنا الحقيقة ويظهر لنا زيف
دعواكم،.إنكم تنادون بالمساواة وأنتم أول من يضيع هذا الأمر.
المرأة في أمريكا لا تنال اجراً مساوياً لأجر الرجل لأنها تعمل لساعات
أقل، وبجهد اقل.
وفي أمريكا - رائدة التحرر في العالم- مازال الجدل محتدماً حتى يومنا
هذا بين أصحاب العمل ومديري الشركات من الرجال وبين النساء العاملات
حول هذه القضية «ومنطق الرجال» - في أمريكا - أن المرأة لا تعمل
ليلاً، وأن المرأة ترفض تنفيذ أوامر النقليات لأنها لا تريد أن تفارق
أبناءها، وأن المرأة حين يعتريها ما يعتري بنات جنسها تسجل غياباً عن
العمل، وأن المرأة ... وأن المرأة....
والمنطق البراغماتي الأمريكي لا يعرف سوى شيء واحد : اعمل تقبض ، وعلى
قدر عملك يكون قبضك ،
أما في بريطانيا وفرنسا والدنمارك واستراليا ، فالحال يشبه حالكم
تماما.
لنترك المرأة الغربية ونسلط الضوء على نماذجنا العربية المخزية.
ففي مصر صاحت المرأة وطالبت بكل شيء وفي النهاية لم نجد المرأة حققت
ما تصبوا إليه .
حتى المرأة في الكويت التي تضربون بها المثل كي نحتذي بها نالت أكثر
مما يجب فنافست الرجل وتفوقت عليه وفقدت في النهاية جزءا كبيرا من
أنوثتها ورقتها .
وإذا كان هذا هو حال المرأة في كثير من بلاد الله : من اقصى اليمين
(تزمتاً)، إلى أقصى اليسار (تحرراً) مروراً بالتي هي (وسط )! دعونا
نأخذ نموذجاً لمرأة عربية حصلت على كل ماتنادون به ، أعظم مثال :
المرأة السودانية .
فالمرأة في السودان تأخذ أجراً مساوياً لأجر زميلها الرجل رغم أنها قد
تغيب ..ثم تغيب .. ثم تغيب .. وفي كل مرة تعود فيها إلى العمل (بعد
الغياب) تجد كل شيء، فالمرتّب يبقى على ماهو عليه، والعلاوة،
والترقية، و .. و .. كل شيء
والمرأة في السودان صارت قاضية رغم أانف ما أجمع عليه جمهور الفقهاء
.
والمرأة في السودان صارت سفيرة ، ووزيرة ، ومستشارة ، و«سيدة
اعمال».
والمرأة في السودان استطاعت أن تثني حكومة (التوجّه الحضاري الإسلامي)
عن قرارها بحظر سفر النساء دون صحبة محرم (كما أمر بذلك الشرع) رغم
أنف الجميع.!!
والمرأة في السودان سبقت نظيرتها الكويتية في نيل حقوقها السياسية
بسنوات وسنوات.
ومع كل ذلك لا أحد يذكر السودان ولا يتمنى أن يكون حاله مثل حال
السودان، المرأة في السودان لازالت في مكانها لم تتطور ولم تطور غيرها
معها، ماذا استفدنا من المطالبة بحقوقها إذا مادامت لم تغير شيئاً في
واقع المرأة ؟؟؟!!!!!!
أوبرا..
أمريكا خدعتنا جميعا أوهمتنا أنها تريد لنا الحرية من الحكومات
الدكتاتورية واكتشف الناس في العراق أن حياتهم السابقة أفضل بكثير من
المحتل الأمريكي.
كيف تريدوننا أن نثق في الحلول التي تأتون بها من أجل حرية المرأة ما
هو النموذج الذي تريدوننا أن نكون عليه ؟؟؟؟مع الأسف ، لا يوجد نموذج
يتفوق علينا حتى نقوم بتقليده .
المرأة عندنا في السعودية من أكثر البنات ذكاء، إنها أكثر وعيا مما
تتخيلون حتى قيادة السيارة والتي لا يرى فيها البعض بئساً.. هي تدرك
في قرارتها أنها إن قادتها فهي أكثر من سيتضرر منها، وهي أكثر من
سيضحي وهي أكثر من سيدفع الثمن، وطبعاً سيكون من عمرها وشبابها وصحتها
وطاقتها.
أوبرا..
لقد وصلت المرأة عندكم إلى درجة من المهانة لا تطاق فهي لا تستخدم إلا
في الدعاية والإغراء، المرأة عندكم سلعة تباع وتشترى ويتم عرض جسدها
الجميل لكل الرجال.
لم أجلب هذا الكلام من عند رأسي، إن الواقع والإحصائيات والدراسات
وملفات المستشفيات وملفات الجريمة كلها تؤكد تفوق المرأة السعودية
وطهارتها ونقائها على كل نساء العالم .
كلها تؤكد أن الظلم حل بالمرأة في كل أنحاء العالم .
لماذا لم تتحدثي عن المرأة الأمريكية والظلم الذي حل بها من عدة أوجه
، لعل أهمها :
عدم مساواتها بأجر الرجل، حيث أن المرأة الأمريكية غير المتزوجة التي
يتراوح عمرها بين 25 - 64 سنة لا تحصل إلى على 65% من أجر الرجل، أما
المتزوجة فقد بلغت نسبة أجرها 56% من أجر الرجل فقط .
65% من الأمريكيات يطالبن بالعودة إلى المنزل، وقد أدمت عشرات الطرق
أقدامهن، واستنزفت الجهود قواهن.
و المرأة في الغرب تطالب بالقوامة لأنها هي التي تنفق على نفسها، بل
الأعجب من هذا أنها تعطي المهر للرجل حتى يرتبط بها !! والمسلمات
مكرمات برجال يعتنون بشؤونهن ويقومون على سعادتهن وتوفير الأمن
لهن.
لا يُعرف لماذا يثير أعداء الإسلام قضية تعدد الزوجات دوماً، ويتناسون
الأفضع وهو الخيانة ، مع أن الدراسات الإحصائية أثبتت أن نسبة التعدد
في الدول الإسلامية لا تتعدى (7 - 10%) وهي نسبة ضئيلة لا تستحق كل
هذه الضجة و 75% من الأمريكان يخونون زوجاتهم، علماً بأن الغرب يعتمد
في نظامه على التعدد ، ولكن الفرق بيننا وبينهم أن تعددهم غير مشروع
ويتم بطريقة لا إنسانية، ففي الغرب يعدد الرجل فعنده عدد من العشيقات
ولكن ليس لهن أي حقوق عنده والتعدد في الإسلام يكون بعقد شرعي وحقوق
على الرجل للمرأة اجتماعية ونفسية واقتصادية محفوظة والحمد لله
.
إن إحصائيات عام 1979م تدق ناقوس الخطر، فعدد اللواتي يلدن سنوياً من
دون زواج شرعي وفي سن المراهقة لا يقل عن 600 ألف فتاة بينهن لا قل من
عشرة آلاف فتاة دون سن الرابعة عشرة من العمر!! وإذا أضيف إلى ذلك عدد
اللواتي يلدن بدون زواج بعد سن المراهقة فإن العدد الإجمالي يتجاوز
المليون !! ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة تستقبل مليون طفل سنوياً من
الزنا والسفاح !!
ولذا قام كبار المربين والمسؤولين بوضع برامج منع الحمل في المدارس
الثانوية ثم قاموا بعد ذلك بتدريسها لطلبة الإعدادي وأخيراً توصلوا
إلى قرار تدريسها في المدارس الابتدائية بعد أن وجدوا أن الطالبات
الصغيرات جداً من اللائى يقعن بالدرجة الأولى فريسة الحمل، ولم يعد
يهم المسؤولين أن يعم البغاء، ولكن همهم منصب فقط على نشر وسائل منع
الحمل بين الأطفال، واضطرت القوانين الغريبة إلى إباحة الإجهاض ولو
على مضض، وانتشرت حالات الإجهاض حيث يتم في أمريكا إجهاض مليون طفل
سنويا.
الشذوذ : فرغم وفرة النساء وسهولة العثور عليهن ورغم شيوع الزنا لدرجة
مخيفة في المجتمعات الغربية إلا أن عدد الشاذين في الولايات المتحدة
الأمريكية 17 مليون !! بل وفتحت كنائس لتزويج الرجال بالرجال، والنساء
بالنساء، وخصصت بعض الجامعات في الولايات المتحدة منح دراسية للشاذين
جنسياً..
البغاء : فالنساء اللواتي اتخذن من الفاحشة حرفة برأسها في أمريكا
يقدر مجموعهن على أقل تقدير بين 400 - 500 ألف فتاة .
نكاح المحرمات : نشرت صحيفة (الهيرالد تريبيون) في عددها الصادر في
29/6/1979م ملخصاً بأبحاث قام بها مجموعة من الأخصائيين من القضاة
والأطباء الأمريكيين حول ظاهرة غريبة ابتدأت في الانتشار في المجتمع
الأمريكي خاصة وفي المجتمعات الغربية بصورة عامة، وهي ظاهرة نكاح
المحرمات فهناك عائلة من كل عشر عوائل يمارس فيها هذا الشذوذ، والأغرب
من هذا أن الغالبية العظمى (85%) من الذين يمارسون هذه العلاقات
الشاذة مع بناتهم وأولادهم أو بين الأخ وأخته أو الابن وأمه هم من
العائلات المحترمة في المجتمع، والناجحة في أعمالها والتي لا تعاني من
أي مرض نفسي، وليسو من المجرمين ولا من العتاة وإنما في الغالب من
رجال الأعمال والفنيين الناجحين في أعمالهم وحياتهم.
الاغتصاب : تنتشر جرائم الاغتصاب في المجتمع الأمريكي بشكل كبير ؛
فأكثر من 300 امرأة في أمريكا تتعرض للاغتصاب يومياً، وتتعرض امرأة
لسوء المعاملة كل ثمان ثوان .
إن الاغتصاب جريمة بشعة في حق الإنسان ، أليس كذلك ؟؟؟؟ كنت أتمنى لو
تفرغتِ لهذه الجريمة وأوليتيها عنايتك ربما خفت حدتها في هذا العالم
الشهواني المسعور ، كنت أتمنى لو أدركت بفطرتك أن الحجاب سيسهل الحد
من هذا الأمر، بفطرتك فقط باستطاعتك إدراك ذلك، فهذه الشابة الألمانية
الجميلة كانت تتعرض للتحرش الجنسي وفكرت في ستر جسدها فلم يعد أحد
يتحرش بها وحينما زارت السعودية ذهلت، لقد شاهدت الشيء الذي دعاها
تفكيرها إليه من تلقاء نفسها، ولم تتخيل أن تشاهد أحدا سبقها إليه في
العالم ، وحينما عرفت أن الحجاب فريضة إسلامية على المرأة، أسلمت
دونما تردد، لقد أدركت أن الحجاب ليس قيداً وإنما وقاية لها من الرجال
المتوحشين.
أوبرا، من فينا المظلوم ؟ نحن أم أنتن ؟؟؟؟؟
أوبرا..
إن الإسلام يوصي بالنساء خيراً، فإن غير المسلمين يقعون في هذا الظلم
ويكتوون بالمعاناة ، ثم يرمون الآخرين بأدوائهم وبالأخص علينا نحن
المسلمين .
بينما الواقع وحده ...هو الذي يكشف هذا الزيف وهذا الخداع.
فنحن نعيش في أسر مستقرة فيها الأب والأم والجد والجدة والأحفاد،
رجالنا من أكثر الرجال فحولة ونساءنا من أكثر النساء خصوبة أرحامنا
نحن المسلمات أنقى الأرحام في العالم ومعدلات الجريمة أقل معدلات في
العالم، المرأة ينفق عليها الرجل ويشرف على حياتها .
قد لا تحصل المرأة المسلمة على أمور كثيرة، نعم أنا معك في ذلك، لكنها
أمور فرعية، يكفي أنها تحصل على الأصول والأمور الأساسية وهي الأمن و
الصحة و النفقة والتي لم تستطع أنظمتكم ولا أنظمة البشر عبر التاريخ
أن تنجب مثلها، وهذه الأصول مع الأسف مفقودة في مجتمعاتكم .
حقيقة أنا أُشفق على المرأة الأمريكية و الغربية لأنها امرأة بعيدة عن
الله، ومادامت بعيدة عن الله، إذن فهي امرأة بعيدة عن السعادة .
المرأة الأمريكية مظلومة بحق، مظلومة في كل شيء، خروجها من البيت ظلم
لها، و فقدانها للأسرة ظلم آخر، حرمانها من الزوج القوي الذي ينفق
عليها ويتحمل الأشراف على حياتها ظلم، حرمانها من ممارسة الضعف وهو
الجزء الأساسي من تكوينها فتضطر أن تتعسف طبيعتها لتكون ندا للرجل ظلم
مضاعف.
حتى جورباتشوف وجيمس بيكر وهيلاري كلينتون يعترفون رغماً عنهم بهذه
الحقيقة الواقعة، إنهم يعترفون ضمناً أنه لا الشيوعية ولا الرأسمالية
استطاعت أن توفر حياة كريمة للبشر، إنهم بذلك - ومن غير قصد -يثنون
على الإسلام كأعظم نظام، يكفي أن الإله هو الذي وضعه وأنزله من السماء
إلى أهل الأرض، قوانينه قوانين سماوية وكلما حاولتم بقوانينكم نقدها؛
خالفكم الواقع نفسه وخالفتكم الفطرة ذاتها .
يقول الأستاذ الدكتور حامد الرفاعي في كتابه ( الإسلام .. وتكريم
المرأة ): أن أصواتاً شجاعة ومنصفة تتعالى اليوم في كثير من بقاع
الأرض، تطالب بالكف عن العبثية المزرية والمشينة بمسألة المرأة،
ورسالتها الجليلة في الحياة، أذكر فيما يلي نموذجين لحالة صحوة الضمير
بشأن المرأة والأسرة والمجتمع :
• أولهما من التجربة الماركسية الشيوعية :
يقول جورباتشوف الرئيس السوفيتي الأسبق في كتابه الشهير البيريستوريكا
:
ولكن طيلة سنوات تاريخنا البطولي والمتألق، عجزنا أن نولي اهتماماً
لحقوق المرأة الخاصة ، واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل ،
و وظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال، إن المرأة إذ
تعمل في مجال البحث العلمي، وفي مواقع البناء، وفي الإنتاج والخدمات،
وتشارك في النشاط الإبداعي، لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها
اليومية في المنزل - العمل المنزلي - وتربية الأطفال، وإقامة جو أسري
طيب، لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا - في سلوك الأطفال، والشباب،
وفي معنوياتنا، وثقافتنا ، وفي الإنتاج - تعود جزئياً إلى تدهور
العلاقات الأسرية ، والموقف المتراخي من المسؤوليات الأسرية.
إلى أن يقول : "والآن في مجرى البيريستوريكا، بدأنا نتغلب على الوضع ،
ولهذا السبب نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة، وفي المنظمات العامة
، وفي العمل والمنزل، بخصوص مسألة ما يجب أن نعمله لنسهل على المرأة
العودة إلى رسالتها النسائية البحتة". إلى أن يقول : "إن عصب طريقة
التفكير الجديدة ، يتمثل في الاعتراف بأولوية القيم ، ولنكون أكثر دقة
، فإن الاهتمام بالقيم هو من أجل بقاء البشرية" ص 138, 139, 175
.
• والنموذج الثاني من التجربة اللبرالية :
يقول جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والمشهور في مقالة له ،
نشرتها جريدة الشرق الأوسط في عددها ( 5730 ) تاريخ 10 / 07 / 1994 م
بترخيص من خدمة ( لوس أنجلس تايمز) ونختار منه الفقرات التالية : "إن
أزمة القيم الراهنة تعود إلى الستينات حيث بدأت النسبية الثقافية
والإباحية الأخلاقية ، والاستعداد لإلقاء اللوم على المجتمع فيما
يتعلق بسلوك الأفراد".
إلى أن يقول : "لقد بدأت أمريكا تجربتها المشؤومة في الإباحية
الاجتماعية قبل ثلاثين عاماً ، وقد يتطلب نقد هذه العملية ثلاثة عقود
أخرى".
إلى أن يقول في مقالة ثانية له نشرت في نفس المرجع السابق إن الإباحية
الاجتماعية أفرزت لنا أجيال غير مسؤولة ، تحولت إلى الجريمة ، ففي
أمريكا كل خمس دقائق تقع ثلاثة جرائم ( جريمة قتل ، وجريمة سرقة ،
وجريمة اغتصاب )، فلا تستغرب أيها القارئ الكريم إذا علمت أن هذه
الجرائم قد وقعت بالفعل مع نهاية قراءتك لهذا الفقرات من هذا المقال،
إن الجريمة اليوم تكلفنا باهضاً، إننا ننفق على مكافحة الجريمة سنوياً
ما يزيد عن 80 مليار دولار، وتضيف لإساءة استخدام الثروة والفساد
الاجتماعي بلايين أخرى لا تحصى، ولكن الثمن الإنساني الذي يدفع موتاً
وتدميراً لحياة الإنسان ، وآمالاً محبطة هو أغلى بكثير ، ويقع بتفاوت
مرير على قلة حصانتنا.
ويختم جيمس بيكر فيقول : "إن المسؤولية الشخصية هي ما يجعلنا شعباً
قوياً، أما الاستمرار في أزمة القيم فسيحولنا إلى شعب ضعيف".
يقول الدكتور حامد الرفاعي:
في عام 2000 م زارنا في مؤتمر العالم الإسلامي بجدة وفد نسائي أمريكي
، برئاسة السيدة جينا أبر كرومبي / مستشارة الرئيس كلنتون ، ومسئولة
في مجلس الأمن القومي الأمريكي ، ورئيسة دائرة شؤون بلدان أسيا وجنوب
شرق آسيا إذ ذاك في وزارة الخارجية الأمريكية، وهي اليوم القنصل
الأمريكي بجدة ، وكان الوفد مهتم بمسألتين:
1- المرأة.
2- الديموقراطية.
أما حوارنا بشأن المرأة وهو ما يتعلق بموضوع هذا الكتاب ، فقد بدأ
بسؤال للسيدة جينا حيث قالت :
لقد حاولنا بأنفسنا التعرف على وضع المرأة في الإسلام فلم نستطع،
واستعنا بأصدقائنا من العرب والمسلمين ، فجاءت المعلومات متناقضة،
فقررنا أن نأتي مباشرة إلى ديار المسلمين ، لنسمع منهم مباشرة بشأن
هذه المسألة، وأنتم في مؤتمر العالم الإسلامي والدكتور حامد شخصياً
ممن رشحوا لنا ، للتحاور معهم بهذا الشأن ، فماذا عندكم يا سيدي
؟
قلت لها بعد الترحيب والشكر والتقدير :
عندي كلمة واحدة ، فإن حققت المطلوب اختصرنا الطريق، و إلا سنفتح
الملفات للمزيد من التفصيل والتوضيح ، قالت وما هي هذه الكلمة ؟
قلت:
إن مسألة المرأة عندنا ، وعند العظماء الذين أسسوا أمريكا وكل عظماء
العالم وحكمائه سواء .
المرأة : أم المجتمع ، ومصدر استقراره ، وحارسة أمنه ، والأسرة : هي
الوحدة الأساس من وحدات بناء المجتمع المدني السليم ، بل هي المؤسسة
المركزية بين مؤسسات المجتمع الحضاري الآمن .
ونقطة الافتراق يا سيدتي بيننا وبينكم بشأن المرأة ، بدأت يوم أن
قررتم - على نقيض منهج أجدادكم وعظمائكم- أن تشطبوا مؤسسة الأسرة من
مؤسسات المجتمع المدني ، بل وألغيتموها ، واستبدلتموها بالإباحية
الاجتماعية، وأقمتم على أساس من هذا القرار وهذا التوجه الثقافي
الطارئ لديكم ، قاعدة تحرير المرأة من البيت ، أي تحرير المرأة من
ثقافة الأسرة إلى ثقافة اللا أسرة ، أو ثقافة تعدد وتنوع الأسرة، وما
يتعلق بذلك من سلوكيات معروفة لدى الوفد الكريم ، أما نحن فلا نزال
نصر على تمسكنا بمبدأ : أن الأسرة والتي عمادها المرأة ، والمؤسسة على
التزاوج الشرعي والقانوني بين المرأة والرجل، هي الوحدة الأساس ،
والمؤسسة المركزية بين مؤسسات المجتمع المدني المتحضر والآمن .
قالت مبتسمة:
وهل تريدني إن أهجر عملي في مجلس الأمن القومي لبلدي وأعود للأسرة
؟
قلت لها :
لا، ولكن عليك وعليّ ، وعلى كل رجل وامرأة ، وعلى كل فلسفة لأي مجتمع
ابتداءً ، أن تقوم على العلاقة المتوازنة بين واجبات كل فرد في مؤسسة
الأسرى، والمؤسسات الأخرى في المجتمع ، وعلينا أن نؤمن جميعاً بأن
مؤسسة الأمن القومي الأولى لكل أمة هي الأسرة ، وما يأتي بعدها من
مؤسسات وأسباب، ينبغي أن يكون امتداداً لها وليس إلغاءً لوجودها ،
ومسخاً لرسالتها المقدسة .
قالت :
أشكرك لقد أجبت وأفدت ، حقاً ما قلت هو نقطة مركزية وجوهرية ، بين
رؤيتنا ورؤيتكم بشأن الأسرة والمجتمع ، جديرة بالاحترام والتأمل ،
وأعتبر ما قلت كاف ويغني عن الدخول في التفاصيل ، لأنها غالباً مبنية
على أساس من هذا التوجه الذي سأنقله بأمانة للمسؤولين المعنيين
.
ومن الجدير بالذكر أن السيدة هيلاري كلنتون وبعد شهر تقريباً من هذا
اللقاء ، كتبت في مقالتها الأسبوعية - آن ذاك - في جريد عرب نيوز
السعودية عبارة جاء فيها :
" آن الأوان لنا في أمريكا ، لأن نقيم علاقة توازن بين واجباتنا في
الأسرة وباقي مؤسسات المجتمع".
لم نعد مغفلين يا أوبرا ، قد خدعتم العالم بعض الوقت لكنكم لن تخدعوا
العالم كل الوقت ، فالعالم كله أدرك أن العري ونزع الحجاب لا يعني
التحضر مطلقاً ، ولو كان الأمر كذلك ، لأصبحت المرأة في أوكرانيا
والمكسيك وزنجبار وغينيا وغينيا بيساو ، أكثر تحضراً وتطوراً من
المراة والأمريكية والأوروبية .
كل هذه الدول تتمتع المرأة بكامل حريتها - كما يحلو لكم التعبير- فهي
تخرج في أي وقت وبدون محرم وتسافر متى أرادت وتشرب ما أرادت وحتى من
الممكن نظاماً ان تمارس البغاء ( فقط إحضار رخصة ) أيضا تلبس المرأة
عندهم ما تشاء حتى من الممكن أن تمشي بالملابس الداخلية فقط ويسمونها
نصف عارية وهذا لا يمنعه القانون فالقانون يمنع وبشده المشي عارياً
تماما .
ومع ذلك ، فهذه الدول تقبع في غياهب التخلف ، ولئن صنفنا نحن ،عالم
ثالث ، فهذه الدول من الممكن ان تصنف عالماً رابعاً أو حتى
خامس.
أوبرا..
على قدر ما سائني ما قدمتموه في وسائل الإعلام حول المرأة السعودية
إلا أنني وجدتها فرصة لأنادي المرأة الأمريكية بالمطالبة بحقوقها
الضائعة والتي لم يطالب بها أحد وعبر مئات السنين ، إنه من الظلم لها
أن يتولى إعلامها حقوق أناس يعيشون في أقصى الكرة الأرضية ولا يبالون
بها أولاً.
إنني من هذا المنبر أؤكد أن ما زعمتموه كذب وافتراء على البنات
السعوديات .
وأطالب المجتمع الأمريكي كله بالمطالبة بحقه العظيم في أن يعرف الله
ويتلذذ بالقرب منه وبثه شكواه وأحزانه والطلب منه المساعدة ، أو على
الأقل ، يستفيد من قوانيننا الإسلامية والتي أثبتت نجاحها المطلق على
مدى أربعة عشر قرناً .
كما أنني أوجه نداء للنساء الأمريكيات بالتمرد على الظلم الذي يقع
عليهن في أمريكا.
فمن الظلم أن تفقد البنت غشاء البكارة وهي طفلة في الرابعة عشر من
عمرها .
ومن غير المعقول أن تحرم المرأة عندكم من زواج سعيد وأسرة مستقرة
أمنة.
ومن الظلم أن يكون للرجل المتزوج عشرات العشيقات والخليلات يقهر بهن
زوجته.
ومن الظلم أن يصدر لها فيروس الإيدز ويقضي على حياتها
من الظلم أن يترك الرجل زوجته فريسة لصديقه وبقية الرجال .
ومن الظلم أن يولد الطفل عندكم وهو لا يعرف من هو أبوه .
ومن الظلم أن يعيش أطفالكم الشتات والضياع .
من الظلم أن يتناول أبناءكم البيتزا البارده و الوجبات السريعة ومن
الظلم لصحتكم أن يكون أكثر جهاز تستخدمونه في البيت هو المايكروويف،
حيث لا جو أاسري متناغم ينمون فيه
أما نحن ، فدعونا وشأننا وحري بكم أن تقلدونا حتى تتتعرفوا على
الفضيلة والحياة الرائعة ، وحتى لا تتكبدوا الكثير من الخسائر المادية
والبشرية والمعنوية .
نحن سيدات في وطننا العربي ، سيدات بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، رجالنا
يتحملون مسئوليتنا ، ينفقون علينا ، يعملون بدلاً منا ، ونحن في
البيوت نحمل لهم أطفالهم ونلد ونرضع وننتظر أزواجنا ، ننام ملء جفوننا
، لا هموم ولا غموم مثلكم، لا نعاني مثلكم الضياع ، لا نحمل سفاحاً
ولا نعاشر أي رجل وأرحامنا في الشرق المسلم ، اطهر الأرحام في
العالم.
إذا خرج الرجل عندنا من البيت شعر بالأمان كون زوجته له وحده ووحده
فقط تحفظ بيته ولا تخونه ذلك لأنه في شريعتنا الإسلامية ، خيانة الزوج
لها عقوبة قاسية .
عندنا أشياء لا تجدينها في أي مكان في العالم ، عندنا أنوثة وحياء
يطغيان على كل ماديات العالم وحضارته المزيفة الكاذبة ، إن هذه
الأشياء التي نملكها يود الأمريكي أو الأوروبي الشريف ، لو يدفع أموال
الدنيا مقابل الحصول عليها ، بل ومستعد أن يدفع أموال الدنيا مقابل
الضمان بتفرده بفراش الزوجيه وضمان عدم الخيانة.
عندنا أمريكيات وبريطانيات وفرنسيات وكنديات محجبات، بل و منقبات بل
إن بعضهن يرتدين قفازات سود حتى لا يرى الرجال أيديهن ، إنهن يحفظن
كتاب الله في شهور قليلة ويدرسن السيرة المحمدية وتاريخنا المشرف ،
إنهن يقمن بعمل لم نقم به نحن المسلمات منذ زمن.
ما الذي يجبرهن على ذلك ؟؟؟؟
إنها الحلاوة التي ذاقوها عندنا والتي لم تستطع ماديتكم وحضارتكم أن
توصل الإنسان لها بل مع الأسف نجدها أوصلته إلى أن يقذف بنفسه فينتحر
ليتخلص من الحياة .
من المؤلم يا أوبرا أن نظل أنانيون طوال الوقت، لقد سهر علماءكم
والمخترعين عندكم كي يصنعوا لنا آلة التطور والحضارة صدرتم لنا كل شيء
من الإبرة إلى ، الطيارة .
ساعدتمونا على العيش برفاهية ولكننا لم نشكركم إلا بطريقة
مادية.
أعطيناكم المال والذهب الأسود واكتفينا بالتبادل المادي .
لم نمنحكم الثروة الحقيقية التي لدينا ولم نصدرها لكم .
اعتقدنا أن البترول يكفيكم حيث يشغل محركاتكم وطائراتكم وسيارتكم ولم
نفكر فيكم ولم نمنحكم شيئا يحرك قلوبكم وأرواحكم ومشاعركم.
لقد بخلنا عليكم وعاملناكم بسلبية .
اعذرونا أيها الشعب الأمريكي لم نصدّر لكم شيئاً ينقذكم، لم نصدّر لكم
( الإسلام ) لذلك لم تعيشوا في سلام وأمن ، لو صدرناه لكم لما أنفقتم
الملايين على مكافحة الجريمة ولما أدخلتم ألاف الأطنان من المخدرات
ولما انتحر الألوف من الأكتئاب والقلق .
كم نحن قساة معكم، كم نحن قساة حقاً..
لو صدرنا لكم هذا الدين، أوووووه ، إنه شعور رائع ، ستشعرون بأنكم
ولدتم من جديد، إننا حينما عرفنا الله عشنا بسعادة لا توصف .
أوبرا .... سأخبرك بشيء
من الظلم أن يحررنا الأمريكان ، وهم أصلاً مظلومين
إن أعظم ظلم وقع عليكم جميعاً أنكم لا تعرفون الله جيداً .
أوبرا..
من الظلم أن تعبدوا ثلاثة ، ومن الظلم أن تعيشوا حياتكم كلها تعتقدون
أن خالق ومدبر هذا الكون غير الله الواحد .
إن داخل كل واحد منكم شخص يحب الله ويعرف بداخله أن إلهه واحد ، لكنكم
طمستم هذا الصدق والصفاء بأفكاركم الخاطئة عن الكون وخالقه ومدبره ،
بينما لو أن أحدكم أصيب بهلع وخوف فلن يقول في اللحظات العصيبة إلا ،
يا إلهي ، ولا يسعه أن ينادي إلا على إله واحد ، ومن المضحك أن تقولوا
في لحظات الهلع ،يا آلهتي الثلاثة.
تأبى الفطرة وترفض الغريزة الإيمانية التي أودعها الله فينا يوم أن
خلق أبونا آدم ،أن نقول غير ذلك.
لكن الأمر يبدو صعباً ، صعباً على أناس ذاقوا لحظات خاطفة من لذة
الاستسلام لشهواتهم ولوقت طويل من الزمن لاشك إنهم لا يريدون الإسلام
، لأنهم لا يريدون التخلي عن هذه اللذات المضنية ، يبدو صعباً حينما
يكون الأمر متعلقاً بإرادة الإنسان وحده ، لذلك ستجدين أن أكثر من
يدخل الإسلام هم العلماء والمفكرين ، أما أصحاب الكأس والرقص ، فإن
الإسلام لا يصلح لهم البته ، والإسلام لا يتشرف بالضعفاء امثالهم
.
أحب أن أؤكد لك أن الإنسان له الحرية الكاملة في اختيار دينه .
إن الرب لا يجبرك على أن تدخل في دينه إن لم يكن دخولك حباً فيه ورغبة
في القرب منه لأنه ليس بحاجتك بل أنت من يحتاجه ، فما دمت بشرا ضعيفا
لا تجلب لنفسك حفنة غذاء ولا تتحكم في دقات قلبك ولا هواء أنفاسك ،
فأنت تحتاج إليه في كل لحظة من لحظات عمرك ، إذن ، أنت ابحث عنه ،
وأنت اسأل عنه ، ولا تترك مصيرك بيد غيرك من البشر الذين أخطأوا في
فهم الكون والحياة ، بشر ضعفاء أرادوا أن يعبدوا إلهاً فظنوا أن الشمس
هي التي تمدهم بالنور فعبدوها ، ثم القمر ثم النار ، ثم كل قوة في هذا
الكون ، وما استطاعت عقولهم أن تستوعب أن القوة العظمى هو إله واحد
على عرشه فوق سبع سماوات.
أوبرا..
إني أناشدك وأناشد المرأه والرجل في أمريكا أن تفكروا قليلا في حياتكم
وفي نهايتكم وأن تسألوا أنفسكم ، لماذا خلقنا ؟؟؟؟ وما هو مصيرنا
؟؟؟؟
ترى هل هذا الكون كله بكل مافيه خلق عبثاً ؟؟؟
هل حياة الأكل والشرب والرقص والغناء والعبث هي الحياة الكريمة التي
يتوق لها الإنسان الذي عليه مسئولية رعاية هذا الكون وعمارته .
إن حياة الشعوب اليوم أشبه بحياة البهائم ليس لها هدف ولا قيمة ولا
يعرف الناس فيها خط النهاية، النهاية تختلف تماماً عن تصوراتكم ، حيث
تمتد لتكون حياة خالدة ولكن إما في الجنة أو في النار ، إن هذا الأمر
لايبدو منطيقاً سوقه هنا كونه لا يمثل لكم إلا نوعاً من
الخرافة.
أوبرا...
نحن وإياكم نقف على طرفي نقيض ، أنتم بيدكم الحضارة المادية الفانية ،
أنتم تقفون كأعظم قوة أرضية مادية في هذا الكون ، ونحن في السعودية
نملك زمام الحضارة المعنوية ، حضارة القيم والمباديء والمثل العليا
والإيمان والصدق والنقاء والطهارة .
إنكم تعتلون جبل الحضارة، فمعكم حق حينما تروننا صغاراً وتحتقروننا
وتسيئون لنا.
إن الذي يقف على القمة ينظر للناس على أنهم صغاراً ، وعليك أن تدركي
أنهم بتقدير المسافة وحدها ، مثله تماماً ، فهم كذلك يرونه صغيراً
.
ولكن الحال معنا في السعودية يختلف تماماً عن كل بلدان العالم ، ذلك
لأننا نعتلي قمة أخرى ، إنها قمة روحانية وجدانية ذات قيم نبيلة
ومباديء عالية شريفة ، .إنها أعلى من قمتكم المادية التي اعتليتموها ،
لذلك فأنتم إن رأيتمونا صغاراً فنحن نراكم كذلك ، بل واصغر مما
تتخيلون .
ولئن كنتم تسخرون منا ومن عباءاتنا وحشمتنا ، فنحن هنا نسخر منكم أكثر
ونضحك على حياتكم التافهة، إننا نسخر من جلودكم الظاهرة وشعور رؤسكم
المتطايرة ، نسخر من عريكم ، ومن كل شيء يتعلق بلباسكم .
ولعل الواقع معنا هذه المرة أيضاً فالجواهر الثمينة ، لا يستطيع
الجواهرجي إلا أن يضعها في داخل خزانة داخل خزانة أخرى داخل علبة،
خوفاً عليها من اللصوص ، بينما بقية الحلي كلما رخص سعرها فهي تباع في
الطرقات ، وقيسي على ذلك وضعنا نحن النساء في السعودية وبقية النساء
في العالم .
أوبرا..
نحن نعيش في كوكب واحد ، وفي كوكب الأرض نحن وجماعة حماية البيئة نسعى
للحفاظ على نقاء هذا الهواء ، إننا لا نجتث الأشجار التي تخرج رائحة
تطرد الهوام ، وتنقي الهواء ، نعم ، لا يسعنا ذلك لأننا بحاجة لهذه
النبته حتى لو كان شكلها غير محبب .
وهذا ما يحدث لنا نحن البنات في السعودية ، عليكم أن تتركونا نمثل
منطقة تنقية لهذا الكون الفاسد ، اتركونا ، لمصلحة كوكبنا ، اتركونا
نمثل نقطة تطهير وتنقية لعالم نتن .
طبعاً أنا لا أستجدي ، ولا يمكن لي أن أستجدي ، بل ستضحكين لو قلت لك
إنني أتمنى أن تشاهدي جبيني وأنفي وعنقي ، وأنا اكتب لك هذه الرسالة،
ستعرفين أن مثلي لا يستجدي ولا يمكن له ذلك .
ما يضايق حقيقة ، أنكم تركتم اجتثاث الأشجار السامة و صوبتم فؤوسكم
نحو الشجرة الطيبة.
كل العالم صوب عينيه إلى هذه الفارسة النبيلة المرأة السعودية .
أقوى امرأة في العالم وأعظمهن شخصية .
امرأة لا تذوب مع شهوات النفس ولا تنساق خلف كذب الإعلام .
وفي عالم شهواني تقف المرأة السعودية بشموخ وثقة لا تتنازل عن مبادئها
السامية.
إن لم تستطيعوا أن تكونوا مثلنا ، وعجزتم عن ذلك ، فمن الذوق ومن
الرقي في التعامل أن تتركونا ولا تتدخلوا في شؤوننا ، فنحن على الرغم
مما أنتم فيه لم نتدخل في أي شأن من شؤونكم.
بل وحري بكم أن تصفقوا جميعاً للمرأة السعودية ، حري بكل أمريكي
يسمعني الآن في الاستوديو ، وفي كل مكان ، أن يقف إجلالا واحتراما
للمرأة التي تسببت بإنعاش الفضيلة في عالم مسموم بغبار الحضارة النتنة
وبالإعلام القذر ومليء بدخان السجائر ، وأصوات سلاسل الكلاب .
أوبرا ، أعتقد أن عليك أن تحمدي الله أن وضعني في طريقك ، ربما صنعت
معروفاً في حياتك - تذكري جيداً - فأراد الله أن يكافئك برسالتي هذه
التي ستمنحك ميلاداً آخر .
أعتقد أن عليك أن تشكريني كوني كتبت لك هذه الرسالة التي لو وعيت ما
جاء فيها ، لعرفت أنني منحتك نوراً عظيماًُ لا تتخيلين أنه موجود في
هذا العالم المظلم ، نور لا يشبه نور الذي ينبعث من الآت التصوير ولا
الكاميرات ، ستدركين بعد كلامي أن النور، إنما ينبعث من الداخل ، من
الداخل ، من الداخل ، إن هذا النور ، هو الذي نحيا به وهو الذي لا
يمكنكم أن تروه ، بعيونكم المجردة ، ولا يمكنكم أن تتوصلوا
لكنهه.
أوبرا ..
أوبرا..
كنت أتحدث مع صديقتي حولكِ ، أسررت إليها بأنني أحرر رسالة لكِ ، قالت
لي ، بأن هذا الأمر يبدو رائعاً ، وقالت كلمة لازالت ترنّ في اذني ،
(( لو أسلمت أوبرا لأسلمت خلفها قارة كاملة ))
حينها ، سرحت بعيداً ، ورفعت بصري للسماء وابتهلت إلى الله بذلك ، ليس
لأجل القارة التي حدثتني عنها صديقتي ، ولكن لأجلك أنت ، أنت تهمينني
وحياتك المبعثرة والحزينة وذكرياتك الأليمة آلمتني ، ووددت لك أن
تعيشي جزءاً من حياتك في سعادة حقيقة ، وددت حقيقة لو انتشلتك من عالم
يصفق لك اليوم ثم سرعان ما سينساك مثلما نسى مارلين مونرو وديانا
سبنسر و و و و .
يبدو أنني انسجمت ونسيت انني أحرر رسالة ، من يدري ، ربما حالف الحظ
الأمريكان وقرأوها في برنامجك
لا بأس ، دعيني أكمل..
أوبرا...
من الصعب أن تجدي اليوم من يعري لك الحقيقة ويريك أياها على طبيعتها
المجردة ، من الصعب أن تجدي من لايجامل المشاهير أمثالك ، ومن الصعب
جداً اليوم أن تجدي قلباً مثل قلبي يود لك الخير والسعادة في العالم
الدنيوي والعالم الأخروي معاً ، ورغم البون الذي بيننا ورغم كل
ماقترفتيه في حقنا ، أود لك السعادة ، وأود لك أن تتذوقي معنا طعم
الحياة .
حينها ستدركين و لوحدك أن حياة الشهرة هذه التي تحيينها ، إنما هي
.... مرارة ...وشقاء .
ذلك لأننا ننظر للجبل من بعيد ظانين أن لا شيء خلفه وحينما نصل لهناك
ونعتلي قمته ، ندرك بعيوننا أن خلف التل عالم من المروج الخضراء لم
نستطيع مشاهدته ونحن بعيدين عنه.
عليك أن تري كل شيء ، تعرفي على الإسلام أكثر ، حينها لن يسعك وأنت
الذكية والنبيهة ، إلا أن تدخلي فيه ، أؤكد لك ذلك
ختاماً ..
وبعد ان استعرضت معك حياة المرأة عندنا وعندكم في أمريكا ، اسمحي
لي
أنا وأخواتي هنا في السعودية نصرخ بقوه وصدق : الحمد لله أنني لست
امرأة أمريكية
أمنياتي لك بالحياة ..