إبداع من قلب المحراب

نحن أمة يميَّزها "التوازن" في كل شيء، وحين غاب عنها اليومَ، خسرتْ كلَّ شيء.

  • التصنيفات: الشعر والأدب -

 
كلٌّ يميلُ إلى النجاحِ وما ارتقَى الأَسبابا
 
كذِباً يقولُ ويدَّعي قولاً أبانَ سَرابا
 
هي أُمنياتٌ لم تزَل في الحُلمِ تطرقُ بابا
 
ما غادرَت باب المُشعوذِ لهفةً لتُجابا
 
إن لم تسحْ في الأرضِ لا.. لن تُنجبَ الألبابا
 
غِبنا عن الإبداعِ حتى ملَّنا وَارتابا
 
فأَذاقنا هجرانُهُ ذلَّ العنا وعِقابا
 
أذناهُ لَم تسمَع بنا في رَوحةٍ وإيابا
 
حتى غَدونا أمةً لم يؤذِها من عابا!
 
حُرِمَتهُ حتى صورةً وقراءةً وكِتابا
 
ظنَّت بأنَّ نجاحها إن لازمَتْ مِحرابا
 
وتناسَتِ الفاروقَ حين أبى الحياةَ سغابا
 
كم نَرتجي الإبداعَ يوماً أن يزُورَ شَبابا
 
ليُعادَ صرحُ أماجدٍ بَرعوا بهِ إنجابا
 
من رامَ نجماً لا يصِلْهُ إذا استهابَ سحابا
 
بل كيفَ يرقى فوقَهُ ومن السحابةِ هابا؟
 
لا يدركُ النجماتِ إلاَّ من سعَى فأَصابا
 
يسعَى دؤوبا في الحياةِ، ولا يهابُ صِعابا
 
وبدا لَهُ أن الحياةَ لمَن يشقُّ ضَبابا
 
يهفُو إلى الإبداعِ في عمَلٍ سما إعجابا
 
يشكو إلى العلاَّم جيلاً في الضياعِ تغابى
 
لم يُحرزِ الإتقانَ في شيءٍ ولا هوَ تابا
 
فتعثَّرت أقدامهُ، بل ما استطاعَ جَوابا
 
إذ لم ينَلْ من ذِي الحياةِ سعادةً وثوابا.

 
محمد منذر سرميني