إياك والإعجاب بالنفس

  • التصنيفات: مساوئ الأخلاق -

 

أخرج أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء:

 

كان بكر بن عبد الله المزني إذا رأى شيخًا قال: "هذا خير منّي، عبد الله قبلي، وإذا رأى شابًّا قال: هذا خير منّي، ارتكبت من الذّنوب أكثر ممّا ارتكب".

 

وكان يقول: "عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم وإن أخطأتم لم تأثموا، وإيّاكم وكلّ أمر إن أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم. قيل: ما هو؟ قال: سوء الظّنّ بالنّاس، فإنّكم لو أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم".

 

وقال بكر بن عبد الله المزنيّ: "إن عرض لك إبليس بأنّ لك فضلًا على أحد من أهل الإسلام، فانظر:

 

فإن كان أكبر منك فقل: قد سبقني هذا بالإيمان والعمل الصّالح فهو خير منّي، وإن كان أصغر منك فقل: قد سبقت هذا بالمعاصي والذّنوب واستوجبت العقوبة فهو خير منّي؛ فإنّك لا ترى أحدًا من أهل الإسلام إلّا أكبر منك أو أصغر منك.

 

وإن رأيت إخوانك من المسلمين يكرمونك ويعظّمونك ويصلونك فقل أنت: هذا فضل أخذوا به، وإن رأيت منهم جفاءً وانقباضًا فقل: هذا ذنب أحدثته".

 

هذا رجل يظن بالناس خيرًا؛ لأنه يعرف نفسه أكثر من غيره، فيتصور عيوبه دائمًا في الوقت الذي يتذكّر فيه ميزات الآخرين.

 

ترى يا إخواني كيف ظنّ كل منا بنفسه؟

 

وكيف يرى كل منا نفسه مقارنة بالآخرين؟

 

وهل ندرك عاقبة الإعجاب بالنفس، وعاقبة سوء الظن بالناس؟

 

هل بإمكان كل منا أن يجرّب عدة مرات أن يفعل مثل هذا الرجل الصالح، ثم يدوّن ملاحظاته على حالته النفسية والروحية؟

 

عبد الرحمن البر