فوائد الحلم

الحليم عظيم الشَّأن، رفيع المكان، محمود الأمر، مرضي الفعل

  • التصنيفات: محاسن الأخلاق -
 

1- "الحليم عظيم الشَّأن، رفيع المكان، محمود الأمر، مرضي الفعل" ((روضة العقلاء  لابن حبَّان البستي ص208)) .


2- أنَّه دليل كمال العقل وسعة الصَّدر، وامتلاك النَّفس.


3- يعمل على تآلف القلوب ونشر المحبَّة بين النَّاس.


4- "يزيل البغضاء بين النَّاس ويمنع الحسد" ((نضرة النعيم  (5/1752) – بتصرف)).


5- صفة الحِلْم عواقبها محمودة.


6- "أوَّل عِوَض الحَليم عن حِلْمه أنَّ النَّاس أنصارُه على الجاهل" هذا القول يُنْسَب لعليٍّ رضي الله عنه. ((انظر: العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي1/182))


7- الحليم له القوَّة في التَّحكُّم في انفعالاته، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (رواه البخاري6114 ومسلم2609 مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه).




الوسائل المعينة على اكتساب الحِلْم:



1-  تذكُّر كثرة حلم الله على العبد، فالله سبحانه وتعالى حليم: يرى معصية العاصي ومخالفته لأمره فيمهله، قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235] .


قال أبو حاتم: "الواجب على العاقل، إذا غضب واحتدَّ، أن يذكر كثرة حلم الله عنه، مع تواتر انتهاكه محارمه، وتعدِّيه حرماته، ثمَّ يَحْلُم، ولا يخرجه غيظه إلى الدُّخول في أسباب المعاصي" ((روضة العقلاء لابن حبَّان البستي ص 212)).



وقال محمَّد بن السعدي لابنه عروة لما وَلِي اليمن: "إذا غضبت فانظر إلى السَّماء فوقك، وإلى الأرض تحتك، ثمَّ عظِّم خالقهما" ((روضة العقلاء لابن حبَّان البستي ص212)) .



2- تذكُّر الثَّواب مِن الله للعافين عن النَّاس، قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133- 134].


عن أبي جعفر الخطمي أنَّ جدَّه عمير بن حبيب -وكان قد بايع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم- أوصى بنيه، فقال لهم: "أيْ بني! إيَّاكم ومخالطة السُّفهاء؛ فإنَّ مجالستهم داء، وإنَّه مَن يَحْلُم عن السَّفِيه يُسَر بحِلْمِه، ومَن يجبه يندم، ومَن لا يقر بقليل ما يأتي به السَّفِيه، يقر بالكثير" ((رواه الطَّبراني (17/50) (108)، والبيهقي (10/95) (20705)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/269): رجاله ثقات)).



3-  الرَّحمة بالجاهل، ومِن ذلك ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابيٌّ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه، دعوه». فتركوه حتى بال، ثمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء مِن هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ، والصَّلاة، وقراءة القرآن». أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأمر رجلًا مِن القوم فجاء بدلوٍ مِن ماء فشنَّه"  شنه: صبه (رواه مسلم 285 مِن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه).


4- التَّرفُّع عن المعاملة السَّيِّئة بالمثل، وهذا يدلُّ على شرف النَّفس، وعلوِّ الهمَّة، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نَجْدٍ، فلمَّا أدركته القائلة وهو في واد كثير العِضَاه (العضاه: كل شجرة ذات شوك)، فنزل تحت شجرة، واستظلَّ بها وعلَّق سيفه، فتفرَّق النَّاس في الشَّجر يستظلُّون، وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا، فإذا أعرابيٌّ قاعد بين يديه، فقال: «إنَّ هذا أتاني وأنا نائمٌ، فاخترط سيفي فاستيقظت وهو قائمٌ على رأسي مخترطٌ صلتًا»، قال: مَن يمنعك مني؟ «قلت: الله. فشَامَه ثمَّ قعد، فهو هذا»، قال: ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري4139)


(اخترط السيف: سله   من غمده)، (صلتًا: مجردا).
5- التَّفضُّل على المسيء، ومِن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جَبْذَةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته، ثمَّ قال: يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء" (رواه البخاري).



6-  الاستحياء مِن جزاء الجواب، وكان الأحنف بن قيس يقول: "مَن لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورُبَّ غيظٍ قد تجرَّعته مخافة ما هو أشدُّ منه، وأنشد:


رضيت ببعض الذُّل خوف جميعه °°° كذلك بعض الشَّرِّ أهونُ مِن بعض


" ((العقد الفريد لابن عبد ربه 2/279)) .


7- الرِّعاية ليدٍ سالفة، وحرمة لازمة، وهذا مِن الوفاء، وحُسنِ العهد، وكمال المروءة، عن حفص بن غياث قال: "كنت جالسًا عند جعفر بن محمد، ورجل يشكو رجلًا عنده، قال لي كذا، وفعل لي كذا، فقال له جعفر: مَن أكرمك فأكرمه، ومَن استخفَّ بك فأكرم نفسك عنه" ((روضة العقلاء لابن حبَّان البستي ص213)) .



قال الشَّاعر:


إنَّ الوفاء على الكريم فريضـة °°° واللُّؤم مقرون بذي الإخـلاف
وترى الكريم لمن يعاشر منصفًا °°° وترى اللَّئيم مجانب الإنصاف




((أدب الدنيا والدين للماوردي ص255)).

 

 

المصدر: الدرر السنية