الترهيب من الحلف بغير الله

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم؛ فمن كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت» (رواه مالك رقم: [1037]، والبخاري رقم: [6446]، ومسلم رقم: [1646]).

  • التصنيفات: التوحيد وأنواعه - عبارات وألفاظ لا تصح -

 

من القرآن الكريم:

- {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ [1] حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء:64].

- {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ [2] أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} [يونس:53].

من الأحاديث النبوية الشريفة:

- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم؛ فمن كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت» (رواه مالك رقم: [1037]، والبخاري رقم: [6446]، ومسلم رقم: [1646]).

- وعن بُرَيْدَة رضي الله تعالى عنه أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة؛ فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ حَلَفَ بغير الله فقد كفر [3]» أو: «أشرك» (رواه الترمذي رقم: [1535] وحسَّنه؛ وابن حبان في "صحيحه" رقم: [4358]، والحاكم [1/65] و [117] وقال: "صحيحٌ على شرطهما").

- وعن بُرَيْدَة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بالأمانة؛ فليس منَّا [4]» (رواه داود رقم: [3258]).

- عن ثابت الضحَّاك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «مَنْ حَلَفَ بملَّةٍ غير [5] الإسلام كاذبًا؛ فهو كما قال» (رواه البخاري رقم: [6047]، ومسلم رقم: [110]).

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: "لأن أحلِف بالله كاذبًا؛ أحبُّ إليَّ من أن أحلف بغيره وأنا صادق" (رواه الطبراني ("مجمع الزوائد"؛ رقم: [6899]، [4/177] موقوفًا، ورواته رواة الصحيح).

- وروى ابن ماجة [رقم: 2101]) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلاً يحلف بأبيه؛ فقال: «لا تحلفوا بآبائكم، مَنْ حلف فليحلف بالله، ومَنْ حلف له بالله فليَرْضَ، ومَنْ لم يَرْضَ بالله؛ فليس من الله».

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] قدوة، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه حلف بغير الله تعالى، بل علمه الله تعالى الحلف به كما تفيده الآية الثالثة.

[2] يطلبون منك النبأ والخبر، وضمير "هو" للقرآن.

[3] قال الشمس الرملي الشافعي في الجزء الثامن من شرحه على ((المنهاج)): قال الشافعي: "وأخشى أن يكون الحلف بغير الله معصية؛ نعم، لو أعتقد تعظيمه كما يعظم الله كفر. انتهى. ولعل في ذلك عبرة لمن يحلفون بالصالحين".

[4] لأنه حلف بغير الله تعالى.

[5] هكذا نقله ابن حجر في كتاب (الزواجر) [2/370] عن الشيخين، والذي رأيته في متن البخاري في باب الإيمان الحديث رقم: [6653]، وهو من أطراف الحديث السابق؛ «من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال» ولم أقف عليه في متن مسلم -وهو تحت رقم: [110] كما أشير في المتن-. ورواية النسائي [7/5]، رقم: [3770]: «من حلف بملة سوى الإسلام كاذبًا»، قال السندي في حاشيته على البخاري: "كأن يقول: إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني".

قوله: «فهو كما قال» ظاهره أنه يكفر بذلك؛ وهو كذلك إن قصد الرضا بما قاله، وإلا بأن قصد إبعاد نفسه عن الفعل أو أطلق فلا يكفر، لكنه أرتكب مكروهًا.انتهى كلام السندي.

 

 

محمد أحمد العدوي